حرب بأسلحة “صامتة‪”!‬‬

حين وقف وزير العدل، لطفي بوجمعة، رافعًا صوته في وجه أطنان المخدرات التي تغزو البلاد، وبالذات من حدود “جارة السوء” أو ما يُعرف بـ”مملكة الحشيش”، لم يكن يتحدث عن ظاهرة تعاني منها كافة المجتمعات، بل كان يُحذّر من حرب بأسلحة صامتة وقاتلة تستهدف عماد الأمة. فالمخدرات، بمختلف أنواعها، لم تعد مجرد ظاهرة مرضية، بل أصبحت …

يونيو 28, 2025 - 20:44
 0
حرب بأسلحة “صامتة‪”!‬‬

حين وقف وزير العدل، لطفي بوجمعة، رافعًا صوته في وجه أطنان المخدرات التي تغزو البلاد، وبالذات من حدود “جارة السوء” أو ما يُعرف بـ”مملكة الحشيش”، لم يكن يتحدث عن ظاهرة تعاني منها كافة المجتمعات، بل كان يُحذّر من حرب بأسلحة صامتة وقاتلة تستهدف عماد الأمة. فالمخدرات، بمختلف أنواعها، لم تعد مجرد ظاهرة مرضية، بل أصبحت حربًا وجودية ضد الدول، حربًا قذرة لا تستهدف الحاضر فحسب، بل تضرب المستقبل في مقتل عبر استهداف نسيج المجتمعات‪.‬‬
المهلوسات، الحشيش، القنب الهندي، الهيروين… كلها مسميات لسمٍّ واحد: سلاح فتاك ينخر المجتمعات من الداخل، صحِّيًا، وذهنيًا، وعقليًا. ولا فرق بين حروب المخدرات وأيّ سلاح محظور، فهي تفكك الشعوب وتُفجِّرها من الداخل دون ضجيج‪.‬‬
وللأسف، جارة السوء، بعد أن فقدت كل شرف في الخلاف، لم تجد وسيلة إلا استهداف مستقبل الأجيال، وهو ما نبه إليه وزير العدل حين أكد أننا في حالة حرب، وأن عدونا أجبن من أن يواجهنا بسلاح الفرسان، فاختار أسلحة الأنذال لتقويض المجتمعات‪.‬‬
وخلاصة القول: الوزير دق ناقوس الخطر، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم. فنحن في حالة حرب… فهل تعي الأسرة الجزائرية، ويعي شباب هذه الأمة، فحوى الرسالة؟!