سياسون فرنسيون يلعبون على ورقة الذاكرة لاستعادة العلاقات مع الجزائر

يتعزز الانقسام في المشهد السياسي في فرنسا من يوم على آخر، بشأن العلاقات مع الجزائر، في تطور غير مسبوق يظهر غياب الإجماع بخصوص السياسة المنتهجة من قبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وجاءت زيارة العشرات من المنتخبين إلى الجزائر لتكرس هذا المعطى.  المنتخبون في عمومهم ينتمون إلى اليسار والوسط وقد اختاروا ذكرى مجزرة الثامن من ماي […] The post سياسون فرنسيون يلعبون على ورقة الذاكرة لاستعادة العلاقات مع الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 7, 2025 - 17:10
 0
سياسون فرنسيون يلعبون على ورقة الذاكرة لاستعادة العلاقات مع الجزائر

يتعزز الانقسام في المشهد السياسي في فرنسا من يوم على آخر، بشأن العلاقات مع الجزائر، في تطور غير مسبوق يظهر غياب الإجماع بخصوص السياسة المنتهجة من قبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وجاءت زيارة العشرات من المنتخبين إلى الجزائر لتكرس هذا المعطى.

 المنتخبون في عمومهم ينتمون إلى اليسار والوسط وقد اختاروا ذكرى مجزرة الثامن من ماي 1945 في سطيف، وقد استهدفت مدنيين عزل خرجوا للتظاهر مطالبين بالاستقلال، الذي لم يدم طويلا بعد تلك المجزرة التي يجمع المؤرخون على أنها جريمة إبادة لا تسقط بالتقادم ويعاقب عليها القانون الدولي.

ومن بين هؤلاء المنتخبين، يوجد لوران لاردي، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الجزائرية في الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) والنائب عن الحزب الاشتراكي، الذي صرح قائلا: “عملنا طويل الأمد. ومن مسؤولية البرلمانيين الحفاظ على علاقة صداقة بين فرنسا والجزائر. وهذه الزيارة إلى الجزائر لحظة لا بد أن تجسد هذا التوجه”.

وتندرج هذه الزيارة ضمن ما يعرف بالدبلوماسية الموازية أو الدبلوماسية البرلمانية، وهي ليست رسمية ولكنها تعبر عن توجه سياسي داخل مؤسسات الدولة الفرنسية، يرفض النهج المتبع من قبل الحكومة الحالية، برئاسة فرانسوا بايرو، وقد فرضت نفسها على الرئيس الفرنسي، غيمانويل ماكرون، الذي تظاهر في البداية بأنه يسعى إلى التهدئة ويرفض التصعيد، عكس وزير خليته، برونو روتايو.

ويوم الثلاثاء المنصرم، خرج وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، مؤكدا بأن العلاقات بين الجزائر وفرنسا لا تزال في حالة جمود، كما عبر عن تشاؤمه بشأن مستقبل هذه العلاقات، وهو يشير إلى أنه لا يبدو أن هناك ما يؤشر على قرب استعادة العلاقات الثنائية المأزومة.

ويحاول الطرف الفرنسي الذي يسعى إلى التهدئة مع الجزائر، أن يلعب على ورقة الذاكرة من خلال اختيار توقيت الزيارة، إدراكا منه بأن هذا الملف يمكنه أن يدفع بالعلاقات الثنائية إلى الخروج من عنق الزجاجة إذا حسن توظيفه، كما يمكنه أن يؤدي أيضا إلى تفجير هذه العلاقات إذا أسيء التعامل معه.

وتعتبر مواقف اليسار الفرنسي الأقرب في غالب الأوقات إلى تفادي التصعيد مع دولة محورية كالجزائر، في حين يذهب اليمين واليمين المتطرف عكس ذلك، ولا يتردد عندما تحين الفرصة المناسبة من أجل تدمير تلك العلاقات، كما حصل على مدار الأشهر القليلة الأخيرة.

والمثير في الأمر هو أن ملف العلاقات مع الجزائر، تحول إلى ورقة انتخابية اعتاد اليمين واليمين المتطرف على توظيفها في السابقات الانتخابية بشكل مخز، يتناقض وما تبقى من أخلاق سياسية لدى الكثير من الانتهازيين في المستعمرة السابقة، التي تتجه بسرعة فائقة إلى خسارة دولة محورية وقوة إقليمية في شمال إفريقيا، كالجزائر، بتحالفها مع نظام وظيفي مارق، وضع مؤسساته وأدواته السياسية والإعلامية في خدمة القوى والأطراف التي تسعى إلى تفجير المنطقة، على غرار الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني.

علي. ب

The post سياسون فرنسيون يلعبون على ورقة الذاكرة لاستعادة العلاقات مع الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.