صحيفة فرنسية ترفض نشر مقال عن الجزائر لمؤرخة “منصفة”
فضحت مليكة رحال، الكاتبة والمؤرخة الفرنسية من أصل جزائري، أكذوبة حرية التعبير في فرنسا، وهي تكشف عن سر احتفظت به لنحو ثلاثة أشهر، غير أنها اضطرت للإفصاح عنه بعدما وقفت على حقيقة مفادها أن حرية الصحافة التي يُتغنى بها في فرنسا مجرد أكذوبة. وكشفت مليكة رحال، أنها كلفت بكتابة مقال في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، بالتزامن […] The post صحيفة فرنسية ترفض نشر مقال عن الجزائر لمؤرخة “منصفة” appeared first on الشروق أونلاين.


فضحت مليكة رحال، الكاتبة والمؤرخة الفرنسية من أصل جزائري، أكذوبة حرية التعبير في فرنسا، وهي تكشف عن سر احتفظت به لنحو ثلاثة أشهر، غير أنها اضطرت للإفصاح عنه بعدما وقفت على حقيقة مفادها أن حرية الصحافة التي يُتغنى بها في فرنسا مجرد أكذوبة.
وكشفت مليكة رحال، أنها كلفت بكتابة مقال في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، بالتزامن مع اعتزام الصحيفة إعداد ملف حول العلاقات الجزائرية – الفرنسية، التي تعيش واحدة من أسوأ فتراتها منذ أزيد من ستة عقود، غير أن هذه الصحيفة ذات التوجهات اليسارية، والمعروفة بوسطيتها وانتقادها للأفكار اليمينية، تحفظت على نشر المقال لأسباب تبقى غير مفهومة.
وقالت الكاتبة والمؤرخة مليكة رحال: “كلّفت بكتابة مقال في منتصف مارس 2025، كجزء من ملف نشر في صحيفة “ليبراسيون” حول العلاقات بين فرنسا والجزائر، وهو ملف أشرف على تنسيقه الباحث بول ماكس موران. بعد النسخة الأولى، طلب مني إصدار نسخة أطول لاختتام السلسلة”.
وأضافت: “خلال المناقشات مع هيئة التحرير، أُثيرت اعتراضات، لكن التوضيحات التي قدّمت اعتبرت مرضية، ومع ذلك، يتأجل نشر المقال باستمرار، من دون تقديم أي تفسير لبول ماكس موران، المسؤول المكلف بالملف، أو لي (مليكة رحال). وقد أصبح نشره الآن غير مجدّ بعد مرور أكثر من شهر من نشر آخر مقال في السلسلة، في أفريل 2025”.
وقد اضطرت الكاتبة إلى نشر مقالها في منبر آخر معروف بمواقفه المناهضة للاستعمار وللفكر الاستعماري، بعدما أيقنت أن الصحيفة الفرنسية غير جادة في تشريف التزامها مع مؤرخة وكاتبة مرموقة، في مستوى مليكة رحال، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول ما تبقى من مصداقية قيم لطالما دافعت عنها فرنسا وغيرها من دول المنظومة الغربية، وهي حرية التعبير والصحافة.
“العلاقات في زمن روتايو وغزة”
ولم توضّح الصحيفة الفرنسية سبب تحفظها على نشر المقال الذي جاء تحت عنوان “العلاقات الجزائرية – الفرنسية في زمن روتايو وغزة”، غير أن مضمونه يؤشر على أن القائمين على “ليبراسيون”، التي تعتبر من قلاع الإعلام الفرنسي غير المعادي للجزائر وللمهاجرين عموما، لم تعد كما كانت في السابق، بل أصبحت كغيرها من الصحف الفرنسية تتحكم فيها اعتبارات لا تمس بصلة بحرية التعبير.
ومما جاء في مقال مليكة رحال: “كانت العلاقات الفرنسية – الجزائرية في أزمة منذ عام 2024 عندما انضمت فرنسا، على غرار الولايات المتحدة، إلى تأكيد المغرب سيادته (المزعومة) على الصحراء الغربية. وكان أحد العناصر التي تفسّر هذا الاعتراف هو الدور الذي لعبه المغرب في تطبيع العلاقات مع إسرائيل (الكيان الصهيوني) على مستوى الاتحاد الإفريقي وعلى مستوى العالم العربي حيث انضم المغرب إلى اتفاقيات أبراهام عام 2020. ولا شك أن عوامل أخرى في السياسة الفرنسية تساهم في هذا الاعتراف، ولكن منذ ذلك التاريخ، يبدو أن النموذج السابق للعلاقات الثنائية لم يعد يعمل، مع المزيد من التوترات العنيفة وردود الفعل غير المتوقعة من كلا الطرفين. وعلى الجانب الفرنسي، فإن حدة التصريحات والمواقف الحربية لا تتوافق مع التطوّر الأخير للمجتمع الفرنسي، ولكن في المقابل، يمكن أن يكون تأثيرها على شعب هذا البلد مدمّرا”.
ويبدو أن القائمين على الصحيفة لم يتسع صدرهم لبعض “الوخزات” التي تضمنها المقال، من قبيل الدور الذي لعبه وزير الداخلية الفرنسية في تلغيم المجتمع الفرنسي متعدّد الأعراق والديانات، بسبب تصريحاته ومواقفه العنصرية، وكذا النضال الذي قاده الجزائريون ضد الاحتلال الفرنسي، والذي أنهى عقود طويلة من ظلام الاستعمار، وأصبح ملهما للكثير من الشعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، كما كتبت مليكة رحال.
المقال تطرق أيضا إلى طبيعة الاستعمار الفرنسي الاستيطاني للجزائر، ونقله ما يعادل مليون أوروبي (الأقدام السوداء) وهو عُشر السكان الجزائريين، وما رافق ذلك من “الطموح الإبادي للتخلّص من السكان الأصليين، هو سمة ثابتة في حالات الاستعمار الاستيطاني، إذ يسعى المستعمرون إلى الاستيلاء على أراضيهم وفرض مكانتهم في البلاد”، فضلا عن التهجير القسري والمجازر التي تعرض لها الجزائريون على يد جيش الاحتلال الفرنسي، الذي انهزم في الأخير بحصول الجزائر على استقلالها وإنهاء الوضع اللا قانوني، الذي أعطى للفئة الأوروبية ما لا تستحقه على حساب الحقوق الشرعية للجزائريين.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post صحيفة فرنسية ترفض نشر مقال عن الجزائر لمؤرخة “منصفة” appeared first on الشروق أونلاين.