“صفعة ماكرون”.. حين تتحدث الأيدي قبل الدبلوماسية!

في سابقة لم تشهدها أروقة الإليزيه من قبل، أعلن القصر الرئاسي الفرنسي بكل شفافية (أو ربما بصدمة مفاجئة) أن الرئيس إيمانويل ماكرون قد تلقى “صفعة” ساخنة وحارة جدا من السيدة الأولى بريجيت ماكرون، وذلك قبيل نزولهما من الطائرة في فيتنام. السبب؟ “مشادات كلامية” بين الزوجين الرئاسيين. يا لها من دبلوماسية راقية! فبينما يستعد العالم لاستقبال […] The post “صفعة ماكرون”.. حين تتحدث الأيدي قبل الدبلوماسية! appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 27, 2025 - 15:08
 0
“صفعة ماكرون”.. حين تتحدث الأيدي قبل الدبلوماسية!

في سابقة لم تشهدها أروقة الإليزيه من قبل، أعلن القصر الرئاسي الفرنسي بكل شفافية (أو ربما بصدمة مفاجئة) أن الرئيس إيمانويل ماكرون قد تلقى “صفعة” ساخنة وحارة جدا من السيدة الأولى بريجيت ماكرون، وذلك قبيل نزولهما من الطائرة في فيتنام. السبب؟ “مشادات كلامية” بين الزوجين الرئاسيين.

يا لها من دبلوماسية راقية! فبينما يستعد العالم لاستقبال الرئيس بخطابات رسمية وابتسامات عريضة، كان الاستقبال الأول للسيد ماكرون على يد زوجته، وبطريقة أكثر “تأثيرًا” من أي اتفاقية دولية. لا شك أن هذا الخبر قد أثار عاصفة من التساؤلات والتعليقات.

فما الذي يمكن أن يكون قد حدث على متن تلك الطائرة ليتحول الحوار الدبلوماسي بين الزوجين إلى “صفعة” تاريخية؟ . يذكرنا هذا بحادثة المروحة. حادثة المروحة، أو كما تُعرف أيضاً بـ”صفعة الداي حسين”، هي حدث تاريخي وقع في 29 أبريل 1827 في الجزائر العاصمة، وكانت بمثابة الشرارة المباشرة او الذريعة لاحتلال فرنسا للجزائر عام 1830.

هل كانت خلافات الزوجين حول تعليق ماكرون على لباس زوجته بريجيت الذي ربما كان غير محتشم مثلا ( وهذا طبعا غير صحيح ) او ربما ابتسامات ماكرون المبالغ فيها مع مضيفات الطائرة( وهذا قد يكون نوع من الغيرة المفهومة ) أم ربما نقاش حاد حول نوع القهوة المقدمة في مقعد الدرجة الأولى؟ الأكيد أن الأمر تجاوز حدود “الاختلاف في وجهات النظر” ليبلغ ذروته في إيصال رسالة واضحة، ربما أرادت السيدة بريجيت أن تقول: “الرئاسة لا تعفيك من واجبات الاستماع والتركيز مع كلامي والانتباه الى كل كلمة اقولها دون تعليق او اعتراض ، يا سيد الرئيس!” ولم يفت الأمر على بعض المعلقين والمهتمين بالشأن الرئاسي( اغلبهم من الجزائر طبعا)، حيث فجاء علق أحدهم ليختصر المشهد بكل براعة وسخرية لاذعة لا مثيل لها : انه السحر ياسادة “أنا لم افهم نوعية السحر اللذي وضعته له ،و في اي مقبرة من مقابر باريس دفنته !؟”

نعم يا سيدي، “المقبرة” هي مربط الفرس! فبعد هذه الصفعة العلنية، هل نتساءل حقًا عن سر جاذبية بريجيت؟ أم أننا يجب أن نعيد التفكير في مفهوم القوة والسلطة داخل قصر الإليزيه؟ يبدو أن بريجيت، بصفعتها تلك، قد أثبتت أن نفوذها يتجاوز بروتوكولات القصر، وأنها قادرة على “إعادة ضبط” بوصلة الرئيس متى ما رأت ذلك ضروريًا، وإن كان بأسلوب “غير تقليدي” بعض الشيء. المفارقة هنا تكمن في أن رئيسًا يقود دولة عظمى، ويفاوض القادة ويُحل القضايا الدولية، يجد نفسه في موقف “الخاضع” في مملكة الزوجية. وهذا يفتح لنا نافذة ساخرة على حقيقة أن خلف كل رجل عظيم، هناك امرأة عظيمة، قد تكون عظمتها تكمن في قدرتها على إيصال رسائلها بطرق لا يفهمها سوى الزوج. فليتعلّم قادة العالم من بريجيت فنون الدبلوماسية المنزلية، فربما تكون صفعة واحدة أبلغ من ألف كلمة، أو حتى ألف اتفاقية! في الختام، يبدو أن الرحلة الجوية إلى فيتنام لم تكن مجرد رحلة عمل، بل كانت رحلة كشفت الكثير عن خفايا العلاقة الرئاسية، وأثبتت أن حتى رؤساء الدول ليسوا بمنأى عن “الصفعات” الزوجية. والأهم من ذلك، أنها أكدت أن الحب الحقيقي ، أو ربما السحر الذي فرضه “السحر المدفون في احدى مقابر باريس” ( ان وجد طبعا وهذا يحتاج الى دليل او لحملة تنظيف لمقابر باريس كما حدث ويحدث في الجزائر حتى يتم تاكيد ذلك او نفيه)، لا يزال له الكلمة الفصل، حتى في أعلى الهرم السياسي. فليكن ماكرون عبرة لكل زوج لا يستمع جيدًا! هل تظن أن هذه الصفعة قد تُحدث تحولًا في العلاقة الزوجية بين بريجيت وماكرون ؟ أم أنها مجرد دليل على أن الحياة الزوجية عندهم ( ليس عندنا طبعا) لا تفرق بين رئيس ومواطن عادي؟

الاستاذ بوعلام زيان

The post “صفعة ماكرون”.. حين تتحدث الأيدي قبل الدبلوماسية! appeared first on الجزائر الجديدة.