عرض الفيلم الوثائقي “الساورة كنز طبيعي وثقافي” بالجزائر العاصمة

تم مساء أمس الخميس بالجزائر العاصمة تقديم الفيلم الوثائقي الطويل “الساورة، كنز طبيعي وثقافي” للمخرج رضوان طاهري من ولاية بشار، بمناسبة تصنيف الحظيرة الثقافية “الساورة” ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني. ويجسد هذا العمل الاستكشافي، المنتج بدعم من وزارة الثقافة والفنون، رؤية فنية ومعرفية تعيد قراءة تاريخ وثراء منطقة الساورة في جنوب غرب الجزائر، طبيعيا وثقافيا، …

أبريل 25, 2025 - 11:49
 0
عرض الفيلم الوثائقي “الساورة كنز طبيعي وثقافي” بالجزائر العاصمة

تم مساء أمس الخميس بالجزائر العاصمة تقديم الفيلم الوثائقي الطويل “الساورة، كنز طبيعي وثقافي” للمخرج رضوان طاهري من ولاية بشار، بمناسبة تصنيف الحظيرة الثقافية “الساورة” ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني.

ويجسد هذا العمل الاستكشافي، المنتج بدعم من وزارة الثقافة والفنون، رؤية فنية ومعرفية تعيد قراءة تاريخ وثراء منطقة الساورة في جنوب غرب الجزائر، طبيعيا وثقافيا، وفي سياق وطني يعزز مكانة التراث كعنصر محوري في صياغة الهوية الجماعية وصون الذاكرة التاريخية للجزائريين.

ويتكون الفيلم من جزأين، طبيعي وثقافي، إذ يسلط الجزء الطبيعي منه الضوء على مختلف الحيوانات التي تعيش بصحاري المنطقة وجبالها ووديانها منذ آلاف السنين، وهي حيوانات في أغلبها غير معروفة حتى لدى سكان المنطقة، على غرار الغزلان والصقور والسحالي وبنات آوى والقضاعة النهرية والرفراف الأوروبي والفنك وغيرها، بينما يبرز الجزء الثقافي الإرث الثقافي من نقوش صخرية ومستحاثات وقبور جنائزية قديمة وغيرها.

وحضر عرض الفيلم وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، الذي أوضح أن حظيرة الساورة »  ثرية بتراثها الثقافي المادي وغير المادي وتراثها الطبيعي”، مضيفا أن تصنيفها أمس الخميس ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني “يأتي بالموازاة مع زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لمنطقة بشار التي تعرف حركية اقتصادية”، ومشيرا إلى أن “الثقافة والبيئة ترافق هذه الحركية الهامة”.

وقدم، من جهته، المخرج طاهري نظرة عن فيلمه الوثائقي، معتبرا أن منطقة الساورة “ذات تاريخ موغل في القدم وثراء وتنوع طبيعي كبير”، معربا في نفس الوقت عن سعادته بتصنيف الحظيرة الثقافية “الساورة” ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني.

كما دعا، بمناسبة هذا التصنيف، لـ “إرجاع العديد من الحيوانات التي اختفت من المنطقة للعيش فيها من جديد، على غرار غزال المها وطيور النعام”، لافتا إلى أن “حيوانات المنطقة هي تراث طبيعي ليس للجزائر فقط وإنما للعالم ككل”، ضاربا المثل بالقضاعة النهرية وهي “الوحيدة في العالم التي تعيش في مكان صحراوي”، وكذا “سمكة أفانيوس ساورانسيس الموجودة فقط في وادي الساورة”.

وينشط رضوان طاهري منذ سنوات طويلة في تصوير البيئة الصحراوية بمنطقة الساورة، من خلال مؤسسته للإنتاج “وايلد ألجيريا” (الجزائر البرية)، وخصوصا البيئة الطبيعية منها، عبر استعمال كاميرات رقمية ليلية ونهارية وطائرات بدون طيار وغيرها من التقنيات، كما قال، مضيفا أن له صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ينشر من خلالها كل ما يتعلق بالتنوع الثقافي والطبيعي للمنطقة.

وكان رضوان طاهري، وهو باحث في التنوع الحيواني ومخرج أفلام وثائقية، قد تمكن في جويلية 2024 من العثور على سمكة ”أفانيوس ساورانسيس”، وهي نوع من السمك المستوطن بوادي الساورة في مجرى مائي يقع بمنطقة العرق الغربي ومدرج ضمن القائمة الحمراء للأنواع المائية المهددة بالإنقراض من طرف الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة.