عميد مسجد باريس يحذر فرنسا من مخاطر التمييز بين أبنائها

دعا شمس الدين حفيز، عميد مسجد باريس الكبير، السلطات الفرنسية إلى تسمية الأشياء بمسمياتها، وجاء ذلك في شكل تحذير صارم على خلفية تنامي “مناخ الإسلاموفوبيا” في فرنسا في أعقاب اغتيال الرعية التونسي، هشام ميراوي، وقبله الرعية المالي، أبو بكر سيسي، وهما الحادثتان اللتان نال بسببهما وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، انتقادات حادة، جراء الخطاب السياسي […] The post عميد مسجد باريس يحذر فرنسا من مخاطر التمييز بين أبنائها appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 11, 2025 - 19:10
 0
عميد مسجد باريس يحذر فرنسا من مخاطر التمييز بين أبنائها

دعا شمس الدين حفيز، عميد مسجد باريس الكبير، السلطات الفرنسية إلى تسمية الأشياء بمسمياتها، وجاء ذلك في شكل تحذير صارم على خلفية تنامي “مناخ الإسلاموفوبيا” في فرنسا في أعقاب اغتيال الرعية التونسي، هشام ميراوي، وقبله الرعية المالي، أبو بكر سيسي، وهما الحادثتان اللتان نال بسببهما وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، انتقادات حادة، جراء الخطاب السياسي العنصري، والتمييزي الذي تبناه ضد المهاجرين ولاسيما المسلمين منهم.
وفي مقال وقعه باسمه في صحيفة “لاكروا” الفرنسية، دعا شمس الدين حفيز، إلى ما سماها “موجة من الأخوة”، بين الفرنسيين على اختلاف أعراقهم وخلفياتهم الدينية، كما حذر من “أفعال لا يتلاشى رعبها أبدا”، في إشارة إلى ما تتعرض له الجالية المسلمة من قتل على أساس عنصري، ومن تمييز على أساس ديني.
وكتب عميد مسجد باريس: “لم يكن اغتيال أبو بكر سيسي في مسجد عملا فرديا، بل كانت هذه الجرائم ثمرة ثقافة الشك، ومناخا من العداء يصنع ويزرع ويتسامح معه. قبل إطلاق النار، وقبل أن يخترق الرصاص الجسد، هناك دائما كلمات. عبارات مكررة، مبتذلة، ملمّحة. الاحتقار لا ينزل من السماء: يزرع في الخطب، ويُرشّ في الافتتاحيات، ويحافظ عليه في الصمت”.
وأضاف: “لسنوات، عاش المسلمون في فرنسا في ظل شكوك لا أساس لها. ما كان في السابق فولكلورا يمينيا متطرفا أصبح سلعة انتخابية رائجة، روتينًا إعلاميًا، ووسيلة ذكية لوصف “مشكلة” وطنية. لم نعد نتحدث عن العرق، بل عن الدين. لم نعد نقول “إنهم ليسوا مثلنا”، بل نقول “إنهم لا يشاركوننا قيمنا”. وهذا التحول في المفردات يجعل التعصب أكثر قبولًا، وأكثر خبثًا، وأكثر خطورة”.
وكان وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، قد تلقى انتقادات لاذعة من قبل سياسيين وإعلاميين فرنسيين، في أعقاب قتل الرعية المالي، أبو بكر سيسي في أحد المساجد الفرنسية، حيث قام الجاني وهو فرنسي يميني متطرف بتصوير الجريمة والتلذذ بعملية القتل في مشهد سادي، ولم يتنقل الوزير الفرنسي إلى مكان الجريمة إلا بعد ثلاثة أيام، وهو ما دفع عائلة الضحية إلى رفض مقابلته احتجاجا على الكيفية التي تعامل بها مع هذه الجريمة.
كما لام سياسيون فرنسيون روتايو على خطابه السياسي العنيف والمتطرف ضد المسلمين والمهاجرين عموما، بهدف رخيص وهو تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية ضيقة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة على بعد سنتين من الآن، وهو ما أشار إليه عميد مسجد باريس في مقاله بـ “العبارة الملمحة والمحتقرة”.
وبرأي شمس الدين حفيز، فإن السياسة الفرنسية الراهنة، أنتجت “مجتمعا يشك في أبنائه، وينسب إليهم دوافع خفية، وولاءات مشبوهة، وممارسات مزعزعة للاستقرار. وبتكرارهم الدائم أنهم يُشكلون مشكلة، ينتهي الأمر بالبعض إلى الاعتقاد بوجوب القضاء عليهم. حرفيا. لم يُهزم قاتل هشام ميراوي بجنون انفرادي: إنه الجناح المسلح لمناخ، لنظام بيئي من الخوف”.
ويؤكد المسؤول عن أكبر هيئة تعني بشؤون المسلمين في فرنسا أنه “ما دامت كراهية الإسلام – أيا كانت الكلمة التي نفضلها – لم تُسم أو تواجَه أو تعامل كمرض اجتماعي، فستقع المزيد من المآسي. فبهذا الإنكار، تنكِر الجمهورية نفسها، ومعها وعدها بالمساواة”، لافتا إلى أن “التنوع ينبغي أن يثري لا أن يقلق. ومع ذلك، يُختبر ولاءهم باستمرار. عليهم أن يُثبتوا ما لا يجب على أي مواطن آخر أن يثبته، أنهم ينتمون إلى المجتمع الفرنسي، وأنهم ليسوا غريبين”.
ويشدد: “على الدولة أن تتحرك. لا يمكنها إخفاء إخفاقاتها بتسمية كبش فداء مناسب. تقرير عن الإخوان المسلمين، مكتوب بسرية تامة، لن يخفف معاناة الأحياء، أو معاناة العائلات.. ما نحتاجه ليس مزيدًا من الشك، بل مزيدًا من التقدير. ليس إقصاءات جديدة، بل موجة من التآخي. ليس الخوف، بل الشجاعة”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post عميد مسجد باريس يحذر فرنسا من مخاطر التمييز بين أبنائها appeared first on الشروق أونلاين.