عن شماتة أبناء “الحشيش”!
في أعراف الأمم وأخلاق الشعوب، تكشف المصائب ـ من كوارث وزلازل وحوادث ـ عن معدن الإنسانية في أبهى صورها، حيث يسود التعاطف وتذوب الخصومات أمام وجع البشر. غير أن ما أبانت عنه مملكة المخزن المغربي عقب مأساة سقوط الحافلة في وادي الحراش، جاء على النقيض تماماً؛ إذ ركب بعض أبواقها الإعلامية وصفحاتها الافتراضية رذيلة الشماتة، …

في أعراف الأمم وأخلاق الشعوب، تكشف المصائب ـ من كوارث وزلازل وحوادث ـ عن معدن الإنسانية في أبهى صورها، حيث يسود التعاطف وتذوب الخصومات أمام وجع البشر. غير أن ما أبانت عنه مملكة المخزن المغربي عقب مأساة سقوط الحافلة في وادي الحراش، جاء على النقيض تماماً؛ إذ ركب بعض أبواقها الإعلامية وصفحاتها الافتراضية رذيلة الشماتة، وكأنهم يتلذذون بجراح الآخرين.
الحقد تجلى عارياً، بلا قناع، حين اختار رعايا ـ بل رعاع ـ المخزن أن يجعلوا من مأساة إنسانية فرصة للتشفي، متناسين أن مثل هذه الحوادث قَدَر يمكن أن يطرق أبواب أي بلد وذلك بعد أن كشفوا، بملء إرادتهم، عن معدنٍ رثٍّ لا يمت إلى القيم الإنسانية ولا حتى إلى أبسط الأخلاق الدينية بصلة.
المفارقة المؤلمة أن الجزائر، برغم كل خلافها السياسي مع الرباط، كانت أول من مدّ يد العون حين ضرب زلزال مدناً مغربية قبل سنوات، واضعة الخلافات جانباً أمام فداحة الكارثة. اليوم، يُقابَل الموقف النبيل بالمسخ الأخلاقي الذي فضحته شماتة إعلام الحشيش.
تظل الجزائر دولة تعرف معنى التضامن، بينما يصرّ جيرانها على الظهور بمملكة لا تعيش إلا على فتات المصائب، ولا تُسمِع العالم سوى صدى الشماتة والفراغ والنذالة في أتفه صورهم .