غزة المكان الأكثر جوعا في العالم
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إن قطاع غزة أصبح “أكثر بقاع الأرض جوعًا”، في ظل القيود الإسرائيلية المشدّدة التي تمنع دخول المساعدات الإنسانية، باستثناء كميات محدودة لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات. وأوضح المتحدث باسم المكتب، ينس لايركه، في مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة، أن 600 شاحنة فقط من أصل 900 حصلت […] The post غزة المكان الأكثر جوعا في العالم appeared first on الشروق أونلاين.


قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إن قطاع غزة أصبح “أكثر بقاع الأرض جوعًا”، في ظل القيود الإسرائيلية المشدّدة التي تمنع دخول المساعدات الإنسانية، باستثناء كميات محدودة لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات.
وأوضح المتحدث باسم المكتب، ينس لايركه، في مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة، أن 600 شاحنة فقط من أصل 900 حصلت على تصريح وصلت فعليًا إلى الحدود مع غزة، مشيرًا إلى أن “مجموعة من العوائق البيروقراطية والأمنية جعلت من شبه المستحيل إدخال المساعدات بأمان إلى القطاع”.
وأشار لايركه إلى أن ما تمكّن عمال الإغاثة من إدخاله حتى الآن يقتصر على كميات من الطحين (الدقيق)، لكنه غير جاهز للأكل، ويحتاج إلى الطهي، رغم أن “100% من سكان غزة معرضون لخطر المجاعة”، وفق تعبيره. كما لفت إلى أن نحو 200 ألف شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية.
من جهته، أكد توماسو ديلا لونغا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أن نصف المرافق الطبية التابعة للجنة في قطاع غزة توقفت عن العمل، بسبب النقص الحاد في الوقود والمعدات الطبية اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات.
وفي السياق نفسه، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، إن الاستجابة للأزمة الإنسانية في القطاع لن تكون ممكنة دون العودة إلى آلية توزيع المساعدات السابقة التي كانت تتم بإشراف الأمم المتحدة. واتهم الشوا الاحتلال بالسعي لاستخدام المساعدات وسيلة ضغط على سكان شمال القطاع لدفعهم إلى النزوح القسري نحو الجنوب، من خلال إقامة نقاط توزيع خاضعة لرقابة عسكرية.
من جانبها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أن مستودعاتها في العاصمة الأردنية عمّان، والتي لا تبعد سوى ثلاث ساعات عن غزة، تحتوي على إمدادات غذائية وصحية تكفي لإعانة أكثر من 200 ألف شخص لمدة شهر. وذكرت الوكالة، أن الطرود الغذائية والدقيق ومستلزمات النظافة والبطانيات والمساعدات الطبية جاهزة للتسليم الفوري، لكنها تنتظر فتح المسارات الآمنة وتسهيل عمليات الدخول.
وشدّدت “الأونروا” على أن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى تدفق منتظم وغير مشروط للمساعدات الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لضمان إدخال الإمدادات دون عوائق أو انقطاع.
وتتصاعد وتيرة التضليل الصهيوني في أعقاب انهيار المنظومة الإنسانية في قطاع غزة، إذ تحاول سلطات الاحتلال حرف الأنظار عن مسؤوليتها المباشرة عن “هندسة التجويع” الممنهجة بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان محاصر، عبر بث ادعاءات مفبركة تتهم الحكومة في غزة بـ”إخفاء مساعدات” في مستودعاتها. لكن الواقع -كما تظهره الحقائق الموثقة- يُفنّد هذه المزاعم جملة وتفصيلاً.
فقد بث الإعلام العبري مقطعًا مصورًا يُظهر اقتحام عدد من المدنيين المجوّعين لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وسرعان ما حاولت سلطات الاحتلال توظيف المشهد لاتهام الفلسطينيين بـ”تخزين الطعام” وحرمان السكان منه.
غير أن الحقيقة جاءت على لسان وكالة “الأونروا” نفسها، التي أصدرت بيانًا عاجلاً تؤكد فيه أن لا علاقة للحكومة في غزة بالحادث، مشيرة إلى أن المستودع يخص البرنامج الأممي بالكامل، وأن ما حدث هو “رد فعل يائس ناتج عن سياسة الحصار والتجويع المستمرة”، وأن مستودعات “الأونروا” ومراكز توزيعها فارغة منذ أسابيع طويلة.
البيانات المتقاطعة الصادرة عن “الأونروا”، برنامج الغذاء العالمي، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تؤكد وجود سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال للتحكم في توزيع الغذاء، ومنع وصوله إلى العائلات مباشرة، في ما بات يُعرف بـ”هندسة التجويع”، التي تهدف إلى إذلال السكان، وتحويل الخبز إلى أداة طاعة وخضوع.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد في بيان أن ما يُبث عبر الإعلام العبري هو “تلفيق مفضوح” ضمن حملة تضليل لطمس جريمة استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين، معتبرًا أن الاتهامات الموجهة إلى الحكومة في غزة هي محاولات بائسة للتنصل من المسؤولية القانونية والدولية.
وفق برنامج الأغذية العالمي، فإن الهجمات الأخيرة على شاحنات المساعدات والمخازن والعاملين في القطاع الإنساني، باتت تهدد قدرة المؤسسات الدولية على أداء واجبها.
وأضاف البيان: “الهجمات على العاملين الإنسانيين تعرض العمليات الإنسانية وأهم من ذلك، المجتمع، إلى مخاطر شديدة”.
تتفق المنظمات الدولية والمحلية على تحميل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة التجويع، وتطالب المجتمع الدولي بعدم القبول باستخدام المساعدات كسلاح حرب، أو السماح لاحتلال بتحديد وجهة التوزيع، أو التحكم بإدخال الاحتياجات الأساسية للبقاء.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post غزة المكان الأكثر جوعا في العالم appeared first on الشروق أونلاين.