في ذكرى استشهاده بالشلف .. استحضار بسالة البطل "عبد الرحمان كرزازي"

الجهوي: أحيت بلدية بوقادير اليوم ، ذكرى استشهاد البطل الرمز "عبد الرحمان كرزازي" المدعو "سي طارق"، قائد المنطقة الرابعة، الذي قتلته فرنسا بتاريخ 15 أوت 1961 بدوار الشواقرية بعد معركة قوية وغير متكافئة، استبسل فيها البطل مع رفاقه في مواجهة أعتى قوة حاصرت الدوار المذكور، على إثر وشاية سقط بسببها الجميع شهداء. وعن مسار حياة البطل "عبد الرحمان كرزازي"، الملقب "الرائد سي طارق"، فإن تاريخه حافل بالبطولات، حيث ولد بقرية فلاحية بمولاي إدريس عرش بن وارسوس دائرة الرمشي بولاية تلمسان بتاريخ 19 ماي 1931، وهو ابن ميلود وعثمان دراوية، نشأ في أسرة مكونة من عشرة إخوة (05 إناث، و05 ذكور)، كانت تعتمد في عيشها على الفلاحة. وعرف البطل منذ صغره الحرمان وصعوبة الحياة من خلال المدرسة الفرنسية، حيث لم تسمح له ظروفه المعيشية بسبب الاستعمار من الاستمرار في التعلم كما كان يتمنى. وفي سنة 1951، بلغ عبد الرحمان العشرين سنة، فاستدعي لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، ليهاجر عام 1953 إلى فرنسا بحثا عن لقمة العيش، وهناك التقى بالمناضلين المنتمين لحركة انتصار الحريات الديمقراطية. وحين اندلعت ثورة التحرير في سنة 1954، قرر "عبد الرحمان كرزازي" العودة إلى الوطن والانضمام إلى صفوفها في سنة 1955 بصفته جنديا بناحية "وارسوس"، ضمن أول فوج لجيش التحرير الوطني، وكانت مهمته تدمير منشآت العدو ونصب الكمائن والإغارة على المواقع العسكرية الفرنسية، مثلما حدث في ندررومة عام 1956، والسعي المتواصل للحصول على الأسلحة التي كانت الثورة في أمّس الحاجة إليها، علاوة على توعية المواطنين، وتعريفهم بواجباتهم الثورية ودفعهم للانضمام للثورة. ومن المناضلين المخلصين الأوائل الذين التقاهم الشهيد، حسب الرواية التاريخية، نجد كلا من الجبلي وأبو الحسن .كما أسهم البطل رفقة مجموعة من رفاقه إلى استقبال الباخرة "دينا" القادمة من مصر الشقيقة، وهي محملة بالسلاح والذخيرة، لكن في طريق العودة، وقع اشتباك بين المجاهدين وجنود فرنسيين، فأبدى قائد هذه المعركة حنكة وبراعة في التسيير والقيادة، مما جعله يحظى بتقدير مسؤوليه في قيادة الناحية الرابعة، فرقي في سنة 1958 إلى عضو قيادة المنطقة الرابعة برتبة ضابط ثان، ثم أخذ يتدرج في سلم المسؤوليات والقيادة إلى أن أصبح قائد المنطقة الرابعة. وفي معركة دوار "الشواقرية" بالشلف، ارتقى البطل شهيداً، على إثر اكتشاف العدو لمخبئه، وهذا بعد مقاومة شديدة. ونظراً لعدم تكافؤ قوة الطرفين، شاء القدر أن ينال الضابط "عبد الرحمان كرزازي" الشهادة في هذه المعركة، وكان ذلك في الخامس عشر من شهر أوت سنة 1961، رحم الله البطل الشهيد الذي ما زال سكان المنطقة، خاصة كبار السن يروون عنه أجمل التفاصيل عن معاملته معهم، وشجاعته، وبخاصة الدور الذي قام به رفقة رفاقه من أجل تحريرهم من العبودية والذل، فقد كان يتنقل عبر منطقة جبال الظهرة التي كانت مهد الثورة بالجهة، وكان يحظى بحب كبير من قبل السكان الذين ما زلوا يتذكرونه إلى اليوم، ويروون بفخر واعتزاز بسالته في ملاقاة العدو

أغسطس 15, 2025 - 16:04
 0
في ذكرى استشهاده بالشلف .. استحضار بسالة البطل "عبد الرحمان كرزازي"
الجهوي:
أحيت بلدية بوقادير اليوم ، ذكرى استشهاد البطل الرمز "عبد الرحمان كرزازي" المدعو "سي طارق"، قائد المنطقة الرابعة، الذي قتلته فرنسا بتاريخ 15 أوت 1961 بدوار الشواقرية بعد معركة قوية وغير متكافئة، استبسل فيها البطل مع رفاقه في مواجهة أعتى قوة حاصرت الدوار المذكور، على إثر وشاية سقط بسببها الجميع شهداء. وعن مسار حياة البطل "عبد الرحمان كرزازي"، الملقب "الرائد سي طارق"، فإن تاريخه حافل بالبطولات، حيث ولد بقرية فلاحية بمولاي إدريس عرش بن وارسوس دائرة الرمشي بولاية تلمسان بتاريخ 19 ماي 1931، وهو ابن ميلود وعثمان دراوية، نشأ في أسرة مكونة من عشرة إخوة (05 إناث، و05 ذكور)، كانت تعتمد في عيشها على الفلاحة. وعرف البطل منذ صغره الحرمان وصعوبة الحياة من خلال المدرسة الفرنسية، حيث لم تسمح له ظروفه المعيشية بسبب الاستعمار من الاستمرار في التعلم كما كان يتمنى. وفي سنة 1951، بلغ عبد الرحمان العشرين سنة، فاستدعي لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، ليهاجر عام 1953 إلى فرنسا بحثا عن لقمة العيش، وهناك التقى بالمناضلين المنتمين لحركة انتصار الحريات الديمقراطية. وحين اندلعت ثورة التحرير في سنة 1954، قرر "عبد الرحمان كرزازي" العودة إلى الوطن والانضمام إلى صفوفها في سنة 1955 بصفته جنديا بناحية "وارسوس"، ضمن أول فوج لجيش التحرير الوطني، وكانت مهمته تدمير منشآت العدو ونصب الكمائن والإغارة على المواقع العسكرية الفرنسية، مثلما حدث في ندررومة عام 1956، والسعي المتواصل للحصول على الأسلحة التي كانت الثورة في أمّس الحاجة إليها، علاوة على توعية المواطنين، وتعريفهم بواجباتهم الثورية ودفعهم للانضمام للثورة. ومن المناضلين المخلصين الأوائل الذين التقاهم الشهيد، حسب الرواية التاريخية، نجد كلا من الجبلي وأبو الحسن .كما أسهم البطل رفقة مجموعة من رفاقه إلى استقبال الباخرة "دينا" القادمة من مصر الشقيقة، وهي محملة بالسلاح والذخيرة، لكن في طريق العودة، وقع اشتباك بين المجاهدين وجنود فرنسيين، فأبدى قائد هذه المعركة حنكة وبراعة في التسيير والقيادة، مما جعله يحظى بتقدير مسؤوليه في قيادة الناحية الرابعة، فرقي في سنة 1958 إلى عضو قيادة المنطقة الرابعة برتبة ضابط ثان، ثم أخذ يتدرج في سلم المسؤوليات والقيادة إلى أن أصبح قائد المنطقة الرابعة. وفي معركة دوار "الشواقرية" بالشلف، ارتقى البطل شهيداً، على إثر اكتشاف العدو لمخبئه، وهذا بعد مقاومة شديدة. ونظراً لعدم تكافؤ قوة الطرفين، شاء القدر أن ينال الضابط "عبد الرحمان كرزازي" الشهادة في هذه المعركة، وكان ذلك في الخامس عشر من شهر أوت سنة 1961، رحم الله البطل الشهيد الذي ما زال سكان المنطقة، خاصة كبار السن يروون عنه أجمل التفاصيل عن معاملته معهم، وشجاعته، وبخاصة الدور الذي قام به رفقة رفاقه من أجل تحريرهم من العبودية والذل، فقد كان يتنقل عبر منطقة جبال الظهرة التي كانت مهد الثورة بالجهة، وكان يحظى بحب كبير من قبل السكان الذين ما زلوا يتذكرونه إلى اليوم، ويروون بفخر واعتزاز بسالته في ملاقاة العدو
في ذكرى استشهاده بالشلف .. استحضار بسالة البطل