قسنطينة: الدعوة إلى اعتماد مقاربات واستراتيجيات معاصرة لتعزيز التكفل النفسي بالمراهقين

قسنطينة - دعا المشاركون في الطبعة الثالثة للمؤتمر الوطني لطب الأمراض العقلية لدى الطفل والمراهق, يوم الخميس بقسنطينة, إلى ضرورة اعتماد مقاربات واستراتيجيات حديثة ترتكز على تكفل نفسي شامل وملائم بالمراهقين يأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع المعاصر. وأكد المتدخلون في اليوم الأول من هذا اللقاء العلمي الذي تنظمه الجمعية الجزائرية لطب الأمراض العقلية للأطفال والمراهقين والمهن المتصلة, على أهمية تطوير أساليب المرافقة النفسية للمراهق من خلال تفعيل الأدوات العلاجية المتطورة, وعلى ضرورة توسيع برامج الوقاية داخل المؤسسات التربوية وتكوين الإطارات التربوية والاجتماعية للتكفل الأمثل بهذه الفئة الحساسة. وخلال تقديمها للمداخلة الافتتاحية للمؤتمر بعنوان "المراهقون في مواجهة تحديات العالم المعاصر", أشارت البروفيسور أسماء أورحاب أوصديق, رئيسة الجمعية المنظمة للحدث, إلى ارتفاع نسب الاضطرابات السلوكية لدى فئة المراهقين, موضحة استنادا لمعطيات المنظمة العالمية للصحة, أن "واحدا من كل سبعة أطفال في العالم يعاني من اضطرابات سلوكية أو حالات إدمان أو حالات هروب من المنزل أو صعوبات دراسية ناجمة عن الضغط النفسي والاجتماعي". كما أبرزت المتدخلة أن "التكفل بالمراهق لم يعد مسألة طبية فقط بل يستوجب مقاربة شاملة تشارك فيها الأسرة والمدرسة والمجتمع", داعية إلى "تعزيز الروابط بين الأجيال وتخفيف الضغط الاجتماعي على الشباب وفتح فضاءات آمنة للحوار والتعبير", وإلى "إعادة النظر في أنماط التكفل التقليدية واستحداث آليات أكثر مرونة وفعالية في هذا الشأن". من جهتها قدمت الدكتورة عايدة بولسان وهي طبيبة ممارسة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة بعنابة, عرضا شاملا تم إعداده من من طرف كوكبة من الأخصائيين المحليين حول "الوضعية الوطنية للمراهقين في مصالح طب نفس الأطفال والمراهقين" استعرضت من خلاله بيانات ميدانية تكشف عن "ارتفاع ملحوظ" في عدد الحالات المتكفل بها في مختلف الهياكل الصحية المتخصصة, مبرزة "تفاوت التغطية النفسية عبر الولايات ونقص في الموارد البشرية المؤهلة". بدورها تطرقت الدكتورة عبير الشماري من مصلحة طب علم النفس للطفل بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة بوهران, إلى أهمية "توحيد الرؤى" بين مختلف الفاعلين في مجالات الصحة والتربية والحماية الاجتماعية والعمل على تطوير شبكة وطنية من خدمات الصحة النفسية الموجهة خصيصا لفئة المراهقين مع "تكثيف حملات التحسيس والوقاية على مستوى المدارس والفضاءات الشبابية". للإشارة, تمحورت الجلسة الأولى للمؤتمر حول "واقع خدمات طب نفس المراهق على المستوى الوطني" حيث عرض ممثلو المؤسسات الصحية من عنابة و سطيف و قسنطينة و البليدة و تيبازة و الجزائر العاصمة ووهران تجاربهم في التكفل النفسي بالمراهقين, مسلطين الضوء على وضعية الهياكل والموارد والتكوين في هذا المجال إلى جانب تقديمهم لمقترحات و حلول من أجل تطويره. وتتواصل أشغال هذا المؤتمر إلى غاية يوم غد الجمعة من خلال تنظيم ورشات تدريبية وجلسات نقاش علمية تتناول مواضيع راهنة على غرار: "المراهق والمدرسة" و "الأسرة والمرافقة النفسية" و"الاضطرابات السلوكية الجديدة" و ذلك بمشاركة مختصين من مختلف ولايات الوطن و ذلك بهدف الخروج بتوصيات عملية تعزز من نجاعة التدخلات النفسية الموجهة للمراهقين في ظل التحديات المتعددة التي يفرضها السياق المجتمعي الراهن.

مايو 29, 2025 - 14:34
 0
قسنطينة: الدعوة إلى اعتماد مقاربات واستراتيجيات معاصرة لتعزيز التكفل النفسي بالمراهقين
قسنطينة: الدعوة إلى اعتماد مقاربات واستراتيجيات معاصرة لتعزيز التكفل النفسي بالمراهقين

قسنطينة - دعا المشاركون في الطبعة الثالثة للمؤتمر الوطني لطب الأمراض العقلية لدى الطفل والمراهق, يوم الخميس بقسنطينة, إلى ضرورة اعتماد مقاربات واستراتيجيات حديثة ترتكز على تكفل نفسي شامل وملائم بالمراهقين يأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع المعاصر.

وأكد المتدخلون في اليوم الأول من هذا اللقاء العلمي الذي تنظمه الجمعية الجزائرية لطب الأمراض العقلية للأطفال والمراهقين والمهن المتصلة, على أهمية تطوير أساليب المرافقة النفسية للمراهق من خلال تفعيل الأدوات العلاجية المتطورة, وعلى ضرورة توسيع برامج الوقاية داخل المؤسسات التربوية وتكوين الإطارات التربوية والاجتماعية للتكفل الأمثل بهذه الفئة الحساسة.

وخلال تقديمها للمداخلة الافتتاحية للمؤتمر بعنوان "المراهقون في مواجهة تحديات العالم المعاصر", أشارت البروفيسور أسماء أورحاب أوصديق, رئيسة الجمعية المنظمة للحدث, إلى ارتفاع نسب الاضطرابات السلوكية لدى فئة المراهقين, موضحة استنادا لمعطيات المنظمة العالمية للصحة, أن "واحدا من كل سبعة أطفال في العالم يعاني من اضطرابات سلوكية أو حالات إدمان أو حالات هروب من المنزل أو صعوبات دراسية ناجمة عن الضغط النفسي والاجتماعي".

كما أبرزت المتدخلة أن "التكفل بالمراهق لم يعد مسألة طبية فقط بل يستوجب مقاربة شاملة تشارك فيها الأسرة والمدرسة والمجتمع", داعية إلى "تعزيز الروابط بين الأجيال وتخفيف الضغط الاجتماعي على الشباب وفتح فضاءات آمنة للحوار والتعبير", وإلى "إعادة النظر في أنماط التكفل التقليدية واستحداث آليات أكثر مرونة وفعالية في هذا الشأن".

من جهتها قدمت الدكتورة عايدة بولسان وهي طبيبة ممارسة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة بعنابة, عرضا شاملا تم إعداده من من طرف كوكبة من الأخصائيين المحليين حول "الوضعية الوطنية للمراهقين في مصالح طب نفس الأطفال والمراهقين" استعرضت من خلاله بيانات ميدانية تكشف عن "ارتفاع ملحوظ" في عدد الحالات المتكفل بها في مختلف الهياكل الصحية المتخصصة, مبرزة "تفاوت التغطية النفسية عبر الولايات ونقص في الموارد البشرية المؤهلة".

بدورها تطرقت الدكتورة عبير الشماري من مصلحة طب علم النفس للطفل بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة بوهران, إلى أهمية "توحيد الرؤى" بين مختلف الفاعلين في مجالات الصحة والتربية والحماية الاجتماعية والعمل على تطوير شبكة وطنية من خدمات الصحة النفسية الموجهة خصيصا لفئة المراهقين مع "تكثيف حملات التحسيس والوقاية على مستوى المدارس والفضاءات الشبابية".

للإشارة, تمحورت الجلسة الأولى للمؤتمر حول "واقع خدمات طب نفس المراهق على المستوى الوطني" حيث عرض ممثلو المؤسسات الصحية من عنابة و سطيف و قسنطينة و البليدة و تيبازة و الجزائر العاصمة ووهران تجاربهم في التكفل النفسي بالمراهقين, مسلطين الضوء على وضعية الهياكل والموارد والتكوين في هذا المجال إلى جانب تقديمهم لمقترحات و حلول من أجل تطويره.

وتتواصل أشغال هذا المؤتمر إلى غاية يوم غد الجمعة من خلال تنظيم ورشات تدريبية وجلسات نقاش علمية تتناول مواضيع راهنة على غرار: "المراهق والمدرسة" و "الأسرة والمرافقة النفسية" و"الاضطرابات السلوكية الجديدة" و ذلك بمشاركة مختصين من مختلف ولايات الوطن و ذلك بهدف الخروج بتوصيات عملية تعزز من نجاعة التدخلات النفسية الموجهة للمراهقين في ظل التحديات المتعددة التي يفرضها السياق المجتمعي الراهن.