“كاميليون”..لا نقاش في ملكية الجزائر لفن “الرّاي”
أحيت فرقة “كاميليون” الغنائية، سهرة الجمعة الماضي، حفلاً فنيًا ساهرًا بقاعة ابن خلدون بالجزائر العاصمة، أطربت فيه الجمهور الحاضر بقوة، بمجموعة متنوعة من الأغاني التي شهدت رواجًا واسعًا في الجزائر والعالم، بما في ذلك “الليلة”، و”تلعبها تكرها وانت تبغيها”، والله”، و”رشاني”، و”احبابي ولاو عدياني”، و”إيمان”، فيما تفاعل الجمهور وتجاوب معها بشكل واسع، في منظر يوحي إلى مدى […] The post “كاميليون”..لا نقاش في ملكية الجزائر لفن “الرّاي” appeared first on الجزائر الجديدة.

أحيت فرقة “كاميليون” الغنائية، سهرة الجمعة الماضي، حفلاً فنيًا ساهرًا بقاعة ابن خلدون بالجزائر العاصمة، أطربت فيه الجمهور الحاضر بقوة، بمجموعة متنوعة من الأغاني التي شهدت رواجًا واسعًا في الجزائر والعالم، بما في ذلك “الليلة”، و”تلعبها تكرها وانت تبغيها”، والله”، و”رشاني”، و”احبابي ولاو عدياني”، و”إيمان”، فيما تفاعل الجمهور وتجاوب معها بشكل واسع، في منظر يوحي إلى مدى تعلق الشباب الجزائريين بهذا الفن، الذي يمزج بين عدة طبوع جزائرية عريقة.
وتعرف مجموعة “كاميليون” ( Cameleon– الحرباء) بأسلوبها الخاص الذي يمزج بين طبوع موسيقية مختلفة على غرار الراي الجزائري، والشعبي والبوب والروك والريغي، وغيرها، لتصنع لنفسها لمسة فنية خاصة في عالم الفن الجزائر والعالمي. وعلى هامش الحفل الفني للمجموعة، اقتربت جريدة “الجزائر الجديدة” من مغني الفرقة أحسن أقران، لننفرد بهذه المقابلة الحصرية..
لاحظنا أن الجمهور تجاوب بشكل واسع مع أغانيكم.. كيف جاءتكم فكرة إقامة هذا الحفل؟
مساء الخيرات، بالفعل، الجمهور دائمًا وفي ومتحمّس جدا لحضور حفلات “كاميليون” والتجاوب مع باقة الأغاني التي نختارها ونرددها سوية. والحفل المقام بإشراف من مؤسسة “فنون وثقافة” لولاية الجزائر، التي أحيي مجهوداتهم بالمناسبة، يندرج في إطار التقرب أكثر من الجمهور وكذا البرنامج السنوي للحفلات المسطر من أجل إبقاء الجمهور دائما على مقربة وعلى اطلاع بجديد المجموعة، حيث أن فترة موسم الاصطياف فرصة سانحة لإقامة الحفلات والمهرجانات، والتواصل المباشر مع محبينا ومحبي فن مجموعة “كاميليون” المتنوع.
ما هو جديد الفن لـ “كاميليون” في عام 2025؟
دائما هنالك جديد وإبداع، وهذا ما أسعى إلى تجسيده وإرضاء جمهوري الوفي في كل فترة، وذلك التفاعل والتجاوب الكبير للجمهور مع الأغاني التي أطرحها في السوق يعطيني القوة للمواصلة واستكمال مسار النجاح. لذلك، أعدهم بالجديد الذي سيكون ملائما لطموحاتهم وآمالهم، وطبعا سنعمل جاهدين لإرضائهم مهما كانت التحديات. وقد برمجنا يوم 28 جويلية حفلاً فنيًا ساهرًا بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام “ONCI” في مسرح “الكازيف” بالجزائر العاصمة، ليكون بمثانة ثاني لقاء مع جمهورنا، وكذلك حفل فني يوم 31 جويلية في ولاية وهران، استجابة إلى الطلبات الكبيرة التي تلقيناها من محبينا في هذه الولاية. وسنكون أيضا حاضرين في ولاية عنابة وسكيكدة بروسيكا بارك أيضا.
وخارج الوطن، برمجنا عدة حفلات لكن دون تحديد تواريخ بالضبط، وربطنا اتصالات لإقامة حفلات فنية بفرنسا وكندا، لكن لا يمكنني التأكيد الآن بالنظر إلى عدم تثبيت التواريخ بشكل نهائي، لا سيما مع إجراءات التأشيرة التي يجب أن تكون أولوية لتحديد المواعيد النهائية للحفلات.
هل بحوزة “كاميليون” شراكات فنية مع فنانين جزائريين أو عالميين؟
في الحقيقة، لدي عدة مشاريع شراكة وتعاون لإنتاج أغاني مع فنانين كبار، لكنها تظل إلى غاية الساعة مجرد مقترحات، يتعين دراستها من كافة الجوانب. منها شراكة مع الفنان الشاب “فلاديمير”، وهو مغني “راب” ألماني -جزائري”، تواصل معي من أجل تسجيل أغنية مشتركة (ديو)، إلى جانب ذلك، هنالك شراكة مع الفنان الجزائري المقيم بفرنسا المعروف بتسمية “الجو”، وقد أنهينا من تسجيل الأغنية، في انتظارها خروجها رسميًا إلى السوق قريبًا.
يشهد فن الراي الجزائري في الآونة الأخيرة عمليات نهب ممنهجة.. هل تعرضت أغانيكم للسرقة؟
أولاً، يجب على الفنان أن يحظى بالحماية الكاملة في إنتاجاته الفنية المختلفة، منها ما تعلق بحماية حقوق المؤلف، وأنا حريص جدا على التقيد بمثل هذه الإجراءات القانونية، التي تحمي المؤلف والفنان، وتمنحه الحقوق المادية والمعنوية التي يتطلبها نشاطه. فكل منتجات مجموعة “كاميليون” الفنية والغنائية محمية من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (أوندا). لذلك، فأنا ليس لدي أي مشكل في حال أراد فنان ما إعادة غناء مصنفاتي الفنية، شريطة احترام القوانين والضوابط المعمول بها في هذا المجال. لذلك، يتعين اليوم على كل فنان مهما كانت جنسيته، جزائريًا كان أم أجنبيًا، احترام الملكية الفكرية للفنانين الآخرين. لهذا، لا يحق لأي شخص كان أو جهة ما سرقة أو نهب التراث الجزائري ونسبه إليها، فلبلادنا موروث فني وثقافي عريق ومتنوع، منها الشاوي، القسنطيني، القبائلي، العاصمي، السطايفي، التيندي وغيرها، يتعين علينا الحفاظ عليه والدفاع عنه بشتى الطرق والأساليب وعلى كافة المستويات.
في ظل حملات النهب هذه.. هل الراي جزائري أم مغربي وفق ما يزعم به المغاربة طبعًا؟
الراي جزائري 100 في المائة، وهذا لا نقاش فيه.. فبمجرد الخوض في هذه المسألة، ذلك يعد بمثابة تشكيك في حقيقة ملكيتنا لهذا الموروث الغنائي الجزائري، الذي وصل إلى العالمية اليوم، بفضل نخبة من المطربين والفنانين الجزائريين الكبار. لذلك، اعتقد أن اختلاق جدال في الساحة حول مسألة ملكية الجزائر للراي لن يكون له أي تأثير يذكر، باعتبار أن الراي جزائري وهو مسجل باسم الجزائر، ومجرد التشكيك أو نفي ذلك، وكأنك تشكّك في قضايا ومسلّمات مفصول فيها ولا نقاش فيها إطلاقًا، مثل محاولة نفي احتلال فرنسا للجزائر، وهذا أمر غير منطقي وغير معقول بتاتًا.
هل لدى “كاميليون” مشاريع للمزج بين مختلف الطبوع الغنائية للجزائر في إبداعات فنية جديدة وعصرية؟
بالفعل، هنالك دائمًا مشاريع للمزج بين مختلف طبوع بلادي، لإحداث إبداعات فنية جديدة تتماشى مع متطلبات الساحة الفنية اليوم، لا سيما وأن الشباب يتوق لتذوّق الفن الجزائري الأصيل، مع إضفاء لمسات عصرية جديدة، وهذا ما نسعى إلى تجسيده في كافة ألبوماتنا السابقة. فأنا أعشق طل الطبوع الغنائية للجزائر، وأحب كذلك الطبوع الموسيقية العالمية، وهذا ما يجعل طموحاتي في الإبداع والتميز غير محدودة، مع إضفاء طبعًا اللمسة الفنية والإبداعية لـ”كاميليون”.
بخصوص الإنتاج، هل أضحى اليوم الوصول إلى شركات الإنتاج أسهل من السابق؟
صحيح.. في السابق، كان يصعب كثيرًا على أي فنان الخوض في تسجيل وإنتاج الأغاني، لاعتبارات عديدة، منها المادية، وأخرى تتعلق بمدى معرفتك بالمنتجين وقدرتك في الوصول إلى شركات الإنتاج. أمّا اليوم، ومع التطور التكنولوجي الكبير الذي تشهده الساحة، وبروز منصة “يوتيوب” كعامل مساعد في إيصال الفنان إلى الوطنية والعالمية، فقد أضحى الأمر سهلاً ولا يتطلب الكثير من الإمكانيات والموارد. فبداية مسيرتي الفنية مثلاً كان من خلال استوديو متواضع في منزلي، يتكون من جهاز إعلام آلي وميكروفون وخوذة سماعات بسيطة وبمزايا قاعدية، لكن، الأغاني التي قمت بإنتاجها حينها لاقت رواجًا كبيرًا ونجاحًا باهرًا في الساحة. وهنا أضيف أنني حريص جدًا على جودة المعزوفات الغنائية، وأقوم بمتابعتها بدقة شديدة، فأنا الذي يحدّد كيف تكون الموسيقى، وهل سأقوم بإضافة أو تعديل أمور حسب المتطلبات الفنية. لذلك، وعلى ضوء ذلك، فإن كل الأغاني والموسيقى المسجلة في ألبومات “كاميليون”، هي من إنتاجها وإبداعها الخاص.
كلمة أخيرة للقراء والمتابعين؟
من هذا المبر، أقول لكافة القراء والمستمعين من جمهوري الوفي، ابقوا دائمًا أوفياء ومتابعين لجديد “كاميليون”، فنحن نولي أهمية بالغة لتفاعلكم وتجاوبكم معنا. فبفضلكم، مجموعتنا متواجدة في الساحة منذ 20 سنة من النشاط والتحديات طبعًا. مهما وجهت لكم من تحيات وتشكرات، فإننا لن نتمكن من إعطائكم حقكم الذي تستحقونه. لكم منا كل أسمى عبارات الحب والتقدير والاحترام. شكرًا لكم على دعمكم ومساندتكم لنا.
حاوره: عبدو حنو
The post “كاميليون”..لا نقاش في ملكية الجزائر لفن “الرّاي” appeared first on الجزائر الجديدة.