كشف النقاط.. فروقات شاسعة بين معدلات التقويم الفصلي والشهادة
لم يكن يعتقد قطاع عريض من تلاميذ التعليم المتوسط وحتى المعلمين والأساتذة بحدوث تغيير كبير في العلامات والمعدلات المتحصل عليها في الشهادة مقارنة بالنتائج المتحصل عليها في الفُصول الثلاثة، وأصبح هذا الموضوع محور نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية وأثار تساؤلات عدة حول أسباب هذه الفروقات الواضحة بين المُعدلات السنوية في كشف […] The post كشف النقاط.. فروقات شاسعة بين معدلات التقويم الفصلي والشهادة appeared first on الجزائر الجديدة.

لم يكن يعتقد قطاع عريض من تلاميذ التعليم المتوسط وحتى المعلمين والأساتذة بحدوث تغيير كبير في العلامات والمعدلات المتحصل عليها في الشهادة مقارنة بالنتائج المتحصل عليها في الفُصول الثلاثة، وأصبح هذا الموضوع محور نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية وأثار تساؤلات عدة حول أسباب هذه الفروقات الواضحة بين المُعدلات السنوية في كشف النقاط ومعدلات الشهادة.
وأبانت كُشوف نقاط شهادة التعليم المتوسط التي أفرج عنها الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، خلال الساعات الماضية، عن وُجود فرق شاسع بين مُعدلات التقويم الفصلي وكذا معدلات الشهادة، كما كشفت النتائج عن تدني نسبة النجاح في بعض المُؤسسات التربوية إلى ما دون الـ 50 بالمائة وما وقفنا عليه يوم الإعلان عن النتائج بإحدى المتوسطات إذ يكشف مُعدل الشهادة الذي تحصلت عليه إحدى التلميذات على وجود فرق كبير مقارنة بالمعدل السنوي الذي تجاوز 16/20 بينما لم يتجاوز الأول 13/20 وهذا الوضع ينطبق طبعًا على العديد من التلاميذ الذين أصيبوا يومها بنوبة بُكاء حادة بسبب الفارق، فإحدى التلميذات تحصلت على مُعدل 9.50/20 في الشهادة بينما تحصلت على 14.88/ 20 في المعدل السنوي، الأمر ذاته عاشته تلميذة أخرى تحصلت على مُعدل يُقدر بـ 7.83 / 20 بينما كان المعدل السنوي في حدود 12.21/ 20.
وطرح هذا الوضع علامات استفهام كُبرى حول الأسباب الحقيقية التي تقفُ وراء هذا الفرق الشاسع، وقال الأستاذ ياشر محمد علي، في تعليقه على الموضوع إنه “وحسب القراءة الأولية لنتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط، فقد أبانت عن وُجود مشكلين لا بُد من تكثيف الجُهود لمُعالجتهما مُستقبلا: الأول: الفرق بين المُعدل السنوي ومُعدل الشهادة وهُو ما يوحي بوجود خلل كبير في التحضير النفسي للتلاميذ للامتحان أو أن هناك تضخيم كبير للنقط”، أما المُشكل الثاني فيتعلق حسب الأستاذ بمعدلات الرياضيات التي كانت مُتدنية وأصبح من الضروري إيجاد طرق ومنهجيات جديدة لتدريس المادة”.
وفي إطار المتابعة التربوية لنتائج شهادة التعليم المُتوسط دورة جوان 2025، أكد الناشط التربوي يوسف رمضاني في إفادة لـ “الجزائر الجديدة” “وُجود بعض الفروقات الملحوظة بين نتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط ونتائج التقويم المستمر خلال السنة الدراسية”، وقال إن “هذا التباين وإن كان في بعض الأحيان مبرراً بطبيعة الاختبارات والسياقات المحيطة بها، فإنه يستحق منا وقفة تحليلية هادئة وموضوعية لفهم أسبابه الحقيقية بعيداً عن الأحكام المسبقة أو التعميمات المجحفة”.
وفي المستهل، أجرى الناشط التربوي مُقارنة بين المحطتين وقال إن “نتائج التقويم المستمر تُعبر عن أداء التلميذ طيلة السنة الدراسية، وهي محصلة تفاعله مع الدروس، ومشاركته الصفية، ومواظبته، إضافة إلى اختبارات دورية داخلية تُراعى فيها خصوصية القسم، والتدرج البيداغوجي، والعلاقة المباشرة بين المعلم والمتعلم، بينما امتحان شهادة التعليم المتوسط هو اختبار وطني موحد يُجرى في ظروف نفسية وذهنية مختلفة، ويتطلب استعداداً خاصاً من الناحية النفسية والمعرفية”، ومن هُنا يقول إن “وُجود تباين بين النتائج لا يعني بالضرورة ضُعفًا في المنظومة التربوية بل يعكسُ اختلاف طبيعة التقييمات والضغوط المحيطة بها”.
واللافت من خلال النتائج حسب الناشط التربوي أن “أغلب التلاميذ الذين اعتادوا على تنظيم وقتهم ومُتابعة دروسهم داخل القسم بانتظام كانوا أكثر قدرة على التعامل مع امتحان نهاية المرحلة المتوسطة بكفاءة عالية، حيث أظهرت الإحصائيات أن شريحة كبيرة من المتفوقين – بل والمتحصلين على معدلات ممتازة – لم يعتمدوا على الدروس الخصوصية، بل اكتفوا بالاجتهاد داخل القسم، والمتابعة اليومية للدروس، مما يعكس نجاح العلاقة التربوية داخل المؤسسة التعليمية، وثقة التلاميذ في أساتذتهم، وفي أنفسهم.
وهُنا يمكنُ العودة إلى تصريحات التلميذ “باكير أنيس” صاحب المرتبة الثانية وطنيا في شهادة التعليم المتوسط الذي أكد في تصريحات صحفية أنه “لم يعتمد إطلاقًا على الدُروس الخُصوصية”، الأمر ذاته أكده العديد من نوابغ الجزائر في شهادة التعليم المُتوسط.
ويرى يوسف رمضاني أن “هذا المُعطى التربوي يُدحض بعض الأفكار السائدة التي تربط النجاح أو التفوق باللجوء إلى الدروس الخصوصية، ويدفعنا في الوقت نفسه إلى التأكيد على أهمية المدرسة كمؤسسة تعليمية قائمة بذاتها، قادرة على ضمان تكافؤ الفرص وتوفير شروط النجاح لمن يلتزم داخل القسم ويجتهد في دراسته بانتظام”.
ويتابع المتحدث قائلا إن “أغلب التلاميذ الذين ظهرت لديهم فروقات بين نتائجهم الفصلية ونتائج الامتحان الرسمي هم في الغالب ممن تأثروا بعوامل ظرفية، كالتوتر النفسي أو صعوبة التأقلم مع طابع الامتحان الموحد، أو غياب المهارات الكافية في التعامل مع أسئلة التفكير والتحليل وهذا يدفعنا إلى تعزيز الجوانب النفسية والتحضيرية لدى المتعلمين، من خلال الورشات التربوية والأنشطة المرافقة التي تهيئهم لخوض الامتحانات الوطنية بثقة وثبات”.
ويعتقد الناشط التربوي أن “تقييم الأداء المدرسي لا ينبغي أن يُبنى على امتحان واحد فقط بل يجب أن يكون مبنياً على رؤية شمولية تدمج بين التقويم المستمر، والمراقبة الصفية، والامتحانات الرسمية، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الشخصية والنفسية للتلاميذ”.
فؤاد ق
The post كشف النقاط.. فروقات شاسعة بين معدلات التقويم الفصلي والشهادة appeared first on الجزائر الجديدة.