كيف أصبح نظام المخزن عميلاً استراتيجيًا للصهاينة في إفريقيا؟
يواصل نظام المخزن المغربي سياسة الخضوع والارتماء في حضن الكيان الصهيوني، امتثالاً لبنود اتفاقية التطبيع المبرمة بوساطة أمريكية في ديسمبر 2020، مقابل نيل الاعتراف الأمريكي والإسرائيلي بسيادته المزعومة على أراضي الصحراء الغربية المحتلة. فبعد إبرام اتفاقيات “أبراهام” التي تسمح بتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني في شتى المجالات، سارع نظام المخزن لتبنى استراتيجية تهدف إلى […] The post كيف أصبح نظام المخزن عميلاً استراتيجيًا للصهاينة في إفريقيا؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

يواصل نظام المخزن المغربي سياسة الخضوع والارتماء في حضن الكيان الصهيوني، امتثالاً لبنود اتفاقية التطبيع المبرمة بوساطة أمريكية في ديسمبر 2020، مقابل نيل الاعتراف الأمريكي والإسرائيلي بسيادته المزعومة على أراضي الصحراء الغربية المحتلة.
فبعد إبرام اتفاقيات “أبراهام” التي تسمح بتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني في شتى المجالات، سارع نظام المخزن لتبنى استراتيجية تهدف إلى بلوغ أعلى مستويات التعاون والشراكة مع الكيان، تشمل الاقتصاد والسياسة والدفاع، وغيرها، لعلّ آخرها مشاركة لواء “غولاني” الإسرائيلي المتورط في جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، في مناورات “الأسد الإفريقي 2025” بالمغرب، وهو ما أثار جدلاً وسخطًا عارمًا داخل وخارج البلاد، متهمين مملكة “محمد 6” بالتواطؤ المباشر مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في حق الفلسطينيين.
وبعد تسارع وتيرة التعاون والتنسيق المشترك مع الكيان الصهيوني، وبلوغه أعلى المستويات في ظرف سنوات قليلة فقط، مقارنة ببلدان عربية أخرى سبقته بعقود طويلة في قطار التطبيع، أضحى المغرب اليوم بمثابة الحليف السياسي والشريك الاستراتيجي رقم واحد للكيان الصهيوني في المنطقة العربية والإفريقية، وفق ما أكده المحلل السياسي المغربي، بدر العيدودي، مشيرًا في تصريحات للإذاعة الجزائرية إلى أنّ “المخزن المغربي يعتزم إرسال جنود مغاربة إلى قطاع غزة لمحاربة الشعب الفلسطيني الأعزل، في خطوة غير مسبوقة تعبر عن خيانة صريحة للضمير الإنساني والعربي، في وقت تمارس الدول الغربية ضغوطًا متزايدة على الكيان من أجل إجباره على وقف الحرب الدموية على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت إلى غاية اليوم أزيد من 54 ألف شهيدًا و123 ألف مصابًا.
ولفت المتحدث ذاته إلى أنّ مشاركة لواء “غولاني” التابع للجيش الإسرائيلي في مناورات “الأسد الإفريقي” بأغادير المغربية، يدلّ على أنّه يجري تحضير الجنود المغاربة قبل نقلهم إلى قطاع غزة. قائلاً إن “تساؤلات عدة تطرح حول موقف الجيش المغربي، لا سيما أن الجيش مؤسسة ذات بعد شعبي من المفروض أنها تنحاز إلى الإرادة الشعبية بدل من الانحياز إلى الأنظمة السياسية”.
كما عبّر المحلل السياسي، عن استغرابه من عدم تسجيل أي احتجاج أو تنديد على المستوى البرلماني أو من طرف المجتمع المدني أو على المستوى الإعلامي ولا من طرف الأحزاب السياسية حول سبب دعم الجيش المغربي لمناورات عسكرية مع لواء “غولاني”، قائلاً في هذا الصّدد: “لم يصدر أي بيان ولم يتم بأي شكل من الأشكال إثارة سؤال لماذا الجيش المغربي يقوم اليوم بدعم وبمناورات عسكرية مع هذا اللواء الدموي الذي ارتكب مجازر شنعاء بحق الشعب الفلسطيني”.
تنازلات لضمان استمرار حكم العائلة المالكة
ويطمع نظام المخزن من خلال تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني في استمرار الحصول على الدعم الأمريكي فيما يتعلق بالنزاع حول الصحراء الغربية. وبالرغم من كل التنازلات، لم ينل لحد الآن أي مكسب لا على المستوى الاقتصادي ولا العسكري، وهو ما جعله في حالة تخبط اليوم، وأدخلته في رحلة بحث عن الآليات التي من شأنها إرضاء الإسرائيليين أكثر، ولو على حساب سيادته ومصالح بلده.
وكشف العيدودي، أنّ المخزن يهدف من خلال علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي إلى تحقيق أهداف أخرى من غير خيانة القضية الفلسطينية، مبرزًا إنّ المخزن يدعم “إسرائيل” ويطبّع علاقاته مع الاحتلال بهدف تلقي المؤسسة الملكية للحماية وضمان استمرار الأسرة العلوية في الحكم ودعم نظام المخزن.
من جانبه، انتقد الصحافي المغربي المنفي في كتالونيا، علي مرابط، التعاون المشترك بين نظام المخزن والكيان الصهيوني في شتى المجالات (دبلوماسيا، تجاريا، عسكريا..)، امتثالاً لاتفاقية التطبيع المبرمة بوساطة أمريكية، قائلاً إن “المغرب أصبح محمية إسرائيلية وسط إبادة جماعية وحشية يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، منددًا بشدة دعم المخزن للواء “غولاني” الذي ارتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية في غزة، قائلا “فضيحة غير مسبوقة”.
وتحدّث مرابط في تصريح لصحيفة EL INDEPENDIENTE الإسبانية، عن تاريخ العلاقات المغربية – “الإسرائيلية”، قائلا: “سيقول البعض إن هذا التواطؤ المريع هو نتيجة الخوف من الجزائر، لكن أعتقد أنّ النظام المغربي قد طبّع عقودًا من العلاقات السرية وغير السرية مع إسرائيل”، لافتًا إلى أن “الحسن الثاني سمح للموساد بالتجسس على الزعماء العرب في اجتماع الدول العربية في الدار البيضاء في ستينيات القرن الماضي، قبيل حرب الأيام الستة”.
تحالف لخلق الفوضى ونشر الحروب
ويرى محلّلون إن الخطر الذي يشكله التحالف الإسرائيلي المغربي على منطقة شمال غرب إفريقيا وعلى القارة ككل، وعلى ضفة المتوسط الشمالية، يتعاظم باستمرار خاصة أن هناك قوى أخرى تدعمه مثل فرنسا والإمارات والولايات المتحدة، وهذا ما سيعرّض أمن شعوب المنطقة برمتها للخطر ببحثهما عن خلق الفوضى ونشر الحروب والتوسع في كل الاتجاهات، فيما أضافوا إن الذي عرقل هذا الخطر، إلى حد الآن، هو-بالإضافة إلى وجود حرب في الصحراء الغربية، ومحاولة موريتانيا الممانعة- وجود الجزائر كقوة إقليمية قوية في المنطقة، تحرص باستمرار على ألا يتم اختراق إفريقيا من خاصرتها الشمالية من طرف الكيان الصهيوني وحلفائه.
وكان الأكاديمي والباحث المغربي محمد البطيوي، كشف في ماي 2024، تفاصيل خطيرة عن مشاركة ما لا يقلً عن 4000 جندي مغربي إلى جانب جيش الاحتلال الصهيوني في حربه الدموية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ آلاف الجنود المغاربة يشاركون في المجازر ضدّ المدنيين الفلسطينيين، بموجب بند في اتفاق التطبيع بين الرباط والكيان، يُلزم الجانب المغربي بالتعاون العسكري، فقام المخزن بنشر قوات إلى جانب الجيش الصهيوني وتحت إمرة الأخير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أما صحيفة “الموندو” الإسبانية، فأكدت في تقرير لها ما سمته “وجود مرتزقة جنّدهم الصهاينة لدعم قواتهم في عدوانهم المتواصل على قطاع غزة والضفة ومناطق فلسطينية أخرى”، موضحةً أن “تجنيد هؤلاء المرتزقة وإرسالهم إلى ميدان العمليات من خلال شركة “بلاك شيلد” التي تقدّم نفسها على أنّها “متخصّصة في الأمن والحراسة الخاصة”، وتعتبر نفسها “من الشركات الرائدة في مجال الأمن”.
تطور لافت في العلاقات مع الكيان
وكشف تقارير دولية تنامي مظاهر التعاون الثنائي بين المخزن والاحتلال الصهيوني، محذرةً من نمو سريع في التبادل التجاري، وتوسع ملحوظ في التعاون في مجالات التسليح والاستخبارات.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين المغرب والكيان الصهيوني، حيث وصل إلى 8.5 ملايين دولار، خلال ماي 2024، بزيادة قياسية بنسبة 124%، مقارنة مع الشهر ذاته من السنة الماضية.
واحتل المغرب المرتبة الرابعة بعد كل من الإمارات ومصر والأردن من حيث عدد أصناف المنتجات التي صدّرتها الدول العربية المطبعة إلى الكيان الإسرائيلي خلال الحرب على غزة بين أكتوبر 2023 وفبراير 2025، حيث بلغ عدد أصناف المنتجات 651 صنفاً.
بلغت قيمة صادرات المغرب إلى الكيان الإسرائيلي من الملابس وإكسسوارات الملابس، غير محبوكة أو منسوجة، والمنتجات الداخلة في صناعة الملابس، خلال أشهر الحرب على غزة، نحو 55.2 مليون دولار، وذلك بين أكتوبر 2023 وفيفري 2025.
في مجال الدفاع، ستزود شركة “صناعات الفضاء الإسرائيلية” (IAI) المغرب بقمر صناعي استخباراتي ضمن صفقة تبلغ قيمتها حوالي 1 مليار دولار، في ظل تعميق الكيان تعاونها الأمني مع الرباط منذ تطبيع العلاقات، وفق “رويترز”. وبعد تطبيع العلاقات، باعت شركة الصناعات الجوية بالفعل نظام دفاع جوي متطور من طراز “باراك 8” إلى المغرب مقابل نصف مليار دولار، مع توريد معظم مكوناته بالفعل إلى الجيش المغربي. كما حصل المغرب على نظام Skylock Dome الإسرائيلي المضاد للطائرات بدون طيار في عام 2021.
إلى جانب ذلك، أعلنت شركة BlueBird Aero Systems وهي تابعة لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية المملوكة للدولة، أنها أنشأت مصنعا لإنتاج الطائرات بدون طيار حربية في المغرب، وسيبدأ العمل في المستقبل القريب، مشيرةً إلى أن الطائرات الإسرائيلية التي ستصنع في المغرب هي نماذج WanderB وThunderB. كما سيتم تصنيع طائرة SpyX بدون طيار التابعة للشركة الإسرائيلية، وهي نسخة “انتحارية” حصل عليها المغرب مؤخرا، محليا على الأراضي المغربية، وفق تقارير عديدة. عبدو.ح
The post كيف أصبح نظام المخزن عميلاً استراتيجيًا للصهاينة في إفريقيا؟ appeared first on الجزائر الجديدة.