بين الإعلام البديل والإعلام “البدين”

‪ ‬‬ ما لم نعترف بأن الصحافة، بمختلف أشكالها، سواء كانت بصرية أو مسموعة أو مكتوبة، تعيش حالة من الترهل الإعلامي الحقيقي، نتيجة تسلل الدخلاء إلى المهنة، وما لم نسمِّ الأشياء بمسمياتها، فلن تقوم لـ”صاحبة الجلالة” قائمة، ولن يكون هناك حديث جاد عن إصلاح منظومة إعلامية انحرفت عن دورها التوعوي، لتتحول إلى مجرد أداة للإثارة …

مايو 28, 2025 - 21:12
 0
بين الإعلام البديل والإعلام “البدين”

‪ ‬‬
ما لم نعترف بأن الصحافة، بمختلف أشكالها، سواء كانت بصرية أو مسموعة أو مكتوبة، تعيش حالة من الترهل الإعلامي الحقيقي، نتيجة تسلل الدخلاء إلى المهنة، وما لم نسمِّ الأشياء بمسمياتها، فلن تقوم لـ”صاحبة الجلالة” قائمة، ولن يكون هناك حديث جاد عن إصلاح منظومة إعلامية انحرفت عن دورها التوعوي، لتتحول إلى مجرد أداة للإثارة وصناعة “البوز”، ولو على حساب شرف المهنة ذاتها.
الحديث عن دور الإعلام في هذه الأيام أخذ منحًى يتأرجح بين إدانة الصحافة، وبين تحاشي المتهمين لها من تشخيص الداء ووضع الإصبع على موطن العطب. ويمكن اختزال هذا الخلل، أولًا في الدخلاء على المهنة من منشطين لا يحملون أي شهادة سوى شهرتهم في إثارة الجدل، وثانيًا في مؤسسات إعلامية تحولت إلى دكاكين تتنافس على من هو الأقدر على إنتاج الرداءة.
الإعلام ليس وظيفة فقط، بل هو رسالة. والصحافة ليست دكان بيتزا أو هامبرغر، بل مهنة “صاحبة الجلالة”، كرسالة، وكوعي، وكأداة رقابة. ولهذا، ما لم تُنظَّف الساحة من المتسلقين الهجين، ومن مديري مؤسسات لا يرون في الإعلام سوى مقاولة ربحية، فلن تنهض الصحافة من كبوتها، فمتى يتحرر الإعلام من لعبة الخفافيش والإثارة والمسخ ؟