لا تترك زجاجة الماء في السيارة: خطر شربها

حذّرت أبحاث علمية حديثة من مخاطر جسيمة يواجهها ملايين الأشخاص الذين يتركون زجاجات المياه البلاستيكية داخل سياراتهم، إذ أظهرت النتائج أن هذه العادة اليومية قد تؤدي إلى تسمم تدريجي للجسم وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة.

بلاستيك سام عند حرارة منخفضة

فقد بيّنت دراسة أن أربعة أنواع شائعة من البلاستيك، من بينها البولي إيثيلين، تبدأ بإطلاق جسيمات دقيقة ونانوية عند تعرضها لدرجات حرارة لا تتجاوز 37 درجة مئوية فقط، أي ما يعادل حرارة جسم الإنسان تقريبًا.

وفي المقابل، لم تُسجَّل أي انبعاثات من الزجاجات المخزنة في درجة تبريد منخفضة (4 درجات مئوية).

حرارة السيارة تُضاعف الخطر

الأمر يزداد خطورة داخل المركبات، إذ يمكن أن ترتفع الحرارة في سيارة مغلقة إلى 43 درجة مئوية خلال 20 دقيقة فقط، وإلى أكثر من 50 درجة مئوية خلال ساعة واحدة، ما يجعل الزجاجات البلاستيكية بيئة مثالية لإطلاق سمومها.

وفي تجربة أجراها باحثون من جامعة نانجينغ الصينية، وُضعت زجاجات بلاستيكية في حرارة 70 درجة مئوية لمدة أربعة أسابيع. التحاليل كشفت عن تسرب معدن الأنتيمون السام ومادة بيسفينول A إلى المياه. الأولى تسبب أعراضًا فورية مثل الغثيان وآلام البطن والصداع، بينما ارتبطت الثانية بمخاطر مدمرة مثل السرطان، التوحد، أمراض القلب والشرايين وحتى الوفاة المبكرة.

240 ألف جسيم في زجاجة واحدة

وما يزيد القلق أن دراسة متطورة بتقنية الليزر أظهرت أن زجاجة الماء البلاستيكية الواحدة قد تحتوي على 240 ألف جسيم بلاستيكي، مقارنة بـ 5.5 جسيم فقط في لتر من ماء الصنبور. هذه الجسيمات متناهية الصغر، المعروفة باسم اللدائن النانوية، قادرة على اختراق الدماغ وخلايا الدم مباشرة، ناقلةً مواد كيميائية مثل الفثالات التي ترتبط بالسرطان، العقم، الربو، الخرف وصعوبات التعلم لدى الأطفال.

ناقوس خطر صحي

هذه النتائج، وفق خبراء الصحة، تُدق ناقوس الخطر بشأن الاستهلاك اليومي للمياه المعبأة وتخزينها بشكل خاطئ، خاصة داخل السيارات.

ويؤكد العلماء أن الحل الأبسط والأكثر أمانًا هو تجنب ترك الزجاجات البلاستيكية في أماكن حارة، والاعتماد قدر الإمكان على مياه الصنبور أو أوعية زجاجية آمنة.

ظهرت المقالة لا تترك زجاجة الماء في السيارة: خطر شربها أولاً على الحياة.