موقع الكتاب الجزائري في معرض التجارة البينية الإفريقية

استعرض أحمد ماضي رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب,في جوار لجريدة “الجزائر الجديدة “,موقع الكتاب  الجزائر ي قي معرض التجارة البنية الأفريقية.

وقال ماضي في هذا الصدد”إن احتضان الجزائر لفعاليات المعرض التجارة البينية الإفريقية يعتبر فرصة استثنائية للصناعة الجزائرية بمختلف مجالاتها للبحث عن تلك الفرص الاستثمارية المتاحة، خاصة في ظل تلك المساحات التي تتيحها الثورة الاتصالية الحديثة، فالمنتوج الجزائري له مكانته في الأسواق الدولية زيادة على القدرات التنافسية التي يفترض أن يكتسبها، وهناك تاتي صناعة الكتاب في مقدمة الاهتمامات، كون الكتاب الجزائري يمتلك ميزة تنافسية كبيرة وبالذات في الأسواق الإفريقية، فالكثير من الأجيال الإفريقية درست في الجامعات الجزائرية واستندت على الكتاب الجزائري في تحصيل العلوم والمعارف، والخبرات الإدارية والمهنية، مما يجعل الكتاب الجزائري معروف لدى الشعوب والنخب الإفريقية.

وبهذه المناسبة فإننا كناشرين ومشتغلين في قطاع صناعة الكتاب، نتطلع إلى آفاق متميزة تنتج عن انعقاد معرض التجارة البينية الإفريقية للجزائر عامة ومدينة الجزائر بصفة خاصة، ولعلها من محاسن القدر أن يتزامن انعقاد هذا المعرض الهام، مع مشروع النظرة الإستراتيجية لتطوير وعصرنة العاصمة، الذي اقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، فإننا في النقابة الوطنية لناشري الكتب، نتطلع أن يتم الشروع في استثمار ثمرات معرض التجارة الإفريقية، وبالذات من خلال إعادة الاعتبار للكتاب والمكتبات في مدينة الجزائر، التي تميزت عن غيرها من العواصم في المتوسط، فما تمتلكه هذه المدينة من رصيد تاريخي من المكتبات والمطابع ما يجعلها تستحق أن تكون عاصمة إفريقيا في مجال صناعة الكتاب.

ومن هنا فإن معرض التجارة البينية الإفريقية يشكل للنقابة الوطنية لناشري الكتب فرصة مهمة، سنعمل على استثمارها، سواء بالتعريف المستوى الذي بلغته صناعة الكتاب في الجزائر، والفرص الاستثمارية في هذا المجال سواء عبر الترجمة أو الطبع المشترك في إطار الاستثمار الثنائي، زيادة على البحث عن تبادل الخبرات والتجارب مع الأشقاء الأفارقة من الناشرين والموزعين، كما سنستثمر في العلاقات التاريخية الجزائرية الإفريقية الثقافية التي تمتد إلى عهود ما قبل الاستعمار الفرنسي، عندما كانت الكتب الإفريقية تصل إلى أدغال افريقية وما تزال الكثير من المكتبات في المدن الإفريقية مصدرها من الجزائر، والتي ألفها علماء الجزائر وفي مختلف الفنون والعلوم، وبالذات من بجاية وتلمسان والعاصمة وقسنطينة وتوات وادرار وغيرها، وخير دليل مدينة تنبوتكو التي تمثل دليلا من الكثير من الشواهد على وصول الكتاب الجزائر غلى إفريقيا، كما سنعمل على إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم تساهم في توسيع فرص تسويق الكتاب الجزائري في الأسواق الإفريقية، خاصة وان قانون الاستثمار الجزائر يمنح الكثير من الفرص التجارية والاستثمارية المهمة.

وفي ظل هذه الفعاليات نعتقد أن الشباب الجزائري تمكن بفضل مهاراته العالية في التحكم في التكنولوجيا الحديثة، وقدراته العلمية، من امتلاك مستويات متقدمة مما تتيحه هذه التكنولوجيا اليوم، وسنعمل على إقحام الناشرين الشباب في المعرض وتسهيل تواصلهم مع الناشرين الأفاقة ودعم مقترحاتهم وتشجيع أفكارهم خاصة في مجال التجارة الالكترونية وأساليب انتقال الكتاب الجزائري وتوفيره في الأسواق الإفريقية، فالمعرض مناسبة سانحة للشباب الناشرين الذين يستفيدون من الخبرات والتجارب لامتلاك القدرة على المغامرة واقتحام الأسواق الإفريقية.

كما أن المعرض سيكون السانحة أمام الشركات الناشئة والمقاولاتية في مجال صناعة المعرفة والمنتوجات الثقافية، أن تشق طريقها نحو الأسواق الإفريقية وتعرف عليها ومعرفة آليات حركتها، خاصة إذا توفرت التشريعات المناسبة والمساعدة على تسهيل الوصول إلى الأسواق الإفريقية.

إنه لا يخفى على أحد أن السنوات الأخيرة عرفت أسواق الكتاب الإفريقية الكثير من التحولات العميقة، زيادة على مستوى التنافس الكبير الذي تعرفه هذه الأسواق، التي تسيطر عليها الشركات الغربية لما تمتلكه من قدرات تكنولوجية كبيرة وإمكانيات إعلامية ضخمة، كونها تزاوج بين صناعة وتسويق الكتاب صناعة المعرفة، ولكل تقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو ، تحمل الكثير من المعلومات والمشاهد التي تحتاج إلى تأملها وقراءة دلالتها، على اعتبار أن سواق الكتاب الإفريقي كغيره من أسواق المنتوجات الأخرى يعرف هيمنة تجارية استعمارية غربية، ومع ذلك فهناك الكثير من المجالات يمكن للصناعة الكتاب الجزائري أن تستفيد منها، والسعي إلى الاستثمار فيها، خاصة وأن الظروف الحالية مناسبة جدا، لتوفر الإرادة السياسية القوية للدولة الجزائرية في التوجه نحو إفريقيا باعتبارها العمق الاستراتيجي للجزائر، وسيكون النجاح ممكنا إذا تمكنا من إزالة بعض العراقيل التقليدية وبعض الممارسات والتصورات الذهنية بداية إلى أهمية صناعة المعرفة وإنتاج الثقافة التي يعبر عنها الكتاب.

The post موقع الكتاب الجزائري في معرض التجارة البينية الإفريقية appeared first on الجزائر الجديدة.