ندوة في فرنسا تقارن بين ممارسات روتايو وبيجو بشأن الجزائر

على الرغم من طغيان مواقف الذين يحنون إلى الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر على النقاش السياسي المتعلق بالذاكرة، إلا أن هناك مقاومة تأبى الخضوع للخطاب المشحون بالكراهية، الداعي إلى تمجيد الممارسات الاستعمارية التي تجددت بقوة في عهد وزير الداخلية في الحكومة الساقطة، برونو روتايو. وتحت عنوان: “فرنسا والجزائر، من بيجو إلى روتايو: لقاء تفاعلي مع […] The post ندوة في فرنسا تقارن بين ممارسات روتايو وبيجو بشأن الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.

سبتمبر 20, 2025 - 20:06
 0
ندوة في فرنسا تقارن بين ممارسات روتايو وبيجو بشأن الجزائر

على الرغم من طغيان مواقف الذين يحنون إلى الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر على النقاش السياسي المتعلق بالذاكرة، إلا أن هناك مقاومة تأبى الخضوع للخطاب المشحون بالكراهية، الداعي إلى تمجيد الممارسات الاستعمارية التي تجددت بقوة في عهد وزير الداخلية في الحكومة الساقطة، برونو روتايو.
وتحت عنوان: “فرنسا والجزائر، من بيجو إلى روتايو: لقاء تفاعلي مع آلان روسيو وفابريس ريسيبوتي في 3 أكتوبر 2025″، سيقوم المؤرخان الفرنسيان، آلان روسيو وفابريس ريسيبوتي، المعروفان بتخصصهما في تاريخ الظاهرة الاستعمارية الفرنسية، بمناقشة إشكالية العقيدة الاستعمارية عند الرجلين.
وتشرف على تنظيم هذا اللقاء المثير، “جمعية التاريخ الاستعماري وما بعد التاريخ الاستعماري”، المعروفة بمناهضتها للممارسات الاستعمارية لفرنسا في الجزائر وفي غيرها من البلدان التي تعرضت للاستعمار، ولاسيما الإفريقية منها، وسيكون نقطة الانطلاق هي التصريحات التي صدرت في وقت سابق عن الصحفي والمؤرخ المناهض للاستعمار، جون ميشال أباتي، حول ما فعله الاستعمار الفرنسي في الجزائر وأوجه الشبه بينه وبين مجازر ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية في قرية فرنسية تدعى “أورادور سير غلان”.
وجاء في الموقع الالكتروني لـ”جمعية التاريخ الاستعماري وما بعد التاريخ الاستعماري”، وهي تشرح مبررات هذا اللقاء التفاعلي، أنه “في مارس الماضي، وفي معرض حديثه عن “أورادور سير غلان” في الجزائر، سلّط الصحفي جان ميشيل أباتي الضوء على ظاهرة معروفة جيدًا لدى مؤرخي الحقبة الاستعمارية وما بعد الاستعمار: استمرار الإنكار الوطني (الفرنسي) الراسخ، رغم كثرة أعمالهم، لحقيقة التاريخ الاستعماري للجزائر، وبشكل أعم، لتاريخ الاستعمار بشكل عام”.
وعلاوة على ذلك، يضيف المصدر ذاته، شهد هذا الجدل تجدد محاولات البعض لإعادة الاعتبار للاستعمار، في وقت يشهد فيه العالم، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين بنتنياهو، انتعاشا مقلقا للظاهرة الاستعمارية والإمبريالية.
ويتمحور هذا اللقاء التفاعلي حول شخصيتين فرنسيتين، واحدة نشأت وترعرعت في عز فرنسا الاستعمارية، بل ومارست الفعل الاستعماري بشكل وحشي في الجزائر، ويتعلق الأمر بالماريشال توماس روبير بيجو، الذي كان حاكما عاما على الجزائر خلال الفترة الاستعمارية، ولعب دورا حاسما في الاستعمار وقمع حركات المقاومة الجزائرية. ويقدَم كرمز للاستعمار الفرنسي ومرتكب مجازر فظيعة في الجزائر.
أما الشخصية الثانية فهي وزير الداخلية، برونو روتايو، الذي برز إلى الواجهة السياسية في فرنسا منذ ما يناهز السنة، كرجل سياسي مهووس بمعاداة الجزائر والجزائريين، وبفضل هذا الهوس تمكن من اعتلاء رئاسة حزب “الجمهوريون” اليميني، مدعوما من قبل الأوساط التي لا تزال تحن إلى الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر، وتعتبر استقلال هذه الأخيرة ضياع حلم قديم راود هذا التيار، الذي كان شعاره “فرنسا من دانكيرك (في أقصى الشمال الفرنسي) إلى تمنراست (في أقصى الجنوب الجزائري)”.
وفي بلاطو إذاعة “أوروب 1” الفرنسية بتاريخ 25 فبراير 2025، ناقش جان ميشال أباتي الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر الراهنة وجذورها التاريخية، وقال إن العلاقات متوترة “لأننا ذبحناهم (الجزائريين)، لأننا لم نعترف بذلك أبداً”، ولفت إلى أن العلاقات ربما ستكون مختلفة “إذا اعتذرت فرنسا عن 130 سنة من المجازر والقتل وإفقار شعب، وعنف لا يصدق. 130 سنة من الاحتلال!”.
غير أن القطرة التي أفاضت كأس أنصار “الجزائر الفرنسية”، كانت تأكيده بأن ما عاشه الجزائريون على يد جيش الاحتلال الفرنسي، بأنه يفوق بكثير ما حدث في “أورادور سور غلان”، وهي قرية فرنسية تعرض سكانها للقتل من قبل جيش ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي تسبب في معاقبة المؤرخ ميشال أباتي، ما تسبب في استقالته من القناة الإذاعية تحت ضغط اللوبي المتطرف.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post ندوة في فرنسا تقارن بين ممارسات روتايو وبيجو بشأن الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.