مع الانتشار الكبير للهواتف الذكية والحواسيب، أصبح التعرض للضوء الأزرق مساءً جزءًا من حياة الشباب اليومية. غير أن هذا الضوء الصادر من الشاشات يملك آثارًا صحية مقلقة، أبرزها اضطراب النوم، وهو ما تؤكده عدة دراسات علمية حديثة.

تأثير مباشر على الساعة البيولوجية

دراسة منشورة في مجلة “Pneumologia”، في جوان 2024، أوضحت أن الضوء الأزرق يثبط إفراز الميلاتونين. الهرمون المسؤول عن النوم، مما يؤدي إلى تأخر النوم واضطراب الدورات الطبيعية.

أما مراجعة منهجية (2022) فبيّنت أن التعرض للشاشات ليلاً يقلل من مدة النوم وجودته لدى الشباب. ويزيد من الشعور بالتعب صباحًا.

انعكاسات على الصحة والتركيز

تجارب أخرى قارنت بين التعرض لضوء أزرق وأحمر. وأثبتت أن الميلاتونين ينخفض بشكل أكبر مع الضوء الأزرق، ما يؤدي إلى نوم أقل عمقًا.

هذا الانخفاض ينعكس على الأداء الدراسي، التركيز في القسم، والمزاج. كما أن الدراسات الميدانية على العاملين في المناوبات الليلية كشفت أن التعرض المستمر للضوء الأزرق يضعف المناعة ويزيد مخاطر الأمراض المزمنة.

لماذا يهم الأمر الشباب وأولياء الأمور؟

• بالنسبة للشباب. فقلة النوم تعني ضعف في التحصيل الدراسي. الإرهاق المستمر، وزيادة التوتر.
• بالنسبة للأولياء، فإن إدراك هذه المخاطر يساعد على توجيه الأبناء إلى عادات نوم صحية. خصوصًا في المراحل الدراسية الحساسة.

نصائح عملية لحمايتك..

• إيقاف استخدام الشاشات ساعة أو ساعتين قبل النوم.
• تشغيل وضع “الليل” أو “الإضاءة الدافئة” في الهواتف والأجهزة اللوحية.
• اعتماد أنشطة بديلة قبل النوم مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى الهادئة.
• توفير بيئة نوم مظلمة وهادئة داخل الغرفة.

الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف والحواسيب ليس مجرد ضوء، بل عامل مؤثر على راحة الجسم والعقل. إدراك مخاطره والتقليل من التعرض له، خصوصًا قبل النوم، يمثل خطوة أساسية لحماية صحة الشباب ودعم نجاحهم الدراسي. وهنا يأتي دور الأولياء في التوعية والمرافقة، لتصبح التكنولوجيا وسيلة مفيدة لا عائقًا أمام النمو السليم.

ظهرت المقالة آخر شيء تشاهده قبل النوم هو شاشة هاتفك؟! انتبه فالعلماء يحذرون! أولاً على الحياة.