هل تجاوز العالم ثنائية الشرق والغرب في غزة؟

هل يدل تزايد المواقف الغربية الواضحة المؤيّدة للقضية الفلسطينية والرافضة للإبادة الجماعية في غزة على وجود تحوّل في إحدى المسلَّمات السائدة في أدبياتنا العربية على الأقل منذ النصف الثاني من القرن العشرين والتي تقول: أننا نحن الشرق المتشكل ضمن “أمة” عربية أو إسلامية وهم الغرب المتّحد في مجمله ضدنا ككتلة واحدة على الأقل منذ الحقبة […] The post هل تجاوز العالم ثنائية الشرق والغرب في غزة؟ appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 26, 2025 - 18:54
 0
هل تجاوز العالم ثنائية الشرق والغرب في غزة؟

هل يدل تزايد المواقف الغربية الواضحة المؤيّدة للقضية الفلسطينية والرافضة للإبادة الجماعية في غزة على وجود تحوّل في إحدى المسلَّمات السائدة في أدبياتنا العربية على الأقل منذ النصف الثاني من القرن العشرين والتي تقول: أننا نحن الشرق المتشكل ضمن “أمة” عربية أو إسلامية وهم الغرب المتّحد في مجمله ضدنا ككتلة واحدة على الأقل منذ الحقبة الاستعمارية؟
يبدو بالفعل أن هناك تحولا في مثل هذه المسلَّمة، ليس بالقدر الذي يمكّننا من الحديث عن زوال الفاصل التاريخي بين الشرق والغرب، وعن نهاية وجود “الأمة” العربية أو الإسلامية، إنما بقدر ما ينبّهنا إلى وجود بدايات تحوّل فعلي علينا رصده ومناقشته استعدادا للمستقبل لعلنا نراجع بكيفية صحيحة رؤيتنا للعالم وخطابنا السياسي المعبّر عنها ومواقفنا قاطبة…
تاريخيا، عرفت أدبيات الغرب، قبل اليوم، مواقف مناهضة للسياسات الغربية تجاه بقية العالم بل ومواقف ناقدة نقدا عميقا للبنية الفكرية ذاتها للحضارة الغربية باعتبارها تعيش باستمرار أزمة أو مرضا يتجلى في سلوكها العدواني تجاه بقية العالم. من بين هذه المواقف ما كتبه “ريني غينون” عن أزمة العالم المعاصر معتبرا أنّ الحضارة الغربية تعيش مأزقا روحيا مزمنا، وما كتبته (زغريد هونكه) عن “شمس الله تسطع عن الغرب – تراثنا العربي” حين أبرزت إسهام التراث العربي في نهضة أوروبا، مفنّدة فكرة تفوّق الغرب الذاتي! أو ما انتقد به كل من (جون ستيوارت ميل، هربرت ماركوز…) الرأسمالية المتوحشة والامبريالية فاضحين الاستعمار الجديد، فضلا عن ما نعرفه من نقد ماركسي واضح للإمبريالية خاصة عند (لينين) في كتابه “الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية”، أو عند الماركسيين الجدد مثل (روزا لوكسمبورغ) التي طرحت أن الرأسمالية تستلزم بالضرورة التوسّع الخارجي أي الاستعمار، أو غرامشي الذي كشف كيف أن الهيمنة الثقافية هي أساس السيطرة، أو (سارتر، فانون، والرشتاين…) الذين انتقدوا أشكال الاستعمار الجديد، أو (تشومسكي، وهوارد زن…) اللذان انتقدا السياسة الأمريكية المعاصرة انتقادا لاذعا…الخ.
بمعنى أن هذا التيار كان موجودا باستمرار ضمن الغرب ذاته وإن لم يكن غالبا أو مهيمنا على النخب الحاكمة أو قادرا على تغيير مواقفها، خلافا للتيار الأكثر انسجاما مع السياسة الاستعمارية والأكثر تماهيا مع الامبريالية وتبريرا لها الذي يمكن إدراجه ضمن مدرسة “الاستشراق” ذات المهمة التمهيدية لمرحلة الاستعمار خلال القرنين التاسع عشر والعشرين… ورموز هذه المدرسة الاستشراقية الاستعمارية لا تحصى ولا تعد (أرنست رينان، جول فيري، برنارد لويس…الخ).
لذلك، عندما نتابع اليوم التحوّل الحاصل في مواقف الكثير من المفكرين والإعلاميين الغربيين والسياسيين، يبدو لنا أن هناك بالفعل جديدا في هذا الأمر باعتبار الوتيرة المتزايدة في هذا التحوّل لصالح قضايا الشعوب المسيطر عليها أو المحتلة. وقد تزايدت مثل هذه المواقف وأصبحت أكثر وضوحا منذ بداية الحرب على غزة وتحوّلها إلى إبادة جماعية.

يكفي أن نذكر في هذا المجال (أوين جونز (The Guardian)، توماس فريدمان (The New York Times) – تحوّل تحوّلا كبيرا في الأسابيع الأخيرة ضد “إسرائيل”- وعلى المستوى السياسي “سيمون هاريس” (نائب الوزير الأول الإيرلندي)، ماكسيم بريفو (وزير خارجية بلجيكا)، وكاسبار فيلدمابك (وزير خارجية هولندا الذي استقال منذ ثلاثة أيام فقط)، فضلا عن عشرات القوائم التي أمضاها مئات الصحفيين والمثقفين والطلبة الغربيين ضد الحرب في غزة وضد التجويع، وآلاف المسيرات التي ملأت الشوارع في المدن الغربية من “لندن” إلى “سيدني” أكثر مما ملأتها في البلدان العربية والإسلامية.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post هل تجاوز العالم ثنائية الشرق والغرب في غزة؟ appeared first on الشروق أونلاين.