الإدمان الإلكتروني عند الأطفال… من يملأ فراغهم قبل أن تملؤه الشاشة؟

مساهمة: أ. إسماعيل رحماني */ مع تسارع وتيرة التحول الرقمي، بات الطفل يعيش في حضن الهاتف أكثر من حضن والديه، وأصبح المربون في مواجهة مباشرة مع ظاهرة الإدمان الإلكتروني التي تتسلّل في صمت إلى نفوس الناشئة، لتعيد تشكيل أولوياتهم وتوجهاتهم وطباعهم. في هذا المقال، يُسلّط الأستاذ إسماعيل رحماني الضوء على الإدمان الإلكتروني من زاوية علمية …

أغسطس 11, 2025 - 14:31
 0
الإدمان الإلكتروني عند الأطفال… من يملأ فراغهم قبل أن تملؤه الشاشة؟

مساهمة: أ. إسماعيل رحماني */

مع تسارع وتيرة التحول الرقمي، بات الطفل يعيش في حضن الهاتف أكثر من حضن والديه، وأصبح المربون في مواجهة مباشرة مع ظاهرة الإدمان الإلكتروني التي تتسلّل في صمت إلى نفوس الناشئة، لتعيد تشكيل أولوياتهم وتوجهاتهم وطباعهم. في هذا المقال، يُسلّط الأستاذ إسماعيل رحماني الضوء على الإدمان الإلكتروني من زاوية علمية وتربوية، مُقدّمًا تشخيصًا مختصرًا وعميقًا، مع أبرز أسبابه وطرق الوقاية منه.

ما هو الإدمان الإلكتروني؟
الإدمان الإلكتروني هو الاستعمال المُفرط وغير الواعي للأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، الألعاب الإلكترونية، الأنترنت، ووسائل التواصل الافتراضي.

كيف يؤثر على الصحة النفسية والاجتماعية؟
يؤدي هذا النوع من الإدمان إلى:
العزلة الاجتماعية.
ضعف التواصل مع الناس وفقدان الطلاقة في الكلام.
عدم الرضا عن النفس، والرغبة في تقمّص شخصيات الآخرين.
الدخول في نوبات اكتئاب وقلق.

ما أسباب تفشي الظاهرة في المجتمع الجزائري؟
تحسّن الوضع المعيشي لدى بعض الأسر.
انشغال الأولياء بالماديات على حساب التربية.
انخفاض كلفة الإنترنت وسهولة الوصول إليها.
بحث الطفل عن القرب العاطفي الذي لا يجده.
غياب الأنشطة البديلة أو ضعفها.
غياب التوجيه والتأطير التربوي الحقيقي.

ما الطرق المقترحة للوقاية والعلاج؟
إدماج الأبناء في المساجد والمدارس القرآنية.
تسجيلهم في مدارس تعلّم المهارات كاللغات والخط.
ملء أوقاتهم بأنشطة بديلة: رياضة، تطوع، مهارات حياتية…
ضبط استخدام الأجهزة بشروط واضحة وتحت رقابة تربوية.
استخدام الأجهزة كمكافأة مشروطة بالإنجاز والالتزام.

نصيحة أخيرة للأولياء والمربين:
تعلّم أن تقول لابنك «لا»… فالدلال الزائد يُخرّب.
الوقت الذي تقضيه في تربية ابنك ليس ضياعًا بل استثمار.
لا تترك ابنك فريسة لغيرك، فكل تفريط منك قد يُعوّضه غيرك بما لا ترضى.

خاتمة:
إن أولادنا أمانة في أعناقنا، ولا تكفي النية الطيبة لحمايتهم من موجة الإدمان الإلكتروني التي تكتسح كل بيت. إنما نحتاج إلى يقظة، وتوازن، وبدائل واقعية تُشبع حاجاتهم النفسية والاجتماعية بعيدًا عن سطوة الشاشات.

* أستاذ متوسط علوم إسلامية*