الحرية ليست صفقة!
مرة أخرى، يغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذه المرة لا باسم “أمريكا الحرية”، بل باسم الكاوبوي المتغطرس، الذي يرى في الجغرافيا سلعة وفي الشعوب عقارًا متنقلًا، تُمنح وتُصادر بقرارات فوقية. ففي موقف قديم متجدد، أعاد ترامب دعمه للخرافة المغربية بامتلاك الصحراء الغربية، متجاهلًا عن عمد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وكأن الحرية “هبة” تُعطى …

مرة أخرى، يغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذه المرة لا باسم “أمريكا الحرية”، بل باسم الكاوبوي المتغطرس، الذي يرى في الجغرافيا سلعة وفي الشعوب عقارًا متنقلًا، تُمنح وتُصادر بقرارات فوقية. ففي موقف قديم متجدد، أعاد ترامب دعمه للخرافة المغربية بامتلاك الصحراء الغربية، متجاهلًا عن عمد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وكأن الحرية “هبة” تُعطى لا حقٌّ يُنتزع.
ترامب، بتاريخه كتاجر عقارات، يواصل تصدير منطقه التجاري إلى السياسة الدولية، فيكرر اعترافًا بائدًا بمغربية الصحراء، وكأن مصير الأمم مجرد بند في دفتر صفقات. ومن نكتة “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”، ينتقل الرجل إلى خطورة أكبر: تحويل قضايا تحرر الشعوب إلى مزادات سياسية.
إن أمريكا في عهد ترامب تحوّلت إلى أضحوكة، لا فقط بسياساتها، بل بلسان رئيسها الذي فقد التمييز بين قيادة دولة وبين إدارة مكتب عقاري. وما هو أشد خطورة، أن هذه السياسة لم تعد تهدد فقط قضايا الشعوب، بل باتت تُنذر بانهيار منظومة أخلاقية كانت تدّعيها أمريكا يومًا، وأصبح زوالها مسألة وقت، إن استمرت تُدار بعقلية الكاوبوي المهووس.