مالي… المسكينة والمسحورة!

‪ ‬‬
كلّ يومٍ يترسّخ أن جمهورية مالي الشقيقة، التي أنهكها الاستغلال والفقر واللاأمن، قد أفلتت من قبضة فرنسا الاستعمارية القديمة لتسقط في قبضة طغمة عسكرية جعلت من البلاد مزرعة للفوضى والضحية الحقيقية، بين ما كان وما هو كائن اليوم، هو الشعب المالي المغلوب على أمره.
آخر “ابتكارات” هذه السلطة، التي جاءت على ظهر دبابة، رفع شكوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الجزائر، متهمةً إياها بإسقاط طائرة مسيّرة داخل أراضي مالي، والمفارقة الساخرة أنّ الحقيقة يعرفها الجميع، بل ترصدها الأقمار الصناعية نفسها: الجزائر بلدٌ يحترم سيادة الآخرين، لكنه لا يتسامح مع أيّ انتهاك لشبرٍ من ترابه.
المشهد أشبه بنكتة ثقيلة: سلطةٌ انقلابيّة استولت على الحكم بالقوة ترفع لواء الفضيلة وتتهم الآخرين بما تمارسه هي يوميًا والصورة أقرب إلى مثلنا الشعبي: «اللّي خانها زينها تقول سحروني». فمالي اليوم تشتكي وتتهم، بينما الجرح في داخلها، والدواء في يد شعبها الذي حُرم حقه في تقرير مصيره وبناء دولته الديمقراطية، فمن سحرك ورماك بيدي المخزن والإمارات يا مالي؟!