الرياضيات “تصدم” العلميين.. والجميع يتعهد بالتدارك

أثار اختبار مادة الرياضيات، الذي برمج في اليوم الثاني من امتحان شهادة البكالوريا، جدلا واسعا في أوساط المترشحين خاصة الذين ينتمون للشعب العلمية والتقنية، بحيث تباينت الآراء بين من اعتبر الموضوع في المتناول، ومن وجده طويلا ومرهقا ذهنيا ومركّبا، وهو ما قد يتسبّب في إخفاقهم في الشهادة، بينما عبّر مترشحو الشعب الأدبية عن خيبة أملهم وعن إحباطهم من طبيعة الأسئلة المطروحة، والتي قد تكون سببا في إقصائهم، على أن يبقى الأمل معقودا على مواد الأيام المقبلة، لتعويض وتدارك النقاط الضائعة.
وفي اليوم الثاني من الحدث الوطني، 16 جوان 2025، والذي جرى وسط متابعة دقيقة من الطاقم التربوي واهتمام كبير من أولياء الأمور، فقد جاءت انطباعات الأساتذة والمختصين حول اختبار مادة الرياضيات موحّدة ومتجانسة، بحيث أجمع الغالبية على أن مواضيع هذه الدورة، قد وردت غير صعبة بمعنى غير تعجيزية، ومطابقة للمقرر الدراسي السنوي، غير أنها بالمقابل، قد كشفت عن الفروقات في مستوى التلاميذ، وهي الاختلافات التي تظهر عادة في قدراتهم الذهنية والفكرية والعلمية.
وكان أزيد من 800 ألف مترشح على موعد مع مادة الرياضيات، وبالتالي، فبين تركيز التلاميذ واختلاف الخلفيات بين الشعب، فقد وردت آراء الممتحنين “متغايرة” ومختلفة، وفي هذا الشأن، عبّر مترشح من شعبة الرياضيات، عن انزعاجه من طول الأسئلة، قائلا: “الموضوع كان نظيفا من حيث المضمون، لكنه ثقيل جدا وطويل… نحتاج لسرعة خارقة حتى نكمل الحل!”.
في حين صرحت مترشحة أخرى من شعبة العلوم التجريبية، بمركز “ابن خلدون”، قائلة: “التمارين كانت مفهومة، لكن الوقت لم يكن كافيا، والتمرين الثالث تحديدا تطلب مني تفكيرا عميقا، وأظن أن الكثيرين لم يكملوه”.
ومن جهة أخرى، بدت نبرة التلاميذ في شعبة تسيير واقتصاد أكثر توازنا، حيث وصف أحدهم الموضوع بـ”المعقول”، وأضاف: “استطعنا فهم الأسئلة، لكن طولها أرهقنا، أغلبنا لم يراجع الجزء الأخير”.
وأما المفارقة الكبرى، فجاءت من مترشحي الشعب الأدبية، حيث قالت تلميذة من شعبة آداب وفلسفة: “موضوع مادة الرياضيات بالنسبة لنا كأنه مكتوب بلغة غريبة، لا يتناسب أبدا مع طبيعتنا الأدبية، أشعر وكأننا خارج الحسابات”.

الرياضيات “تحت مجهر” الأساتذة.. الأسئلة كشفت الفروقات بين التلاميذ
وبخصوص انطباعات المختصين، فقد اتفق أغلب الأساتذة، وعقب إطلاعهم على الاختبار، على أن الأسئلة لم ترد صعبة كما كان يتوقع الجميع، بحيث جاءت تقويمية في عمقها بالدرجة الأولى، ومطابقة بذلك للمقرر الدراسي السنوي ولم تخرج عنه، ما يعد مكسبا حقيقيا للتلاميذ، ولم تتضمن بذلك مفاجئات، لكنها كشفت الفروقات في مستوى التلاميذ، خاصة في قدرة البعض على التسيير الزمني والاستيعاب الفوري للسياق الرياضي.
وفي هذا الشأن، أوضح أستاذ مادة الرياضيات “عبد الغني.ر”، في تصريح لـ”الشروق”، بأن الموضوع قد صيغ بطريقة دقيقة، تميّز بين التلميذ الجيّد والمتوسط، لم يكن صعبا، لكنه تطلب تدريبا جادا.
من جانبها، لفتت الأستاذة “نسرين.ق”، أستاذة رياضيات بشعبة تسيير واقتصاد، في تصريحها لـ”الشروق”، إلى أن الموضوع كان مناسبا، لكن بعض التمارين تتطلب “خلفية رياضية” قوية لا تتوفر لدى جميع التلاميذ في هذه الشعبة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الرياضيات “تصدم” العلميين.. والجميع يتعهد بالتدارك appeared first on الشروق أونلاين.