الصحفيون الفلسطينيون يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل انتهاكات المحتل الصهيوني وصمت المنظمات الدولية المعنية بحمايتهم

الجزائر- تتواصل انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023, باستهدافهم مباشرة بالصواريخ واعتقالهم وقصف خيمهم التي اتخذوا منها مقرات لعملهم, كما يستمر بالموازاة مع ذلك صمت المنظمات الدولية المعنية بحمايتهم, وهو ما يشكل تهديدا صارخا لحرية الصحافة وحق الجمهور في الوصول إلى الحقيقة التي يحاول المحتل طمسها بأي ثمن. وفي الوقت الذي يحيي فيه الصحفيون حول العالم اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق ل3 مايو من كل عام, تمعن آلة القتل الصهيونية في حصد المزيد من أرواح الإعلاميين في قطاع غزة, بحرق بعضهم أحياء وتهديد واعتقال البعض الآخر, حيث بلغت حصيلة الشهداء من قطاع الإعلام 212 و أكثر من 300 جريح, كما أن العشرات من الصحفيين معتقلون أو مخفيون قسرا, هذا فضلا عن استهداف عائلاتهم وبيوتهم. و أوضح مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين, محمد ياسين, في تصريح ل/وأج, أنه في الوقت الذي يحيي فيه الصحفيون في العالم هذه المناسبة, ما يزال الصحفي الفلسطيني يكابد الأمرين جراء العدوان الصهيوني الغاشم المتواصل على القطاع, مشيرا إلى أن الذكرى تحل للعام الثاني على التوالي ويدفع فيها رجال الإعلام في غزة الفاتورة من دمائهم. و أكد أنه "رغم الظروف الصعبة و السيئة للغاية, يواصل الصحفيون في غزة أداء رسالتهم النبيلة بكشف الحقيقة وإيصالها للعالم يوميا, وعدم ترك المجال لجرائم الاحتلال تمر دون أن يعلم بها أحد, بل يسعون إلى توثيقها لحظة بلحظة وكل ذلك على حساب أرواحهم". و أفاد محمد ياسين أن اليوم العالمي لحرية الصحافة, "هو يوم ينبغي أن يقف فيه المجتمع الدولي و كل من يرفع شعارات حرية الصحافة وحرية الرأي, ليعبر عن تضامنه مع الصحفي الفلسطيني و يعمل على وقف مسلسل الاستهداف" الصهيوني له. و اعتبر ذات المتحدث أن صمت المنظمات الدولية وعدم قدرتها على حماية الصحفي الفلسطيني, هو "مأساة كبرى وعار على جبين الإنسانية لأننا أمام سقوط مدوي لكل القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية", خاصة اتفاقية جنيف التي كفلت حماية الصحفيين في مناطق الصراع, و مواثيق حقوق الإنسان التي نصت على الحق في حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة, مبرزا أن "كل هذه المبادئ الدولية والقوانين تسقط تباعا تحت وقع قذائف وصواريخ الاحتلال, الذي يواصل التحريض على قتل الصحفيين الفلسطينيين". و قال: "نحن نستصرخ العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية والاتحاد الدولي للصحفيين بضرورة العمل وبذل جهودهم لحماية الصحفي الفلسطيني, وحماية حق الجمهور في معرفة الحقيقة وحماية حرية الرأي والتعبير", داعيا إلى ضرورة العمل على محاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه المتواصلة بحق الصحافة و الصحفيين في قطاع غزة. وأشار عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين, وسام زغبر, من جهته, إلى أن ظروف عمل الصحفيين في قطاع غزة تعد "بالغة التعقيد في ظل استهداف قوات الاحتلال للمؤسسات الإعلامية, والتي طالت نحو 90 مؤسسة بين تدمير كامل وجزئي وكذلك منازلهم, في محاولة لتغييب خلق بيئة عمل مناسبة تسهل عملهم, إلى جانب انقطاع الكهرباء وضعف الانترنت, ما يعرقل عمل الصحفيين". و طالب زغبر, المجتمع الدولي "بتوفير الحماية الدولية للصحفيين وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بحماية الصحفيين رقم 2222, والضغط على الاحتلال للسماح بإدخال أدوات السلامة المهنية والسماح للصحفيين الأجانب بالدخول لغزة لتوثيق جرائم الإبادة الجماعية". من جانبه, كشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي, سلامة معروف, أن الاحتلال ارتكب وما يزال يرتكب أبشع الجرائم بحق رجال الإعلام في قطاع غزة, حيث كانت آخرها قصف خيمة لهم أمام مجمع "ناصر" الطبي, حيث استشهد ثلاثة صحفيين أحدهم أحرق حيا, و أصيب ثمانية آخرين بجروح بليغة, ألزمتهم المكوث على أسرة المستشفيات إلى يومنا هذا. و أضاف سلامة أن إصرار المحتل الصهيوني على جعل الصحفيين أهدافا لترسانته العسكرية, يؤكد أنهم "كتيبة الدفاع الأولى التي تفضح جرائمه و تكشف زيفه ومزاعمه", كما أنهم نجحوا في أن يكونوا صوت مظلومية الشعب الفلسطيني وعكسوا صورا حقيقية ومروعة لمعاناته. من جهته, لفت الصحفي محمد قريقع أن الاحتلال الصهيوني دخل في "حرب مفتوحة" مع الصحفيين في قطاع غزة, حيث باتت عدسات كاميراتهم وأقلامهم الهدف الأول لمقاتلاته الحربية التي تعمدت استهدافهم مباشرة و أثناء تأدية مهامهم على غرار ما حدث مع الصحفيين حسام شبات واسماعيل الغول و سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح وغيرهم. وأكد قريقع, الذي فقد أكثر من ثلاثين فردا من عائلته منذ أسابيع قليلة, أن الانتهاكات المتكررة بحق الصحفيين في غزة, "لن تزيدهم إلا إصرارا على مواصلة النضال", وكشف بشاعة المجازر التي يرتكبها المحتل الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بالصوت والصورة, وبكل شجاعة واستبسال لتظل القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان أحرار العالم.                             

مايو 4, 2025 - 05:50
 0
الصحفيون الفلسطينيون يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل انتهاكات المحتل الصهيوني وصمت المنظمات الدولية المعنية بحمايتهم
الصحفيون الفلسطينيون يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل انتهاكات المحتل الصهيوني وصمت المنظمات الدولية المعنية بحمايتهم

الجزائر- تتواصل انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023, باستهدافهم مباشرة بالصواريخ واعتقالهم وقصف خيمهم التي اتخذوا منها مقرات لعملهم, كما يستمر بالموازاة مع ذلك صمت المنظمات الدولية المعنية بحمايتهم, وهو ما يشكل تهديدا صارخا لحرية الصحافة وحق الجمهور في الوصول إلى الحقيقة التي يحاول المحتل طمسها بأي ثمن.

وفي الوقت الذي يحيي فيه الصحفيون حول العالم اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق ل3 مايو من كل عام, تمعن آلة القتل الصهيونية في حصد المزيد من أرواح الإعلاميين في قطاع غزة, بحرق بعضهم أحياء وتهديد واعتقال البعض الآخر, حيث بلغت حصيلة الشهداء من قطاع الإعلام 212 و أكثر من 300 جريح, كما أن العشرات من الصحفيين معتقلون أو مخفيون قسرا, هذا فضلا عن استهداف عائلاتهم وبيوتهم.

و أوضح مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين, محمد ياسين, في تصريح ل/وأج, أنه في الوقت الذي يحيي فيه الصحفيون في العالم هذه المناسبة, ما يزال الصحفي الفلسطيني يكابد الأمرين جراء العدوان الصهيوني الغاشم المتواصل على القطاع, مشيرا إلى أن الذكرى تحل للعام الثاني على التوالي ويدفع فيها رجال الإعلام في غزة الفاتورة من دمائهم.

و أكد أنه "رغم الظروف الصعبة و السيئة للغاية, يواصل الصحفيون في غزة أداء رسالتهم النبيلة بكشف الحقيقة وإيصالها للعالم يوميا, وعدم ترك المجال لجرائم الاحتلال تمر دون أن يعلم بها أحد, بل يسعون إلى توثيقها لحظة بلحظة وكل ذلك على حساب أرواحهم".

و أفاد محمد ياسين أن اليوم العالمي لحرية الصحافة, "هو يوم ينبغي أن يقف فيه المجتمع الدولي و كل من يرفع شعارات حرية الصحافة وحرية الرأي, ليعبر عن تضامنه مع الصحفي الفلسطيني و يعمل على وقف مسلسل الاستهداف" الصهيوني له.

و اعتبر ذات المتحدث أن صمت المنظمات الدولية وعدم قدرتها على حماية الصحفي الفلسطيني, هو "مأساة كبرى وعار على جبين الإنسانية لأننا أمام سقوط مدوي لكل القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية", خاصة اتفاقية جنيف التي كفلت حماية الصحفيين في مناطق الصراع, و مواثيق حقوق الإنسان التي نصت على الحق في حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة, مبرزا أن "كل هذه المبادئ الدولية والقوانين تسقط تباعا تحت وقع قذائف وصواريخ الاحتلال, الذي يواصل التحريض على قتل الصحفيين الفلسطينيين".

و قال: "نحن نستصرخ العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية والاتحاد الدولي للصحفيين بضرورة العمل وبذل جهودهم لحماية الصحفي الفلسطيني, وحماية حق الجمهور في معرفة الحقيقة وحماية حرية الرأي والتعبير", داعيا إلى ضرورة العمل على محاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه المتواصلة بحق الصحافة و الصحفيين في قطاع غزة.

وأشار عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين, وسام زغبر, من جهته, إلى أن ظروف عمل الصحفيين في قطاع غزة تعد "بالغة التعقيد في ظل استهداف قوات الاحتلال للمؤسسات الإعلامية, والتي طالت نحو 90 مؤسسة بين تدمير كامل وجزئي وكذلك منازلهم, في محاولة لتغييب خلق بيئة عمل مناسبة تسهل عملهم, إلى جانب انقطاع الكهرباء وضعف الانترنت, ما يعرقل عمل الصحفيين".

و طالب زغبر, المجتمع الدولي "بتوفير الحماية الدولية للصحفيين وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بحماية الصحفيين رقم 2222, والضغط على الاحتلال للسماح بإدخال أدوات السلامة المهنية والسماح للصحفيين الأجانب بالدخول لغزة لتوثيق جرائم الإبادة الجماعية".

من جانبه, كشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي, سلامة معروف, أن الاحتلال ارتكب وما يزال يرتكب أبشع الجرائم بحق رجال الإعلام في قطاع غزة, حيث كانت آخرها قصف خيمة لهم أمام مجمع "ناصر" الطبي, حيث استشهد ثلاثة صحفيين أحدهم أحرق حيا, و أصيب ثمانية آخرين بجروح بليغة, ألزمتهم المكوث على أسرة المستشفيات إلى يومنا هذا.

و أضاف سلامة أن إصرار المحتل الصهيوني على جعل الصحفيين أهدافا لترسانته العسكرية, يؤكد أنهم "كتيبة الدفاع الأولى التي تفضح جرائمه و تكشف زيفه ومزاعمه", كما أنهم نجحوا في أن يكونوا صوت مظلومية الشعب الفلسطيني وعكسوا صورا حقيقية ومروعة لمعاناته.

من جهته, لفت الصحفي محمد قريقع أن الاحتلال الصهيوني دخل في "حرب مفتوحة" مع الصحفيين في قطاع غزة, حيث باتت عدسات كاميراتهم وأقلامهم الهدف الأول لمقاتلاته الحربية التي تعمدت استهدافهم مباشرة و أثناء تأدية مهامهم على غرار ما حدث مع الصحفيين حسام شبات واسماعيل الغول و سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح وغيرهم.

وأكد قريقع, الذي فقد أكثر من ثلاثين فردا من عائلته منذ أسابيع قليلة, أن الانتهاكات المتكررة بحق الصحفيين في غزة, "لن تزيدهم إلا إصرارا على مواصلة النضال", وكشف بشاعة المجازر التي يرتكبها المحتل الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بالصوت والصورة, وبكل شجاعة واستبسال لتظل القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان أحرار العالم.