تيبي مزامبي من رقم صعب في إفريقيا إلى انهيار محقّق
يغيب نادي تي بي مازيمبي الكونغولي عن منافسات دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، في مشهد غير مألوف على الساحة الكروية الإفريقية، في سابقة تُعدّ الأولى منذ سنوات، ما يطرح تساؤلات حول مصير هذا الفريق الذي لطالما كان خصماً مرعباً للأندية الجزائرية، و”بعبعاً” قارياً بامتياز. تأسّس تي بي مازيمبي، سنة 1939، فهو ليس مجرد نادٍ عادي [...] ظهرت المقالة تيبي مزامبي من رقم صعب في إفريقيا إلى انهيار محقّق أولاً على الحياة.

يغيب نادي تي بي مازيمبي الكونغولي عن منافسات دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، في مشهد غير مألوف على الساحة الكروية الإفريقية، في سابقة تُعدّ الأولى منذ سنوات، ما يطرح تساؤلات حول مصير هذا الفريق الذي لطالما كان خصماً مرعباً للأندية الجزائرية، و”بعبعاً” قارياً بامتياز.
تأسّس تي بي مازيمبي، سنة 1939، فهو ليس مجرد نادٍ عادي في الكونغو الديمقراطية، بل هو أحد أعمدة الكرة الإفريقية، بخمسة ألقاب لدوري الأبطال في خزائنه (1967، 1968، 2009، 2010، و2015)، إضافة إلى مشاركته التاريخية في نهائي كأس العالم للأندية سنة 2010. ومع ذلك، ما كان يُبنى في سنوات، بدأ ينهار بشكل لافت مؤخراً.
انهيار محلي… فشل قاري
مازيمبي فقد السيطرة حتى داخل حدوده. لم يتمكن من التتويج بلقب الدوري المحلي هذا الموسم، وعجز عن ضمان بطاقة التأهل إلى دوري الأبطال. هذا التراجع الفني والإداري يأتي نتيجة تراكم مشاكل داخلية: تراجع الاستثمارات، سوء التسيير، تغيّرات متكررة في الجهاز الفني، وهجرة جماعية لأبرز نجوم الفريق نحو الدوريات الخليجية والأوروبية.
عُقدة الأندية الجزائرية تُفكك؟
لطالما كان ”تي بي مازيمبي” يمثل كابوساً حقيقياً للأندية الجزائرية، إذ أقصى العديد منها في محطات حاسمة، من بينها وفاق سطيف، شبيبة القبائل، ومولودية الجزائر، سواء في الأدوار الأولى أو في الأدوار المتقدمة. ملعب “لوبومباشي” تحديداً، كان مقبرة لطموحات الفرق الجزائرية، بفضل قوته الجماهيرية وتحكّمه في ظروف اللعب.
الآن، ومع غيابه، تُفتح نافذة أمل جديدة أمام الأندية الجزائرية لاستعادة توازنها قارياً. فالمشهد القاري يبدو أكثر توازناً بعد تراجع عدة أندية قوية تقليدياً، مثل الزمالك المصري، الهلال السوداني، والوداد المغربي، وهو ما يمنح فرصة حقيقية لأندية مثل شباب بلوزداد، شبيبة القبائل، أو حتى اتحاد العاصمة، لبلوغ أدوار متقدمة دون الاصطدام بهذا الحاجز الكونغولي الصلب.
فرصة أم فخ؟
رغم أن غياب ”مازيمبي” يُعتبر معنوياً فرصة ثمينة للجزائريين، إلا أن الواقع القاري لا يرحم. المنافسة أصبحت أكثر شراسة، مع صعود أندية جديدة مثل ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي وسيمبا التنزاني، في حين تحافظ فرق شمال إفريقيا على هيبتها.
الرهان اليوم ليس فقط في استغلال غياب مازيمبي، بل في بناء مشاريع رياضية حقيقية قادرة على المنافسة: بنية تحتية، استقرار فني، واستثمار في المواهب. لأن الكرة الإفريقية لا تنتظر من يتراجع، بل تسير بمنطق “البقاء للأقوى”.
صحيح أن ”تي بي مازيمبي” يغيب، لكن السؤال الأكبر: هل تملك الأندية الجزائرية ما يكفي من الجاهزية الذهنية والتقنية لملء هذا الفراغ وفرض نفسها على عرش القارة؟ الجواب سيكون في ملاعب إفريقيا خلال الأشهر القادمة
ظهرت المقالة تيبي مزامبي من رقم صعب في إفريقيا إلى انهيار محقّق أولاً على الحياة.