حيدر علييف… الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني
ترتبط فترة خمسة وثلاثين عاما من تاريخ أذربيجان، والتي بدأت في أواخر الستينيات وتستمر حتى القرن الحادي والعشرين، باسم الزعيم العظيم حيدر علييف. لقد حمل مسؤولية أذربيجان على عاتقه كل هذه السنوات، وقادها كدولة وشعبا كأمة عبر التجارب الصعبة والقاسية للتاريخ، ولقد أنشأ الدولة المستقلة التي نسميها أذربيجان الحديثة، وواقعها الحالي، والأساس الموثوق لمستقبلها المشرق. […] The post حيدر علييف… الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني appeared first on الشروق أونلاين.


ترتبط فترة خمسة وثلاثين عاما من تاريخ أذربيجان، والتي بدأت في أواخر الستينيات وتستمر حتى القرن الحادي والعشرين، باسم الزعيم العظيم حيدر علييف.
لقد حمل مسؤولية أذربيجان على عاتقه كل هذه السنوات، وقادها كدولة وشعبا كأمة عبر التجارب الصعبة والقاسية للتاريخ، ولقد أنشأ الدولة المستقلة التي نسميها أذربيجان الحديثة، وواقعها الحالي، والأساس الموثوق لمستقبلها المشرق.
خلال هذه السنوات، ارتبط اسمه بإحياء جميع مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للشعب الأذربيجاني.
كان الاتجاه الأيديولوجي والسياسي الرئيسي لفلسفة إدارة حيدر علييف، التي بدأت في أواخر الستينيات، يتميز بتوسيع جميع أشكال ووسائل التعبير الوطني للشعب، وتعزيز الشعور بالفخر الوطني، وتنفيذ إستراتيجية التنمية السريعة التي أعطت الزخم لارتفاع الوعي الوطني. لقد حدّدت الأيديولوجية الأذربيجانية، التي أسّسها حيدر علييف في ذلك الوقت، مكانة أذربيجان في العالم الحديث، وشكّلت الأساس الأيديولوجي لدولتنا الوطنية، وأوجدت أساسا متينا للتضامن بين الأذربيجانيين في جميع أنحاء العالم.
إن استعادة وإثراء تقاليد الدولة في أذربيجان في نهاية القرن العشرين، وتعزيز استقلال أذربيجان، وطبيعتها الأبدية التي لا رجعة فيها، والتقدّم الواثق لبلدنا على طريق التنمية الاقتصادية الديناميكية، والنمو السريع لسمعتها الدولية، كل ذلك أصبح ممكنا بفضل الأنشطة الفعّالة للزعيم القومي.
لقد كرّس حيدر علييف حياته كلها لخدمة الشعب بإخلاص، وكان يعتمد دائما على الشعب في نشاطاته، ويلجأ إليه في أصعب اللحظات، ولم يحجب الشعب الأذربيجاني دعمه له مطلقا. ستبقى ذكرى حيدر علي رضا أوغلو علييف، الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني، والزعيم الحكيم والعبقري، حية إلى الأبد في قلوب الشعب الأذربيجاني.
كان حيدر علييف أحد القادة الذين لعبوا دورا هاما في السياسة الخارجية لجمهورية أذربيجان، وكانت مساهماته في تطوير العلاقات مع الدول العربية واضحة في مختلف المجالات، أولى الزعيم القومي اهتماما خاصا لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين أذربيجان والعالم العربي.
خلال فترة قيادته، عملت أذربيجان على توسيع العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم خاصة الدول العربية، وتطوير التعاون في قطاع الطاقة، والعمل معا في إطار المنظمات الدولية. وقد أدى عمله في هذا الاتجاه إلى زيادة نفوذ أذربيجان في العالم العربي وإقامة شراكات إستراتيجية.
كان حيدر علييف نائبا في المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان السوفييتية، والمجلس الأعلى للاتحاد السوفييتي لمدة 22 عاما. من عام 1974 إلى عام 1979، شغل منصب نائب رئيس مجلس الاتحاد في المجلس الأعلى للاتحاد السوفييتي.
تم تعيين حيدر علييف، الذي انتخب مرشّحا لعضوية المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي في عام 1976، وعضوا في المكتب السياسي في شهر ديسمبر 1982، نائبا أول لرئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفييتي. أثناء عمله في هذا المنصب، قاد أهم مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الاتحاد السوفييتي.
استقال حيدر علييف من منصبه في شهر أكتوبر 1987 احتجاجا على الخط السياسي الذي اتبعه المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي والأمين العام ميخائيل غورباتشوف شخصيا.
أدلى حيدر علييف ببيان في الممثلية الأذربيجانية في موسكو يوم 21 جانفي بشأن المأساة الدموية التي ارتكبتها القوات السوفيتية في مدينة باكو ليلة 19-20 جانفي 1990، مطالبا بمعاقبة المنظمين والمنفذين للجريمة التي ارتكبت ضد الشعب الأذربيجاني. غادر صفوف الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي في جويلية 1991 احتجاجا على السياسة المنافقة لقيادة الاتحاد السوفييتي فيما يتعلق بحالة الصراع الحاد في ناغورنو كاراباغ.
عاد حيدر علييف إلى مدينة باكو في 20 جويلية 1990، وبعد يومين، غادر إلى نخجوان، حيث انتخب نائبا للشعب في جمهورية أذربيجان السوفييتية ونائبا للشعب في جمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي في العام نفسه.
في 03 سبتمبر 1991، انتخب حيدر علييف رئيسا للمجلس الأعلى لجمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي، وأصبح، وفقا للتشريعات ذات الصلة، نائبا لرئيس المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان، عمل في هذا المنصب حتى عام 1993.
انتخب حيدر علييف رئيسا لحزب أذربيجان الجديدة في مؤتمره التأسيسي الذي عقد في مدينة نخجوان في 21 نوفمبر 1992.
في ماي وجوان 1993، وبسبب التهديد بالحرب الأهلية وفقدان الاستقلال في البلاد، طالب الشعب الأذربيجاني بتولي حيدر علييف السلطة، واضطرت قيادة البلاد، آنذاك، إلى دعوته إلى مدينة باكو.
انتخب حيدر علييف رئيسا للمجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان في 15 جوان 1993، وبدأ ممارسة صلاحيات رئيسا لجمهورية أذربيجان في 24 جوان.
في 3 أكتوبر 1993، تم انتخاب حيدر علييف رئيسا لجمهورية أذربيجان نتيجة لتصويت وطني.
أعيد انتخابه رئيسا لجمهورية أذربيجان في 11 أكتوبر 1998، وحصل على 76.1 بالمائة من الأصوات في الانتخابات التي جرت وسط إقبال شعبي كبير.
في 12 ديسمبر 2003، توفي الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف، وتم دفنه في مقبرة الشرف بمدينة باكو.
تؤكد الحقائق المذكورة أعلاه مرة أخرى أن حيدر علييف، الابن العظيم لأذربيجان، لعب دورا استثنائيا في تطوير العلاقات مع الدول الإسلامية. إن المستوى الحالي للعلاقات بين أذربيجان والدول الإسلامية في العصر الحديث يرتبط ارتباطا مباشرا بالسياسة الناجحة التي انتهجها حيدر علييف في ذلك الوقت.
وفي الوقت الحاضر، يواصل فخامة رئيس جمهورية أذربيجان، السيد إلهام علييف ونائبه الأول، هذه السياسة بنجاح وبصيرة واسعة. اليوم، تقيم أذربيجان علاقات ودية وتتعاون بشكل وثيق مع جميع دول العالم.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post حيدر علييف… الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني appeared first on الشروق أونلاين.