حين يُجلد الناجح في مجتمع مأزوم!

تابعتُ باهتمام بالغ، وبألم لا يقلّ عنه، التعليقات الجارحة والساخرة التي طالت أحد التلاميذ المتفوقين في شهادة التعليم المتوسط 2025، بسبب طريقة كلامه وارتباكه الطبيعي في لحظة إعلامية مفصلية، تحوّلت فيها فرحة نجاحه إلى موجة تنمُّر واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تسلم زميلته أيضا الحاصلة على أعلى معدل وطني، من حالة الاستغراب العلني، لا […] The post حين يُجلد الناجح في مجتمع مأزوم! appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 13, 2025 - 16:28
 0
حين يُجلد الناجح في مجتمع مأزوم!

تابعتُ باهتمام بالغ، وبألم لا يقلّ عنه، التعليقات الجارحة والساخرة التي طالت أحد التلاميذ المتفوقين في شهادة التعليم المتوسط 2025، بسبب طريقة كلامه وارتباكه الطبيعي في لحظة إعلامية مفصلية، تحوّلت فيها فرحة نجاحه إلى موجة تنمُّر واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تسلم زميلته أيضا الحاصلة على أعلى معدل وطني، من حالة الاستغراب العلني، لا لضعف تحصيلها أو سلوكها، بل لعدم ارتدائها الحجاب. وهكذا، بدل أن نُصفّق للتفوُّق، بدأنا نحاكمه: صوتًا، ومظهرًا، وقرارًا شخصيًّا.
هذه ليست حوادث معزولة. إنها مؤشرات صادمة على اهتزاز بوصلة القيم في مجتمعٍ بات يقدّم “الترند” على التقدير، و”الفرجة” على الفكر. فما الذي يجعل مجتمعًا ما يُعاقب المتفوِّقين، ويستسهل إطلاق الأحكام على قاصرين لمجرّد أنهم ظهروا على الشاشة وهم يحملون ثمار سنوات من الجدّ؟

المجتمعات تخشى المختلف
إذا عدنا إلى التاريخ، سنجد أن المجتمعات –عبر العصور– كثيرًا ما خافت من المختلف، أو من الذي يكسر النمط. الفيلسوف سقراط أُعدِم لأنه حرّض الشباب على التفكير خارج السياق الرسمي. أينشتاين، حين هاجر إلى الولايات المتحدة، لم يُهمَّش فقط كعبقري، بل حُذّر منه أيضًا، لأن أفكاره “تهدّد النظام التعليمي التقليدي”. نرى النمط ذاته يتكرر اليوم: طفلٌ متفوِّق لا يُهاجَم بسبب نقص، بل لأن أداءه لا يوافق “توقعات الجمهور”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post حين يُجلد الناجح في مجتمع مأزوم! appeared first on الشروق أونلاين.