ذباب إلكتروني ونشطاء وهميين.. المخزن يحاول تصدير الأزمة نحو الجزائر

في الوقت الذي كان من المفروض فيه أن ينشغل المخزن المغربي بإيجاد حُلول للأزمات الاجتماعية ينشغل هذا الأخير بتصدير أزماته نحو الجزائر رُغم وُجود فرق شاسع وعجيب بين البلدين، فالجزائر انشغلت ببناء اقتصادها وتنويعه والخُروج من إقتصاد الريع المعتمد على صادرات المحروقات وهي اليوم مُصنفة ضمن أقوى 10 دول إفريقية من حيث القدرة الشرائية 2025، وفقًا لأحدث التقارير الاقتصادية الصادرة عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وجاءت الجزائر في المرتبة السابعة على مستوى القارة، متفوقة على العديد من الدول الإفريقية، بفضل اقتصادها المتنوع، وانخفاض تكلفة المعيشة، واستقرارها النقدي.

بينما يعاني المغرب من أزمات اجتماعية خانقة وهُو ما أجج الغضب في الشارع المغربي المُندد بتفاقم الاحتقان الاجتماعي والتردي الاقتصادي: فالمغاربة اليوم يصرخون بأعالي صوتهم نريد: “خبز لا ملاعب!”، “عدالة اجتماعية قبل كرة القدم!”، “التعليم والصحة لأطفالنا لا مليارات للفيفا”.

هذه الشعارات تعكسُ بوضوح سياسة التناقض الفادح بين استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرياضية والبؤس الذي يطبعُ الحياة اليومية للمُواطن المغربي فالكثيرون منهم يكافحون لتأمين قوت يومهم بينما يعاني التعليم العمومي من قلة الموارد، اكتظاظ الأقسام وارتفاع معدلات التسرب المدرسي بينما البطالة استشرت في صفوف الشباب فالملايين منهم يعيشون بين سندان البطالة ومطرقة الفراغ القاتل رغم أن مُعظمهم من حاملي الشهادات العُليا.

والمُفارقة الصارخة في هذه التطورات مجانبة الصواب والمضي قُدمًا في مواجهة المطالب الاجتماعية المشروعة للشباب المغربي بالمنع والقمع، وقد أقرت السُلطات المغربية بإصابة حوالي 300 شخص، ووضع 409 متظاهر رهن الاعتقال، إضافة إلى متابعة 193 شخصا قضائيا، حد الساعة ومصرع شخصين بمنطقة القليعة بإقليم إنزكان أيت ملول، جنوب البلاد، بعد إصابتهما بأعيرة نارية.

وفي هذه المرحلة الحاسمة والخطيرة، ينشغلُ الذباب الإلكتروني المخزني بالجزائر وقد كثف من هجماته المنظمة عليها عبر حملات ممنهجة في منصات التواصل الاجتماعي، بدل الانشغال بمعالجة القضايا الداخلية التي تغرق فيها المملكة.

ويعكسُ هذا الأسلوب استراتيجية قديمة يقوم عليها المخزن وتتمثلُ في صناعة عدو خارجي وهمي لإخماد أي نقاش داخلي وانتقاد سياساته وتغيير اتجاهاته إزاء القضاء الداخلية وقد استخدم في هذا الهجوم وقد جند لحملته الشنعاء صفحات ونُشطاء بصفات وهمية يحاولون زعزعة استقرار أكثر بلد مستقر ومتماسك في المنطقة المغاربية وشمال إفريقيا برمتها لذلك ينبغي التأكيد على أن المؤامرة لن تنطلي على الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك صفة القارة وهي اليوم تحوز على كل من موارد لحماية تماسكها وضمان أمنها واستقرارها.

فؤاد ق

The post ذباب إلكتروني ونشطاء وهميين.. المخزن يحاول تصدير الأزمة نحو الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.