سعر الغرام من الذهب المستعمل يلامس مليوني سنتيم
حطمت في اليومين الأخيرين، أسعار الذهب المستعمل، الذي يُعرف محليا باسم “لاكاس”، أرقاما قياسية، لامست مليوني سنتيم للغرام الواحد، حيث بيع في أسواق عنابة بالنسبة للذهب الأجنبي وهو في الغالب إيطالي وتركي، بسعر 19500 دج، وهو ما لم يتم تسجيله من قبل، بينما ارتفع سعر الذهب المحلي المستعمل إلى حدود 18500 في رقم قياسي غير […] The post سعر الغرام من الذهب المستعمل يلامس مليوني سنتيم appeared first on الشروق أونلاين.


حطمت في اليومين الأخيرين، أسعار الذهب المستعمل، الذي يُعرف محليا باسم “لاكاس”، أرقاما قياسية، لامست مليوني سنتيم للغرام الواحد، حيث بيع في أسواق عنابة بالنسبة للذهب الأجنبي وهو في الغالب إيطالي وتركي، بسعر 19500 دج، وهو ما لم يتم تسجيله من قبل، بينما ارتفع سعر الذهب المحلي المستعمل إلى حدود 18500 في رقم قياسي غير مسبوق.
وتزامن هذا الارتفاع موازاة مع الأسواق العالمية التي سجلت ارتفاعا منذ بداية السنة وصارت تستشرف مزيدا من الصعود، حسب الأستاذ غلام براهمي، وهو أستاذ اقتصاد سابق في جامعة قسنطينة، ربط في حديثه لـ”الشروق اليومي”، ارتفاع أسعار الذهب بحالة عدم الطمأنينة التي يعيشها العالم بين الهزات السياسية والأمنية والاقتصادية، ما يمنح المعدن النفيس فرص الصعود القياسي من يوم لآخر.
في أسواق عنابة، حيث تنتعش تجارة “لاكاس” في شهر سبتمبر، مع الدخول الاجتماعي ومع الأعراس أيضا، تتضح الصورة تماما، فكثير من ربات البيوت يجدن أنفسهن إما في حاجة لبيع بعضا من صيغتهن للتكفل بحاجيات الأبناء من ألبسة ودروس خصوصية، وإما لأجل تغيير ما يمتلكن من مصوغات بما هو أجود، وما توفر لدى بائعي المجوهرات، كما أن سبتمبر صار شهرا للأعراس بامتياز على خلفية تراجع درجات الحرارة وتأخير الدخول المدرسي إلى الثلث الأخير من الشهر، وهي مناسبات أيضا التي تدفع ربات البيوت للبيع من أجل شراء مجوهرات لبناتهن أو لزوجات أبنائهن أو لأجل تكاليف الأعراس التي صارت لا تقل عن نصف مليار سنتيم في بعض مناطق شرق البلاد بالخصوص.
تقول السيدة ياسمين القاطنة في حي البرتقال بعنابة: “لدي سلسلة قديمة عمرها تجاوز نصف قرن، منحتني مع ارتفاع سعر الذهب المستعمل أكثر من خمسين مليون سنتيم وهي لم تكلف والدتي في سبعينيات القرن الماضي أكثر من ألف دج، طبعا البيع للحاجة، وقيمة الذهب تظهر في الأزمات”.
ويرى عبد الرحيم وهو متقاعد بأن المثل القائل “الحدايد للشدايد” لا بدّ وأن يطبق مادام باعة أشيائهم الذهبية، يريدون شراء سكن للإيواء أو سيارة للتنقل بها، أو تزويج أبنائهم لإكمال نصف دينهم، وكلها ضروريات يمكن لأجلها التضحية بما هو ملبوس من ذهب.
الجميل في سوق الذهب المستعمل، هو أن سعره ثابت، ويعم مختلف المدن في نفس اليوم، حيث بيع أول أمس الذهب المستعمل في عنابة كما في باتنة وقسنطينة بسعر 19500 بالنسبة للمستورد، واستقر عند 18500، بالنسبة للمحلي، وهناك ذهب محلي آخر يسمونه بذهب الدرجة الثانية أو الاختيار الثاني، كما قال السيد يونس جفال، به خليط زائد من الفضة بيع بـ17500 د.ج.
وقد لاحظنا مع بداية شهر سبتمبر حركة دءوبة في شارع ابن خلدون وسط مدينة بونة، حيث يباع “لاكاس” و”الدوفيز” أيضا، ويتم الإعلان جهرا لسعر الغرام الواحد على أن يتم وزن ما بيد البائع في محل للمجوهرات، وهو سعر ثابت يمنح الطمأنينة للبائع المبتهج بهذه الأسعار التي تمنحه ملايين إضافية هي اكبر مما منحته في الشهر الماضي فقط، لكن ما يقلق عابري سبيل شارع ابن خلدون هو مطاردتهم اللفظية والإلحاح الشديد، من طرف “سماسرة الذهب”.
يقرّ أحد أشهر باعة الذهب في قسنطينة في حي الجزارين أو شارع كديد صالح، حيث تصطف العشرات من محلات الذهب بقسنطينة القديمة، بأن ما وصل إليه سع الذهب المستعمل، لم يسبق له مثيل، وهو يتماشى مع المصوغات الذهبية العصرية، ومع السوق العالمية عموما، ويضرب مقارنة مع شهر سبتمبر من السنة الماضية عندما بلغ سعر الغرام الواحد، 16000 دج، وكان منذ سنتين أي في سبتمبر 2023 قد وصل رقم مليون سنتيم للغرام الواحد، واعتبر في ذلك الوقت بالسعر المستحيل، ليتضاعف الآن بعد سنتين فقط.
ويواصل كلامه: “التنبؤات التي تتحدث عن مزيد من الارتفاع تستند إلى تاريخ وواقع المعدن النفيس، ففي الجزائر، الذين راهنوا على العقار من أجل معاودة بيعه، خاب ظنهم في السنوات الأخيرة مع البرامج السكنية الضخمة للدولة، التي عرفتها مختلف الولايات، وهناك من خسر قرابة نصف مليار سنتيم في سكن اشتراه من أجل معاودة بيعه، كما أن أسواق العملة الصعبة السوداء لا تمنح الأمان لتجار العملة، فالنقود الورقية لها قيمة قانونية مقارنة بالمعدن النفيس” حسب تلخيصه للحالة.
هناك جانب آخر ركز عليه أصحاب محلات المجوهرات في مدينة تبسة، وهو كثرة الطلب في هذه الفترة، حتى كاد يتغلب على العرض، وهو ما جعلهم يطلبون الذهب المستعمل لبيعه كما هو، حيث هناك من يطلبه جاهزا لتفادي الأسعار المرتفعة أو لتحويله إلى تشكيلات عصرية حسب طلب الزبائن.
ارتفاع الطلب على الذهب، رفع سعر الغرام منه في محلات المجوهرات، بالنسبة للمستورد إلى 24000 دج، أما المصنع محليا فقد ارتقى إلى 22000 للغرام الواحد، ولا أحد بإمكانه استشراف ما سيكون عليه الحال غدا، فما بالك خلال الأشهر القادمة.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post سعر الغرام من الذهب المستعمل يلامس مليوني سنتيم appeared first on الشروق أونلاين.