صفعة “روما”!
في مشهد تخطّى جنون الأبقار وصياح الديكة المنتوفة، اشتعلت باريس غضبًا، لتستنفر إعلامها المأجور وساستها المفلسون، في حملة إعلامية رخيصة ضد الجزائر. والسبب، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اختار روما وجهة لزيارته، لا “باريسهم” التي توهّموا دومًا أنها مركز الكون الأوروبي. فإذا بالجزائر، من قلب العاصمة الإيطالية، تؤكد أن القرار السيادي لا يُستأجر، وأنها …

في مشهد تخطّى جنون الأبقار وصياح الديكة المنتوفة، اشتعلت باريس غضبًا، لتستنفر إعلامها المأجور وساستها المفلسون، في حملة إعلامية رخيصة ضد الجزائر. والسبب، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اختار روما وجهة لزيارته، لا “باريسهم” التي توهّموا دومًا أنها مركز الكون الأوروبي. فإذا بالجزائر، من قلب العاصمة الإيطالية، تؤكد أن القرار السيادي لا يُستأجر، وأنها لا تدور في فلك أحد.
صدمة باريس لم تكن في وجهة الزيارة فقط، بل في مضمون الرسالة؛ إذ خاطب تبون العالم بلغة عربية صريحة، قائلاً: الجزائر أكبر من أي احتواء .
فرانس 24 وصحف اليمين المتطرف أطلقت أبواقها، ظنًا أن باريس ما زالت قبلة القرار الأوروبي، فجاء الرد الجزائري واضحًا: فرنسا مجرد دولة ضمن الاتحاد، لا وصاية لها على الجزائر ولا على إفريقيا.
زيارة تبون لم تكن مجرد محطة دبلوماسية، بل صفعة مزدوجة: لخطاب فرنسي متناقض، ولساسة عاجزين عن ضبط انفلاتات وزير داخليتهم ولوبيات الاستعلاء.
ومن روما، كانت الرسالة: إن لم تضبط فرنسا بوصلتها، فلتعلم أن الجزائر لا تركع، وأن زمن النطح بقرون خاوية قد انتهى… وأن الجبل لا تهزه صرخات الفراغ.