عن “مساعدة” إفريقيا‪!‬‬

كالعادة، لم تفوّت بعض الأبواق الخارجية فرصة الإساءة إلى الجزائر، فاستغلت مبادرة التبرع المالي لفائدة التنمية الإفريقية لتفتح جبهة جديدة من التشويه والتشكيك. منحة المليون دولار التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في سياق التضامن الإفريقي وتعزيز المصير المشترك، تحوّلت لدى تلك الأصوات المأجورة إلى ذريعة للنيل من سيادة الجزائر والطعن في خياراتها …

يوليو 15, 2025 - 08:45
 0
عن “مساعدة” إفريقيا‪!‬‬

كالعادة، لم تفوّت بعض الأبواق الخارجية فرصة الإساءة إلى الجزائر، فاستغلت مبادرة التبرع المالي لفائدة التنمية الإفريقية لتفتح جبهة جديدة من التشويه والتشكيك. منحة المليون دولار التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في سياق التضامن الإفريقي وتعزيز المصير المشترك، تحوّلت لدى تلك الأصوات المأجورة إلى ذريعة للنيل من سيادة الجزائر والطعن في خياراتها الدولية‪.‬‬
لكن ما تحاول هذه الأبواق التعتيم عليه، هو أن الجزائر لم تقدّم مساعدتها بدافع الاستعراض أو المزايدة، بل في إطار سياسة مدروسة تهدف إلى دعم الاستقرار الإفريقي، وقطع الطريق أمام محاولات اختراق القرار القاري عبر المال السياسي الفاسد، الذي بات أداة في يد بعض الأنظمة، وعلى رأسها الإمارات، لشراء النفوذ داخل القارة‪.‬‬
المنحة الجزائرية ليست مجرد عمل تضامني، بل خطوة واعية في سياق صراع جيوسياسي محتدم، حيث تتسلل قوى إقليمية ودولية إلى عمق إفريقيا من خلال معاناة شعوبها. لقد اختار عقال التطبيع التسلل عبر البطون الجائعة، لتكريس التبعية والهيمنة على القرار السياسي، في مشهد لا يخفى من يقف خلفه ولا إلى أين يراد به أن يصل‪.‬‬
ومن هنا، فإن ما يُروَّج له من حملات تضليل ضد أي قرار جزائري سيادي، ليس إلا وجهاً من أوجه الحروب القذرة التي تُشنّ في الخفاء، بهدف تحجيم الدور الجزائري المتنامي. فالجزائر، التي استعادت مكانتها الدولية، باتت رقماً صعباً في معادلة إفريقيا الجديدة، ورافعة لمشروع تحرري يضع القارة في قلب التوازنات الدولية، بعيداً عن التبعية وعن الاصطفاف في طوابير الإملاءات الأجنبية.