قمة أم “لَمّة”؟!
قمة الدوحة، التي كان يُفترض أن تكون محطة مفصلية في الموقف العربي-الإسلامي تجاه العدوان الصهيوني، تحوّلت إلى مشهد بروتوكولي باهت، حيث كان المنتظر أن تضع القمة الكيان الصهيوني في حجمه الطبيعي: كياناً دخيلاً مزروعاً في خاصرة الأمة، لكن النتيجة – رغم فداحة الاعتداء على السيادة القطرية – لم تتجاوز البيانات الإنشائية والتباكي الإعلامي؛ لا قرار …

قمة الدوحة، التي كان يُفترض أن تكون محطة مفصلية في الموقف العربي-الإسلامي تجاه العدوان الصهيوني، تحوّلت إلى مشهد بروتوكولي باهت، حيث كان المنتظر أن تضع القمة الكيان الصهيوني في حجمه الطبيعي: كياناً دخيلاً مزروعاً في خاصرة الأمة، لكن النتيجة – رغم فداحة الاعتداء على السيادة القطرية – لم تتجاوز البيانات الإنشائية والتباكي الإعلامي؛ لا قرار حاسماً ولا موقفاً عملياً يوقف عربدة نتنياهو ويعيد الاعتبار للقضية المركزية.
الاستثناء الأبرز جاء في كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية، إذ سمّت الأمور بأسمائها: دعت إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات والتفرقة، وأعادت توصيف إسرائيل بالكيان الصهيوني، وهو ما فعله أيضاً بعض المداخلات الباكستانية ودول قليلة معروفة برفض التطبيع. في المقابل، اكتفت أغلب الخطابات العربية بعبارات رثائية، تتحاشى حتى لفظ “الكيان الصهيوني” كي لا تُغضب تل أبيب.
هكذا خرجت القمة بوجهين: خطاب صريح يذكّر بالأولويات، وأغلبية تفضّل لغة المواربة. والنتيجة – للأسف – لا “قمة” فعلية بل “لَمّة” دبلوماسية أخرى تؤجل الحسم وتعمّق الانقسام، فيما يواصل الاحتلال فرض وقائعه على الأرض بلا رادع.