لا بد من تضافر الجهـود لمحاربة هذه الآفات الخطيرة
مساهمة البروفيسور الفقيه كمال العرفي */ الجريمة التي طالت الطفلة مروة بوغاشيش تقبلها الله في جناته شهيدة، جريمة خطيرة جدا، تعبر عن تدن كبير في المستوى الأخلاقي والقيمي، وإن كان البعض في ظل التهوين قد يجعلها قضية معزولة كما صنفت أمثالها مرات قبل هذا، لكنها تعبر بحق عن خطر محدق يمس الاستقرار والطمأنينة الاجتماعيين، ويجعل …

مساهمة البروفيسور الفقيه كمال العرفي */
الجريمة التي طالت الطفلة مروة بوغاشيش تقبلها الله في جناته شهيدة، جريمة خطيرة جدا، تعبر عن تدن كبير في المستوى الأخلاقي والقيمي، وإن كان البعض في ظل التهوين قد يجعلها قضية معزولة كما صنفت أمثالها مرات قبل هذا، لكنها تعبر بحق عن خطر محدق يمس الاستقرار والطمأنينة الاجتماعيين، ويجعل من الصعب على العائلات الثقة الكاملة في سلامة أولادهم في كل خروج لتمدرس أو جلب شيء حتى من المحلات القريبة. وهو ما قد يخلق وسواسا مزمنا وفوبيا يصعب التخلص منها ويشق التعامل معها.
في نظري لا بد من توعية شاملة تعيد بناء الجانب الإيماني والأخلاقي في نفوس الناس، يرفدها رادع السلطان بتقرير عقوبة مناسبة لكل من تسول له نفسه العبث بأرواح الأبرياء. ولا تليق بمثل هذه الأفعال المشينة إلا تفعيل عقوبة الإعدام حكما وتنفيذا وإشهارا.
والتوعية الشاملة هي مهمة كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الأسرة والمسجد والمدرسة والفضاءات الثقافية والتواصلية، مع تفعيل قوي ومناسب للإرشاد الإعلامي بمختلف أشكاله: كتابيا وسمعيا وتلفزيا، مع إشراك صناعة الأفلام وغيرها من الوسائل الضرورية لتبليغ رسالة التوجيه لإعادة بناء الوازع والضمير، والتنبيه إلى أن مثل هذا الخطر يطال المجتمع كله إن لم يردع ويوقف.
ومن أهم ما يجب التركيز عليه في هذا الإطار تضافر الجهود لمحاربة الآفات الاجتماعية من الشعوذة وانتشار المخدرات والمهلوسات، التي تعد أسبابا مباشرة لتفشي الجريمة وضرب الأمن والاستقرار الاجتماعيين.
* أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الأميرعبد القادر للعلوم الإسلامية