مؤسسة رياس البحر و وكالة “تيكا” التركية تنظمان ورشتين في فني الإبرو والخط العربي
شهد قصر حسين داي العتيق بالعاصمة الجزائر، انطلاق فعاليات فنية تكوينية متميزة جمعت بين الجزائر وتركيا، في مبادرة تحتفي بالفنون الإسلامية العريقة وتعيدها إلى واجهة الإبداع المحلي.حيث نظّمت مؤسسة رياس الجزائر لحفظ وتثمين التراث الثقافي وترقية الفنون، بالتعاون مع مديرية الثقافة لولاية الجزائر والوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، سلسلة من الورشات التكوينية التي ستمتد من […] The post مؤسسة رياس البحر و وكالة “تيكا” التركية تنظمان ورشتين في فني الإبرو والخط العربي appeared first on الجزائر الجديدة.

شهد قصر حسين داي العتيق بالعاصمة الجزائر، انطلاق فعاليات فنية تكوينية متميزة جمعت بين الجزائر وتركيا، في مبادرة تحتفي بالفنون الإسلامية العريقة وتعيدها إلى واجهة الإبداع المحلي.حيث نظّمت مؤسسة رياس الجزائر لحفظ وتثمين التراث الثقافي وترقية الفنون، بالتعاون مع مديرية الثقافة لولاية الجزائر والوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، سلسلة من الورشات التكوينية التي ستمتد من 27 جويلية إلى 6 أوت 2025، وتشمل فن الإبرو “الرسم على الماء” وفن الخط العربي.
هذه الورشات، التي احتضنها القصر التاريخي، وجرت في أجواء تقارب الجمال وتتنسم عبق التاريخ، شكّلت فرصة فريدة لاكتشاف تقنيات فنية ضاربة في الجذور، إذ تم تأطيرها من طرف الأستاذ التركي إرهان بكتاش، المتخصص في الخط العربي والحاصل على إجازة من الخطاط التركي الراحل حسين شلبي، إلى جانب الفنانة التركيةأونر نوران، ذات الخبرة التي تتجاوز 20 سنة في فن الإبرو. وقد ساهم هذا الثنائي في نقل معارف دقيقة ومهارات فنية راقية إلى مجموعة مختارة من الفنانين الجزائريين، خاصة من طلبة المدارس العليا والجهوية للفنون الجميلة، ضمن مسعى لتمكينهم من أدوات التعبير الجمالي المرتبطة بالهوية الثقافية الإسلامية.
حضر إفتتاح الورشة عقيلة سفير تركيا بالجزائر السيدة بيرسن و رئيس المؤسسة بلال إيلولي وغوك جن كابلان، ” Gok Gen Kaplan, Tika” منسق وكالة، و الأمين العام للمؤسسة سامية قادرين المحافظة السابقة للمهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة لثلاثة سنوات كاملة من 2021 إلى 2024، بالإضافة إلى أعضاء مؤسسين لرياس البحر مثل بلعيد جعودان و محمد إيدير جودر و أسماء كثيرة مثل الفنانة جازية شريح.
بلغ عدد المشاركين في ورشة الإبرو 70 فنانة موزعات على فوجين، الأول من 27 إلى 31 جويلية، والثاني من 2 إلى 6 أوت، بينما امتدت ورشة الخط العربي خلال الفترة نفسها، وشارك فيها فنانون شباب شغوفون بفن الحروف العربية وتشكيلها بدقة وذوق رفيع. وقد خُصصت الورشات أساسًا للفنانات باعتبار فن الإبرو مجالًا مفتوحًا لتجلياتهن الإبداعية، مع منح كل المشارِكات شهادات مشاركة تُعزّز من فرصهن المهنية مستقبلًا.
رئيس مؤسسة رياس البحر: نطمح لتأسيس مدرسة جزائرية لفن الإبرو ونعمل على تعميمه
أكد إرمولي بلال، رئيس مؤسسة رياس البحر، أن الورشات التكوينية التي تنظمها المؤسسة بالتعاون مع وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، تمثل فرصة استثنائية لتكوين جيل جديد من الفنانين والفنانات في مجالين إبداعيين مميزين هما الخط العربي وفن الإبرو، أو ما يُعرف بفن “الرسم على الماء”، والذي يُعد من الفنون التقليدية العريقة ذات الأصول العثمانية، مشيرًا إلى أن هذا الفن لا يزال غير معروف على نطاق واسع في الجزائر.
وأوضح بلال أن هذه الورشة تنقسم إلى دورتين تكوينيتين، الأولى مخصصة للخط العربي وتنطلق من 27 جويلية إلى 6 أوت، أما دورة الإبرو فتنقسم إلى مجموعتين: تضم الأولى 35 فنانة وتُجرى من 27 إلى 31 جويلية، فيما تنطلق الدورة الثانية من 2 إلى 6 أوت بمشاركة 35 فنانًا وفنانة. وتهدف هذه الورش إلى تمكين الطلبة والفنانين من مختلف المدارس العليا والجهوية للفنون الجميلة من التعرف على هذا الفن النادر واكتساب تقنياته.
وأشار إلى أن فن الإبرو يُمارس تقليديًا من قبل النساء، وهو ما دفع المؤسسة إلى التركيز على تكوين الفنانات في هذا المجال تحديدًا، وتمكينهن من شهادات مشاركة تؤهلهن لاحقًا لنشر هذا الفن من خلال تنظيم ورشات أخرى عبر الوطن، مضيفًا “نتطلع لأن يكون هذا التكوين نواة لميلاد مدرسة جزائرية لفن الإبرو، تحمل خصوصية ثقافتنا ورموزنا التراثية، كما فعل الأتراك باستخدام رموزهم الحضارية في هذا الفن.”
وصرّح إرمولي بأن الورشة تشرف عليها أستاذة تركية خبيرة في فن الإبرو تملك تجربة تفوق العشرين سنة، معتبرًا أن حضورها يشكل إضافة قيّمة للتكوين، وفرصة نادرة لا تتاح كثيرًا للفنانات الجزائريات. كما عبّر عن رغبة المؤسسة في توسيع نطاق هذه التجربة لتشمل مدنًا وفضاءات ثقافية أخرى في مختلف مناطق الوطن، بهدف إشاعة هذا الفن وتثبيته في المشهد الفني الجزائري، عبر نهج يجمع بين التكوين والابتكار وصون التراث المشترك.
الخط العربي يجمعنا… وتيكا تواصل دعمها للتبادل الثقافي
عبّر غوك جن كابلان، أو ” Gok Gen Kaplan, Tika” منسق وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” في الجزائر، عن اعتزازه بالمشاركة في إنجاح ورشة فن الإبرو والخط العربي التي تنظمها مؤسسة رياس الجزائر تحت إشراف إرمولي بلال، مؤكداً أن تواجدهم في الجزائر يعود إلى سنة 2015، حيث كانت باكورة مشاريعهم ترميم جامع كتشاوة، الذي يشكل مفخرة للوكالة، ليصل عدد المشاريع المنجزة إلى نحو 200 مشروع عبر مختلف المدن الجزائرية، من الجنوب إلى الشمال، في مجالات المخطوطات والزراعة والصحة وغيرها، بكل من تمنراست، أدرار، جانت، وولايات أخرى، مشدداً على أن الجزائر تمثل بالنسبة إليه “البلد الثاني”.
وأشار كابلان إلى أن هذه الورشة تكتسي أهمية خاصة، كون الخط العربي فنّا مشتركا بين الدول الإسلامية، لكنه يحمل خصوصيات محلية، حيث يتجلى في الجزائر تأثير الخط الأندلسي، بينما تختلف الأساليب في تركيا وإيران، وهو ما يجعل الورشة فرصة للتعريف بالخط العربي التركي في الجزائر وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. ويشرف على تأطير الورشة الخطاط التركي إرهام بكتاش في أول زيارة له إلى الجزائر، رفقة الفنانة نوران المختصة في فن الإبرو، والتي تزور الجزائر لأول مرة أيضاً، حيث ستتواصل الورشات لمدة أسبوعين، بدعم كامل من وكالة تيكا التي تتكفل بكافة المصاريف، في خطوة تعزز روح التعاون الفني والثقافي بين الشعبين.
خليل عدة
The post مؤسسة رياس البحر و وكالة “تيكا” التركية تنظمان ورشتين في فني الإبرو والخط العربي appeared first on الجزائر الجديدة.