الصحراء الغربية: الاحتلال المغربي لم ينجح في إسكات المرأة الصحراوية

مدريد - أكدت الكاتبة والصحفية الصحراوية, إبابا حميدة, أن قضية المرأة الصحراوية تظل في صلب النزاع مع الاحتلال المغربي, مشيرة إلى أن التعتيم الإعلامي المفروض على الصحراء الغربية يساهم في تغييب واقع النساء وتحدياتهن اليومية, سواء في مخيمات اللاجئين أو في المدن الواقعة تحت الاحتلال المغربي. وقالت الكاتبة في حوار مع صحيفة "Noticias de Gipuzkoa" إن روايتها الأخيرة "زهور ورقية" هي "محاولة لكسر هذا الصمت, ونقل صوت المرأة الصحراوية من الهامش إلى مركز النقاش", مؤكدة أن "ما كتبته ينبع من تجربة شخصية مرتبطة بواقع سياسي واضح لا يمكن تجاهله". وأوضحت أن بطلة الرواية, تعكس مسارا يعيشه العديد من الصحراويين, وخاصة النساء اللواتي ولدن في المنفى وعشن بين ثقافات مختلفة, وحملن عبء الانتماء, في ظل تجاهل دولي لمعاناة الشعب الصحراوي, مشددة على أن الرواية "ليست سردا ذاتيا فحسب, بل عمل يهدف إلى فضح واقع التمييز, التهجير والتجريد من الحقوق الذي تتعرض له المرأة الصحراوية". وأضافت حميدة أن النظام المغربي سعى على مدى عقود إلى استخدام صورة المرأة الصحراوية بشكل انتقائي في خطابه الدعائي, دون الاعتراف الحقيقي بدورها الفعلي في تنظيم المجتمع الصحراوي وفي الدفاع عن الحقوق داخل الأراضي المحتلة, مؤكدة أن هذا "التناول الدعائي لا يخفي حقيقة أن النساء الصحراويات يتحملن مسؤوليات مضاعفة, ويواجهن يوميا سياسات الإقصاء والمراقبة والمنع من التعبير والتجمع". وانتقدت الكاتبة ما وصفته بـ"الترويج الزائف" الذي يقوم به المغرب في الأقاليم المحتلة, عبر الحديث عن مشاريع تنموية وحقوق مزعومة, مؤكدة أن الواقع يثبت عكس ذلك, حيث تتعرض النساء للانتهاكات الممنهجة وحرمانهن من أبسط الحقوق, واستهدافهن لمجرد مطالبتهن بالعدالة والحرية. ولفتت إلى أن "الاحتلال المغربي لا يمارس فقط قمعا ماديا, بل يسعى أيضا إلى فرض رواية ثقافية واحدة عبر محو الرموز والهوية الصحراوية, بما في ذلك اللغة, اللباس والموروث النسائي التقليدي, في محاولة لقطع الأجيال الجديدة عن جذورها", معتبرة أن "المرأة الصحراوية تقف في الخط الأمامي لمقاومة هذا المسخ الثقافي, من خلال تمسكها بالتقاليد الأصيلة ونقلها للهوية إلى الأبناء رغم كل التحديات". وأكدت أن "الرهان الحقيقي اليوم ليس فقط على فضح الانتهاكات, بل على إنتاج معرفة حرة ومستقلة عن الصحراء الغربية, تنطلق من رواية أهلها, وتعيد تشكيل الوعي العام بالقضية خارج السردية الرسمية المغربية الزائفة", مضيفة أن المرأة الصحراوية "قادرة على أن تكون فاعلة ومؤثرة في هذا المسار, إذا أتيحت لها المساحة والدعم والمنصات الحرة للتعبير".

يوليو 29, 2025 - 20:09
 0
الصحراء الغربية: الاحتلال المغربي لم ينجح في إسكات المرأة الصحراوية

مدريد - أكدت الكاتبة والصحفية الصحراوية, إبابا حميدة, أن قضية المرأة الصحراوية تظل في صلب النزاع مع الاحتلال المغربي, مشيرة إلى أن التعتيم الإعلامي المفروض على الصحراء الغربية يساهم في تغييب واقع النساء وتحدياتهن اليومية, سواء في مخيمات اللاجئين أو في المدن الواقعة تحت الاحتلال المغربي.

وقالت الكاتبة في حوار مع صحيفة "Noticias de Gipuzkoa" إن روايتها الأخيرة "زهور ورقية" هي "محاولة لكسر هذا الصمت, ونقل صوت المرأة الصحراوية من الهامش إلى مركز النقاش", مؤكدة أن "ما كتبته ينبع من تجربة شخصية مرتبطة بواقع سياسي واضح لا يمكن تجاهله".

وأوضحت أن بطلة الرواية, تعكس مسارا يعيشه العديد من الصحراويين, وخاصة النساء اللواتي ولدن في المنفى وعشن بين ثقافات مختلفة, وحملن عبء الانتماء, في ظل تجاهل دولي لمعاناة الشعب الصحراوي, مشددة على أن الرواية "ليست سردا ذاتيا فحسب, بل عمل يهدف إلى فضح واقع التمييز, التهجير والتجريد من الحقوق الذي تتعرض له المرأة الصحراوية".

وأضافت حميدة أن النظام المغربي سعى على مدى عقود إلى استخدام صورة المرأة الصحراوية بشكل انتقائي في خطابه الدعائي, دون الاعتراف الحقيقي بدورها الفعلي في تنظيم المجتمع الصحراوي وفي الدفاع عن الحقوق داخل الأراضي المحتلة, مؤكدة أن هذا "التناول الدعائي لا يخفي حقيقة أن النساء الصحراويات يتحملن مسؤوليات مضاعفة, ويواجهن يوميا سياسات الإقصاء والمراقبة والمنع من التعبير والتجمع".

وانتقدت الكاتبة ما وصفته بـ"الترويج الزائف" الذي يقوم به المغرب في الأقاليم المحتلة, عبر الحديث عن مشاريع تنموية وحقوق مزعومة, مؤكدة أن الواقع يثبت عكس ذلك, حيث تتعرض النساء للانتهاكات الممنهجة وحرمانهن من أبسط الحقوق, واستهدافهن لمجرد مطالبتهن بالعدالة والحرية.

ولفتت إلى أن "الاحتلال المغربي لا يمارس فقط قمعا ماديا, بل يسعى أيضا إلى فرض رواية ثقافية واحدة عبر محو الرموز والهوية الصحراوية, بما في ذلك اللغة, اللباس والموروث النسائي التقليدي, في محاولة لقطع الأجيال الجديدة عن جذورها", معتبرة أن "المرأة الصحراوية تقف في الخط الأمامي لمقاومة هذا المسخ الثقافي, من خلال تمسكها بالتقاليد الأصيلة ونقلها للهوية إلى الأبناء رغم كل التحديات".

وأكدت أن "الرهان الحقيقي اليوم ليس فقط على فضح الانتهاكات, بل على إنتاج معرفة حرة ومستقلة عن الصحراء الغربية, تنطلق من رواية أهلها, وتعيد تشكيل الوعي العام بالقضية خارج السردية الرسمية المغربية الزائفة", مضيفة أن المرأة الصحراوية "قادرة على أن تكون فاعلة ومؤثرة في هذا المسار, إذا أتيحت لها المساحة والدعم والمنصات الحرة للتعبير".