ألمانيا: فعاليات ثقافية وسياسية للتعريف بالقضية الصحراوية وسط تضامن شعبي كبير

فرانكفورت (ألمانيا) - تم مساء أمس الاثنين بمدينة فرانكفورت الألمانية, تنظيم أمسية ثقافية وعرض الفيلم الوثائقي "حيوه", في إطار برنامج متواصل يهدف إلى رفع الوعي الألماني بالقضية الصحراوية وتسليط الضوء على أبعادها الإنسانية والثقافية. ونظمت هذه الأمسية, مبادرة "سمارة-تضامن الصحراء الغربية فرانكفورت", المعروفة بنشاطها الدائم في دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, والتي تعمل منذ 20 مايو الماضي على تنظيم فعاليات سياسية وثقافية متنوعة لتعريف الرأي العام بمعاناة الصحراويين تحت الاحتلال المغربي. وأفادت ممثلة جبهة البوليساريو, نجاة حندي, في تصريح ل/وأج, بأن هذه الأمسية الثقافية "حققت نجاحا فاق كل التوقعات, خاصة من حيث الإقبال, حيث تجاوز عدد الحضور الطاقة الاستيعابية لقاعة المسرح, ما يعكس بوضوح تزايد الاهتمام في الأوساط الألمانية بالقضية الصحراوية". وخلال الأمسية, التي ركزت على المقاومة الثقافية كأداة نضال شعبية --تضيف السيدة حندي-- "قدم المشاركون مجموعة من المداخلات تحدثوا فيها عن الجذور التاريخية للقضية الصحراوية وجغرافية الإقليم المصنف على أجندة الأمم المتحدة ضمن الأقاليم التي تنتظر تصفية الاستعمار, كما ربطوا القضية الصحراوية بنضالات أخرى, مبرزين الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة. وأشارت إلى أنه خلال عرض الفيلم, بدا التأثر واضحا على الجمهور بموسيقى الفنانة الصحراوية الراحلة مريم حسان, التي شكلت رمزا فنيا وصوتا بارزا في مسيرة الكفاح الوطني الصحراوي, قائلة : "تفاعل الحضور بشكل كبير مع أحداث الفيلم عبر التصفيق الخافت أثناء المشاهد الموسيقية والتمايل مع الإيقاع". وتابعت بالقول: "وفي ختام الفيلم, ومع بدء عرض الأسماء, ارتفعت التصفيقات وردد بعض الحضور شعارات مؤيدة لتحرير المرأة الصحراوية, ما أضفى أجواء نضالية وحماسية استلهمها المشاركون من حياة الفنانة ومسيرتها". وحسب الدبلوماسية الصحراوية, يأتي هذا النشاط في سياق أسبوع حافل بالفعاليات في ألمانيا لدعم القضية الصحراوية, إذ احتضنت برلين خلال الأيام الماضية عدة تظاهرات تضامنية, منها مشاركة مجموعة "خيمة تيرس" في مهرجان شارع بوتمان وفعالية "كوبا سي" عبر طاولات تعريفية بالقضية الصحراوية, حيث شكل الحدثان فرصة لشرح كفاح الشعب الصحراوي وظروفه الإنسانية أمام جمهور واسع. كما شهدت العاصمة برلين ندوة حول تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية, استمرت لثلاثة أيام, حيث شكلت مناسبة هامة لتوضيح الإطار القانوني للقضية الصحراوية ووضعها داخل هذا السياق الدولي, باعتبارها آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. جدير بالذكر, أن برلين ستحتضن بداية من شهر أغسطس المقبل, معرض صور بعنوان: "النساء الصحراويات بين الأصالة والحداثة في طريقهن إلى التحرر", وسيفتتح المعرض بأمسية ثقافية تتضمن عرض الفيلم الوثائقي "Insumisas" يعقبه نقاش مفتوح, مع تقديم الأطباق الصحراوية التقليدية, في استمرار للجهود الرامية إلى إبراز البعد الثقافي والإنساني لنضال المرأة الصحراوية. كما أكدت نجاة حندي أن تصاعد هذا الزخم الثقافي والسياسي في مدن ألمانية مختلفة يعكس توجها واضحا نحو تعزيز حضور القضية الصحراوية في الفضاء العام الألماني, إذ لم تعد هذه الأنشطة مجرد مبادرات متفرقة بل باتت جزءا من مسار متنام يربط بين العمل الثقافي والتعبئة السياسية, بما يساهم في كسر دائرة التعتيم الإعلامي وإيصال صوت الشعب الصحراوي إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعا.

يوليو 29, 2025 - 18:51
 0
ألمانيا: فعاليات ثقافية وسياسية للتعريف بالقضية الصحراوية وسط تضامن شعبي كبير

فرانكفورت (ألمانيا) - تم مساء أمس الاثنين بمدينة فرانكفورت الألمانية, تنظيم أمسية ثقافية وعرض الفيلم الوثائقي "حيوه", في إطار برنامج متواصل يهدف إلى رفع الوعي الألماني بالقضية الصحراوية وتسليط الضوء على أبعادها الإنسانية والثقافية.

ونظمت هذه الأمسية, مبادرة "سمارة-تضامن الصحراء الغربية فرانكفورت", المعروفة بنشاطها الدائم في دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, والتي تعمل منذ 20 مايو الماضي على تنظيم فعاليات سياسية وثقافية متنوعة لتعريف الرأي العام بمعاناة الصحراويين تحت الاحتلال المغربي.

وأفادت ممثلة جبهة البوليساريو, نجاة حندي, في تصريح ل/وأج, بأن هذه الأمسية الثقافية "حققت نجاحا فاق كل التوقعات, خاصة من حيث الإقبال, حيث تجاوز عدد الحضور الطاقة الاستيعابية لقاعة المسرح, ما يعكس بوضوح تزايد الاهتمام في الأوساط الألمانية بالقضية الصحراوية".

وخلال الأمسية, التي ركزت على المقاومة الثقافية كأداة نضال شعبية --تضيف السيدة حندي-- "قدم المشاركون مجموعة من المداخلات تحدثوا فيها عن الجذور التاريخية للقضية الصحراوية وجغرافية الإقليم المصنف على أجندة الأمم المتحدة ضمن الأقاليم التي تنتظر تصفية الاستعمار, كما ربطوا القضية الصحراوية بنضالات أخرى, مبرزين الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة.

وأشارت إلى أنه خلال عرض الفيلم, بدا التأثر واضحا على الجمهور بموسيقى الفنانة الصحراوية الراحلة مريم حسان, التي شكلت رمزا فنيا وصوتا بارزا في مسيرة الكفاح الوطني الصحراوي, قائلة : "تفاعل الحضور بشكل كبير مع أحداث الفيلم عبر التصفيق الخافت أثناء المشاهد الموسيقية والتمايل مع الإيقاع".

وتابعت بالقول: "وفي ختام الفيلم, ومع بدء عرض الأسماء, ارتفعت التصفيقات وردد بعض الحضور شعارات مؤيدة لتحرير المرأة الصحراوية, ما أضفى أجواء نضالية وحماسية استلهمها المشاركون من حياة الفنانة ومسيرتها".

وحسب الدبلوماسية الصحراوية, يأتي هذا النشاط في سياق أسبوع حافل بالفعاليات في ألمانيا لدعم القضية الصحراوية, إذ احتضنت برلين خلال الأيام الماضية عدة تظاهرات تضامنية, منها مشاركة مجموعة "خيمة تيرس" في مهرجان شارع بوتمان وفعالية "كوبا سي" عبر طاولات تعريفية بالقضية الصحراوية, حيث شكل الحدثان فرصة لشرح كفاح الشعب الصحراوي وظروفه الإنسانية أمام جمهور واسع.

كما شهدت العاصمة برلين ندوة حول تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية, استمرت لثلاثة أيام, حيث شكلت مناسبة هامة لتوضيح الإطار القانوني للقضية الصحراوية ووضعها داخل هذا السياق الدولي, باعتبارها آخر مستعمرة في القارة الإفريقية.

جدير بالذكر, أن برلين ستحتضن بداية من شهر أغسطس المقبل, معرض صور بعنوان: "النساء الصحراويات بين الأصالة والحداثة في طريقهن إلى التحرر", وسيفتتح المعرض بأمسية ثقافية تتضمن عرض الفيلم الوثائقي "Insumisas" يعقبه نقاش مفتوح, مع تقديم الأطباق الصحراوية التقليدية, في استمرار للجهود الرامية إلى إبراز البعد الثقافي والإنساني لنضال المرأة الصحراوية.

كما أكدت نجاة حندي أن تصاعد هذا الزخم الثقافي والسياسي في مدن ألمانية مختلفة يعكس توجها واضحا نحو تعزيز حضور القضية الصحراوية في الفضاء العام الألماني, إذ لم تعد هذه الأنشطة مجرد مبادرات متفرقة بل باتت جزءا من مسار متنام يربط بين العمل الثقافي والتعبئة السياسية, بما يساهم في كسر دائرة التعتيم الإعلامي وإيصال صوت الشعب الصحراوي إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعا.