مروة… عار أمة!
الفجيعة التي انتهت إليها قصة اختفاء الصبية مروة بقسنطينة، بعد العثور على جثتها ممزقة، لا تدفعنا فقط إلى التنديد والاستنكار وإبداء الأسى والأسف، بل تدفعنا دفعًا إلى الوقوف طويلًا أمام أنفسنا، في مصارحة قاسية مع الذات، للتساؤل: إلى أين نحن ذاهبون؟ ماذا جرى لمجتمعنا؟ وأيُّ توحشٍ ذاك الذي يدفع بعضهم إلى قتل البراءة بدمٍ بارد، …

الفجيعة التي انتهت إليها قصة اختفاء الصبية مروة بقسنطينة، بعد العثور على جثتها ممزقة، لا تدفعنا فقط إلى التنديد والاستنكار وإبداء الأسى والأسف، بل تدفعنا دفعًا إلى الوقوف طويلًا أمام أنفسنا، في مصارحة قاسية مع الذات، للتساؤل: إلى أين نحن ذاهبون؟ ماذا جرى لمجتمعنا؟ وأيُّ توحشٍ ذاك الذي يدفع بعضهم إلى قتل البراءة بدمٍ بارد، دون أن يرتد لهم جفن؟
ما حدث للطفلة مروة ليس مجرد جريمة عابرة، بل هو ناقوس خطرٍ يُقرَع بعنف، عنوانه: أننا لم نعد نواجه مشكلة في القتل، بل في توفر فرصته، في أن تتاح للشر فرصة ليُظهر عفنًا مستشريًا في المجتمع، وانهيارًا في القيم، وضياعًا للإنسان… الذي هو نحن!
مروة ليست فقط ضحية، بل مرآة تعكس فشلًا اجتماعيًا، وإفلاسًا قيميًا، وسقوطًا في الوحل. وكل ذلك، سواء أكان بسبب المهلوسات أو المخدرات، يُعدُّ إدانة كاملة لمنظومةٍ أسرية، ومدرسية، ودينية، فشلت فشلًا ذريعًا في صناعة إنسانٍ سوي… إنسان يميز بين الخير والشر، بين الصواب والخطأ، إنسان يخاف رب الناس قبل أن يخاف الناس.
أيها السادة، مروة تصرخ في وجوهكم: أنتم في غابة، لا في مجتمع!مجتمع قوامه الضمير، فإذا مات الضمير، فكل شيء مباح.
لقد انتهينا الى القاع… لم نعد نواجه الشر، بل نمنحه الفرص لنُثبت أننا نستحقه!