50 ألف استمارة بـ4 ملايير في ملف ترشح نغزة للرئاسيات

فتحت محكمة القطب الاقتصادي والمالي بسيدي امحمد، الاثنين، واحدا من الملفات الخطيرة التي شهدتها رئاسيات 2024 والمتعلقة بالفساد الانتخابي، وسعي مترشحين ومنتخبين للانخراط في مخطط لشراء الذمم بالأموال مقابل 800 دينار جزائري للصوت الواحد لأجل الحصول على التزكية من قبل منتخبين. كما كشف اللثام عن حقائق نقل الاستمارات وأموال شراء الأصوات في “حقيبة مارسيليا”. 82 […] The post 50 ألف استمارة بـ4 ملايير في ملف ترشح نغزة للرئاسيات appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 5, 2025 - 19:49
 0
50 ألف استمارة بـ4 ملايير في ملف ترشح نغزة للرئاسيات

فتحت محكمة القطب الاقتصادي والمالي بسيدي امحمد، الاثنين، واحدا من الملفات الخطيرة التي شهدتها رئاسيات 2024 والمتعلقة بالفساد الانتخابي، وسعي مترشحين ومنتخبين للانخراط في مخطط لشراء الذمم بالأموال مقابل 800 دينار جزائري للصوت الواحد لأجل الحصول على التزكية من قبل منتخبين. كما كشف اللثام عن حقائق نقل الاستمارات وأموال شراء الأصوات في “حقيبة مارسيليا”.
82 متهما يمثلون إذن أمام محكمة القطب، وتحديدا بالقاعة رقم 5 التي شهدت تفاصيل ملف “الفساد الإنتخابي”، حتى اكتظت عن آخرها بسبب العدد الهائل من الموقوفين والمحامين، ومع هذا تمكن رئيس الجلسة القاضي ونيابة الجمهورية ومصالح الشرطة من التحكم في الوضع.. لتسير المحاكمة في يومها الأول في أحسن الظروف…
ولقد بيّن القضاء من خلال المحاكمة العلنية للمتهمين ومن معهم أنه بالمرصاد للانتخابات التي يتجسد فيها المال الفاسد والرشاوى المشبوهة وشراء الذمم والشكارة… وهذه المرة وعلى خلاف الانتخابات التي كانت تتم في سنوات “المنظومة الفاسدة” للاستحواذ على “كرسي المرادية، فإن العدالة الجزائرية من خلال محاكمة الحال فتحت أبواب مرحلة جديدة لفصل المال عن السلطة وفقا لتوجيهات الرئيس عبد المجيد تبون، القاضي الأول للبلاد من خلال المتابعة الجزائية الفورية، وقطع الطريق عن كل شخص مشبوه ومتهم بشبهة المال الفاسد لشراء الذمم لغرض الحصول على الأصوات.
في حدود الساعة العاشرة والنصف من صباح الاثنين 5 ماي الجاري، انطلقت محاكمة 3 راغبين في الترشح سابقا لتولي منصب رئيس الجمهورية وهم سعيدة نغزة، بلقاسم ساحلي، عبد الحكيم حمادي، رفقة 80 متهما آخر، المتابعين عن وقائع شراء توقيعات منتخبين، مقابل الحصول على التزكية من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية 2024، حيث وجهت لهم تهم منح مزية غير مستحقة، استغلال النفوذ، تقديم هبات نقدية أو الوعد بتقديمها قصد الحصول أو محاولة الحصول على أصوات الناخبين، سوء استغلال الوظيفة، تلقي هبات نقدية أو وعود من أجل منح أصوات انتخابية والنصب.
وبعد أن شرع رئيس الجلسة في المناداة على المتهمين والشهود وجميع الأطراف المعنية بملف الحال، فسح المجال لهيئة الدفاع التي قدمت دفوعها الشكلية، إلا أن القاضي قرر ضمها للموضوع، ليعلن أنه سيبدأ باستجواب المتهمين المتابعين مع المترشحة للرئاسيات ورئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، سعيدة نغزة .
واجه قاضي الجلسة أول متهم في ملف الحال، وتعلق الأمر بمستثمر ونائب رئيسة الكنفدرالية الجزائرية للمؤسسات المدعو “ب.محمد”، بوقائع تورطه في قضية جمع استمارات الترشح للرئاسيات لصالح سعيدة نغزة، أين تمسك المتهم خلال استجوابه بإنكاره الضلوع في عمليات بيع الاستمارات وجمعها لصالح المترشحة للرئاسيات السابقة مقابل مبالغ مالية، حيث أوضح المتهم أن بداية القضية تعود لاجتماعات بمقر الكنفدرالية، أعلنت فيها نغزة نيتها في الترشح وطلبت المساعدة في جمع الاستمارات، ليقوم بدوره بالاتصال بأشخاص سبق لهم النشاط في المجال، غير أنه نفى ما نسب إليه بشأن اتفاقه على جمع 50 ألف استمارة مقابل 4 ملايير سنتيم وجاء في تصريحه ما يلي:
القاضي ينادي المتهم “ب. محمد”
المتهم: سيدي الرئيس، أولا، أخبرك أني أمثل اليوم أمامكم بصفتي صناعيا ونائب رئيس الكنيدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية .
القاضي: نستمع إلى تصريحاتك في القضية، ماذا لديك؟
المتهم: سيدي الرئيس، القضية انطلقت خلال الاجتماعات التي جمعتنا بالسيدة نغزة في مقر الكونفدرالية، أين أطلعتنا عن رغبتها في الترشح للرئاسيات، وأنها تحتاج إلى استمارات المواطنين بعد تقديم ترشحها، بعدها قررت المساعدة، واتصلت بصديق لي حتى أساهم بدوري في جمع الاستمارات المطلوبة… بعد فترة من تواصلي مع شخصين كان ينشطان سابقا لصالح حزب جبهة التحرير الوطني “الأفلان” والتوسط لهما لدى المعنية بالأمر، اخبرني أحدهم ويتعلق الأمر بالمدعو “ف.بلال” انه يحتاج إلى مصاريف تخص اللوجستيك والمعدات.. يضيف المتهم: تكلمت مع نغزة وأخبرتها أن هناك شخصا سيقوم بمساعدتها في جمع الاستمارات، لكن لا يملك وسيلة نقل، وبعد مناقشة طلبه معها كلفت شقيقي بتولي هذه المهمة.
القاضي: خلال التحقيق، صرحت انك عثرت على من يتكفل بجمع 50 ألف استمارة بمبلغ 800 دج لكل واحدة، أي بمبلغ إجمالي قيمته 4 ملايير سنتيم، وقمت بتوفير نصف المبلغ له، هل هذا صحيح؟
المتهم: هذا ليس صحيحا، سيدي القاضي كنت في تركيا مع عائلتي وبعد عودتي من السفر أخبرتني نغزة أن الشخص الذي اتفقت معه لم يقم بعمله كما طلبت؟
القاضي: ماذا تعلم عن مبلغ 600 مليون سنتيم؟
المتهم: لا علم لي بهذا الموضوع .
القاضي: خلال الاجتماع الذي جرى في مقر الكنفدرالية بالحامة وعدت المدعو “ف.بلال” بمنحه 800 و500 دج للاستمارة الواحدة فقط، كشفت خلال تصريحاتك بأن المبلغ الذي اتفقتم عليه يخص جمع التوقيعات الخاصة بالمنتخبين مقابل 1.2 مليار سنتيم لـ15 ألف استمارة تم قبض نصفها خلال تواجدكم بمنزل المدعو دحماني، ما ردك؟
المتهم: هذا التصريح لا أساس له من الصحة.
القاضي: عند اقتراب نهاية جمع الاستمارات، ذكرت كيسا أسود تم استرجاعه من طرف مصالح الأمن يحتوى 30 مليونا ويحتوي على استمارات مواطنين غير موقع عليها؟
المتهم: لم أكن اعرف ما يوجد داخل الكيس أو ما يسمى بـ”صاك مارساي”، لم يعطون الكيس ولم استلمه.
القاضي: لماذا غضبت من المدعو بلال؟ لأنه لم ينجز مهمته؟
المتهم: سيدي، لا علاقة لي بالحركة الجمعوية، ولا بالسياسة، حاولت فقط مساعدتها من باب رد الجميل، عندما أعلنت نية الترشح… اخبروني أن الأمر يحتاج إلى مصاريف خاصة باللوجيستيك، ولا علاقة لذلك بالحملة الانتخابية… لست انا من كان سيترشح… كنا بمقر الكنفدرالية حين طلبت نغزة المساعدة من أصدقائنا ومعارفنا بالولايات التي ينحدرون منها لجمع الأصوات، وبحكم القرابة التي تجمعني بها بحثت عن الشخص المناسب لمساعدتها المدعو “دحماني”، لكن لم يكن له دور في الحملة.
القاضي: هل طلبت المساعدة منكم مقابل المال؟
المتهم: لم تطلب أموالا مقابل التوقيعات. وانا عرفتهم بها فقط.
القاضي: ..ودحماني تعرفه؟
النيابة: صرحت سابقا أن نغزة أخبرتك انه لم يقم بالعمل على أكمل وجه؟
المتهم: نعم.
النيابة: ولهذا غضب منك؟.
المتهم: نعم .
النيابة: لماذا؟ هل لأنك غيرت السيناريو معهم؟
المتهم: لا. انا لا أتحدث عن سيناريو أو فيلم… أنا لست سياسيا و لا علم لي بطريقة جمع الاستمارات ولم يسبق لي القيام بذلك.
النيابة: هل علمت بالأموال الموجودة في الكيس “صاك مارساي”؟
المتهم: لا.. علمت بذلك خلال تواجدي بمقر الشرطة.
النيابة: هل تعرف المدعوان “فرفرة وبوزرارة”؟
المتهم: لا أعرفهما.. وهي أيضا لا تعرفهما، عرفنا بهما صديق لي.
النيابة: هل دفعت الأموال لأي شخص مقابل التوقيعات.
المتهم: لا.
النيابة: هل ألزمتك بجمع التوقيعات؟
المتهم: لا.
عيسى.ب: لا تربطني أي علاقة بملف استمارات نغزة
وبدوره تمسك المتهم “عيسى.ب” شقيق المتهم الأول بإنكاره أي علاقة تربطه بملف الاستمارات سوى انه تولى مهمة نقل الأشخاص المكلفين بذلك، وإيصالهم إلى المكان المطلوب بطلب من المتهمة سعيدة نغزة، وردد المتهم طيلة استجوابه من قبل القاضي انه لم يعلم بما تحتويه الاستمارات حتى انه لا يفرق بين النوعين منها الخضراء والزرقاء، في إشارة منه إلى عدم فقهه بخبايا الحملات الانتخابية والتوقيعات وغيرها من الأمور المتعلقة بالسياسة..
القاضي يستدعي المتهم “ب.عيسى” من اجل استجوابه.
القاضي: ماذا تصرح بخصوص التهم الموجهة لك؟
المتهم: سيدي الرئيس، انا أعمل في ولاية البليدة قبل أن تتصل بي نغزة وتطلب مني الحضور، إن كان لدي متسع من الوقت لمقابلتها، اين طلبوا مني نقل شخص لا اعرفه يدعى “ف.بلال” إلى العاصمة، وما قمت به هو إيصاله الى المكان حسب الاتفاق.
القاضي: هل اجتمعت به نغزة؟
المتهم: نعم، اجتمعت به وسلمته استمارات زرقاء وكلفته بمهمة، ثم طلب مني التوسط له مع نغزة للحصول على الأعباء المالية والمصاريف.
القاضي: مصاريف ماذا؟
المتهم: لا اعلم، أخبرته أن الأمر لا يعنيني، أنا نقلته فقط.
القاضي: خلال التحقيق صرحت أن المدعو “ب. محمد” طلب منك إيصال “ف. بلال” إلى مقر حملة سعيدة نغزة بدالي ابراهيم واتفق معها على جمع 50 ألف استمارة مقابل 4 ملايير، أي 800 دج للاستمارة الواحدة وطلب منك التوسط له للحصول على تسبيق، هل هذا صحيح؟
المتهم: أنا أوصلته إلى المقر وغادرت فقط.
القاضي: ومتى علمت عن الاتفاق المتضمن جمع 50 ألف استمارة مقابل 4 ملايير سنتيم؟
المتهم: لم اسمع ذلك أبدا سيدي الرئيس.. لا اعرف، أنا نقلته وأرجعته إلى البليدة .
القاضي: لم يحدثك مرة أخرى عن المصاريف؟
المتهم: لا، أنا لا علاقة لي بالموضوع .
القاضي: كان هناك اتفاق يتعلق بجمع إمضاءات المنتخبين وتتمثل في 15 ألف استمارة خضراء، ما تعليقك على ذلك؟
المتهم: لا اعلم، اتصلت بي نغزة سعيدة، وكنت حينها في الجزائر العاصمة وطلبت مني نقل الاستمارات، لكن ليس لدي أي فكرة عن باقي التفاصيل.
القاضي: هل سلمت أي مبلغ مالي للمتهم “ف. بلال”؟
المتهم: لا، أبدا، لم أسلم أي مبلغ.
القاضي: هل سلمت له مبلغ مليونا و500 ألف سنتيم؟
المتهم: لا، هذا غير صحيح.
القاضي: عند استجواب المتهم “ف. بلال” لدى قاضي التحقيق صرح انه اتصل بك هاتفيا بعد ما استلم الاستمارات الخضراء، هل هذا صحيح، أم لا؟
المتهم: سيدي الرئيس، أخبرتكم أنني لا اعرف معنى استمارة خضراء واستمارة زرقاء ولا استطيع التفرقة بينهما… أنا لست سياسيا، ولا اعلم أصلا ما هو مكتوب في الاستمارات .
القاضي:المتهم صرح بأنه اتصل بك وأخبرك آن الإمضاء على الاستمارات الخضراء “الخاصة بالمنتخبين” يكون مقابل مبلغ مالي ما بين 5000 دج و6 ملايين سنتيم، وهي اتصلت بك وأخبرتك ان “ف. بلال” شخص فاقد للعقل، ما ردك على ذلك؟
المتهم: سيدي القاضي، نغزة اتصلت بي حتى تستفسر عن مبلغ 66 ألف دينار، وهو اخبرني انها مصاريف التنقل والبنزين، في حين أخبرتني هي أن المبلغ غير مبرر.
القاضي: أنت كنت مجرد وسيط، كيف علمت بمبلغ 66 ألف دينار؟
المتهم: هي كانت على اتصال معه، اتصلت به أولا، ثم توليت أنا مهمة الرد نيابة عنه وأخبرتها أن المبلغ عبارة عن مصاريف التنقل، ثم أجابت هي بعبارة “خلاص راني هدرت معاه”.
القاضي: احد المتهمين صرح ان صديقه “بلال” اتصل بك لملء الاستمارت مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 5 إلى 6 ملايين سنتيم؟
المتهم: لا، هذا غير صحيح.
القاضي: هل استلمت 39 استمارة من عند المدعو بلال؟
المتهم: بلال سلمني الاستمارات وأنا نقلتها من البليدة إلى الجزائر العاصمة وهذا كل ما في الأمر .
القاضي: هل لديك أي تصريحات إضافية حول الوقائع المتابع بها؟
المتهم: لا ليس لدي أي تصريحات أخرى سيدي القاضي.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post 50 ألف استمارة بـ4 ملايير في ملف ترشح نغزة للرئاسيات appeared first on الشروق أونلاين.