إحداث مصطلحات لتسمية جماعات هو تفريق لوحدة المسلمين

الشيخ محمد مكركب أبران mohamed09aberan@gmail.com/ الفتوى رقم:778 الســــــــــــؤال قال السائل: أنا أنتمي إلى جماعة أهل (كذا…) على نهج (كذا…) غير أن الفرق المخالفة تفعل كذا.. وكذا.. قال: وسؤالي: ما هي الفرق التي تراها قريبة من منهج أهل كذا… ؟؟ حتى لا يتيه الشباب، بين تيارات فكرية، ومذاهب منحرفة؟؟ وما رأيك في دعوة الفرقة الفلانية…؟. الجـــــــــــواب …

يوليو 21, 2025 - 15:18
 0
إحداث مصطلحات لتسمية جماعات هو تفريق لوحدة المسلمين

الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/

الفتوى رقم:778

الســــــــــــؤال
قال السائل: أنا أنتمي إلى جماعة أهل (كذا…) على نهج (كذا…) غير أن الفرق المخالفة تفعل كذا.. وكذا.. قال: وسؤالي: ما هي الفرق التي تراها قريبة من منهج أهل كذا… ؟؟ حتى لا يتيه الشباب، بين تيارات فكرية، ومذاهب منحرفة؟؟ وما رأيك في دعوة الفرقة الفلانية…؟.

الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: الانتماء الحق الصحيح في إقامة الدين؟ هو الانتماء للإسلام وفقط: أصل الانتماء لغة: الاعتزاء، والانتساب، والولاء، يقال: ينتمي إلى قبيلة كذا، أو إلى قوم كذا. أو إلى طائفة أو فرقة، أو مذهب. ويقال: الانتماء للوطن، ويقال ينتمي إلى حزب انظم إليه هيكلة ونضالا وتأييدا. فقال السائل: {أنا أنتمي إلى جماعة أهل كذا} إما أنه يقصد قَدَّمَ ولاءَهُ لهم، أو يقصد تمذهب بمذهبهم، أو قلدهم في سيرتهم، أو يحبهم، ويؤيد أفكارهم. فأقول له: إن الانتماء الحق بشأن إقامة الدين، لا يكون إلا للإسلام، وأن على المسلم أن يقول بصريح اللفظ: إنه مسلم من المسلمين وفقط. ولا يصح أن يميز نفسه بجماعة متميزة بمصطلح لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. حِفاظا على وحدة الأمة، وعلى البيضاء التي ترك النبي صلى الله عليه وسلم، المسلمين عليها. قال الله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.﴾ (الروم:30 ـ 32)
ثانيا: ليس في الدين الذي شرعه الله فِرَقٌ ولا طوائفُ ولا أحزابٌ: قال الله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ.﴾ (الأنعام: 159) قال الإمام السعدي، في تفسير الآية: {يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم، أي: شتتوه وتفرقوا فيه، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئا ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرق من أهل البدع والضلال والمفرقين للأمة. قال: ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية. وأمر الله الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم، أمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال: ﴿لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ أي: لست منهم وليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك. ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ﴾ يُرَدُّونَ إليه فيجازيهم بأعمالهم. ﴿ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (كتاب: تيسير الكريم الرحمن:1/282). فانتبه أخي السائل: فلا فرقية ولا طبقية في الإسلام، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات:10) وفي الحديث.[الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ] (أحمد:959. وأبوداود: 4530) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثالثا: الذي يحفظ الشباب، وجميع المسلمين هو الكتاب والسنة النبوية؟ قال السائل نريد معرفة الفرقة الصالحة من بين كل تلك الفرق: {حتى لا يتيه الشباب، بين تيارات فكرية، ومذاهب منحرفة.} وأقول للأخ السائل، ولكل سائل: إن الذي يحفظ الشباب، هو القرآن والسنة، هو الإسلام لا غير، وترك كل الفرق وكل التسميات، فكل فرقة أو مذهب أو حزب أو طائفة محدثة، يسمون أنفسهم بمصطلح لم نؤمر به في القرآن، ولا في السنة، فهو غلط لا يجوز العمل به، ولا الانتماء إليه. إن الذي يجمع كل بني آدم الذين يريدون أن يتفقهوا في الدين هو الإسلام، هو القرآن، هو اتباع خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام: فعلى الشباب أن يتبعوا القرآن ففيه الشفاء، والدواء، وبه يتحقق الرجاء. ومنه قول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (آل عمران: 103)
رابعا: اقرأ هذه الوصايا النبوية أيها السائل: قال النّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: [وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ، السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَالجِهَادُ وَالهِجْرَةُ وَالجَمَاعَةُ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ إِلاَّ أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ، عِبَادَ اللَّهِ] (الترمذي:2863). إنه نعم الجواب، لكل من آمن حقا وتاب. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.