إلغاء متابعة مشاهير دبي وعائلة “بيوتي”: صحوة أم ملل جماعي؟

لم يكن من المفاجئ أن يقرر عدد متزايد من المتابعين في المنطقة العربية إلغاء متابعتهم لعدد من مشاهير دبي، وعلى رأسهم ما يُعرف بـ”عائلة بيوتي”. هذه الخطوة، التي تحوّلت إلى نقاش واسع على شبكات التواصل، تكشف عن تحوّل في علاقة الجمهور بالمؤثرين الذين كانوا حتى وقت قريب يملكون سطوة كبيرة على الذوق العام وسلوك الاستهلاك. […] The post إلغاء متابعة مشاهير دبي وعائلة “بيوتي”: صحوة أم ملل جماعي؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

أغسطس 16, 2025 - 14:20
 0
إلغاء متابعة مشاهير دبي وعائلة “بيوتي”: صحوة أم ملل جماعي؟

لم يكن من المفاجئ أن يقرر عدد متزايد من المتابعين في المنطقة العربية إلغاء متابعتهم لعدد من مشاهير دبي، وعلى رأسهم ما يُعرف بـ”عائلة بيوتي”.

هذه الخطوة، التي تحوّلت إلى نقاش واسع على شبكات التواصل، تكشف عن تحوّل في علاقة الجمهور بالمؤثرين الذين كانوا حتى وقت قريب يملكون سطوة كبيرة على الذوق العام وسلوك الاستهلاك.

لمع نجم مشاهير دبي بفضل قدرتهم على تسويق أنماط حياة مترفة، تجمع بين الفخامة والرحلات والسيارات والماركات العالمية. لكن مع مرور الوقت، تحوّل هذا المحتوى إلى نسخة مكرّرة تفتقد للإبداع، مما أدى إلى حالة من الملل الجماعي لدى الجمهور، الذي لم يعد يجد قيمة مضافة سوى في الاستعراض المبالغ فيه.

“عائلة بيوتي”، التي بنت شهرتها على مشاركة تفاصيل الحياة اليومية في إطار من المثالية والترف، وجدت نفسها في قلب الانتقادات. فالكثير من المتابعين اعتبروا أن حياتها لا تعكس الواقع، بل تُسوّق لأحلام استهلاكية قد تزيد من الفجوة بين طبقات المجتمع. هذا الوعي الجديد جعل بعض المتابعين يختارون إلغاء المتابعة كرسالة احتجاج على صناعة محتوى “منفصل عن الواقع”.

الظاهرة تفتح النقاش حول مسؤولية المؤثرين: هل عليهم الاكتفاء بعرض حياتهم الخاصة، أم أن عليهم أيضاً تقديم محتوى أكثر عمقاً وفائدة؟ وفي المقابل، هل الجمهور مسؤول عن “تقديس” هؤلاء المشاهير، ثم الانقلاب عليهم عند أول شعور بالإحباط أو الخداع؟

موجة الإلغاء قد تدفع بعضهم إلى إعادة النظر في نوعية المحتوى، والانتقال من مجرد الاستعراض إلى تقديم تجارب ذات معنى.

الظاهرة تعبّر عن نضج ووعي متزايدين، حيث لم يعد المتابع مستهلكاً سلبياً بقدر ما صار قادراً على محاسبة المؤثرين بوسيلة بسيطة: “زر إلغاء المتابعة”.

هذه التحولات قد تغيّر أيضاً أولويات خوارزميات العرض، لتمنح مساحة أكبر للمحتوى البديل والمبدع.

إلغاء متابعة مشاهير دبي أو “عائلة بيوتي” لا يعني نهاية زمن المؤثرين، لكنه إشارة قوية إلى أن الجمهور لم يعد يقبل أن يُعامل كمتلقٍ سلبي، بل كفاعل قادر على رسم خريطة الاهتمام والنجومية. إنها لحظة قد تُعيد تشكيل العلاقة بين الشهرة والمجتمع، وتدفع نحو محتوى أكثر واقعية وصدقاً.

The post إلغاء متابعة مشاهير دبي وعائلة “بيوتي”: صحوة أم ملل جماعي؟ appeared first on الجزائر الجديدة.