الأزمة الإيرانية.. من “حرب الظل” إلى المواجهة المفتوحة
تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر لحظات التوتر حرجًا منذ عقود، مع تصاعد خطير للأزمة الإيرانية بلغ حدّ المواجهة العسكرية المباشرة، متجاوزًا مرحلة المناوشات غير المعلنة. هذا التصعيد يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الاستقرار الإقليمي. لطالما اتسمت العلاقة بين إيران والكيان الصهيوني بالتوتر الشديد، لكنها ظلت محصورة ضمن ما يُعرف بـ”حرب الظل”؛ من عمليات […] The post الأزمة الإيرانية.. من “حرب الظل” إلى المواجهة المفتوحة appeared first on الجزائر الجديدة.

تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر لحظات التوتر حرجًا منذ عقود، مع تصاعد خطير للأزمة الإيرانية بلغ حدّ المواجهة العسكرية المباشرة، متجاوزًا مرحلة المناوشات غير المعلنة. هذا التصعيد يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الاستقرار الإقليمي.
لطالما اتسمت العلاقة بين إيران والكيان الصهيوني بالتوتر الشديد، لكنها ظلت محصورة ضمن ما يُعرف بـ”حرب الظل”؛ من عمليات اغتيال، وهجمات إلكترونية، وتخريب منشآت نووية، إلى ضربات جوية محدودة. غير أن الهجوم الصهيوني الأخير الذي استهدف مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية يمثّل سابقة خطيرة، وخروجًا واضحًا عن قواعد الاشتباك التقليدية.
أدى هذا الهجوم إلى مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين، في إشارة إلى تحوّل في العقيدة العسكرية الصهيونية من استراتيجية الردع إلى تبنّي نهج الضربات الاستباقية المباشرة.
من جانبها، ردت إيران عبر إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع إسرائيلية، إلا أن هذا الرد بدا محسوبًا، ضمن حدود لا تفتح الباب أمام حرب شاملة قد تفوق قدرات إيران السياسية والاقتصادية.
في الداخل الإيراني، زاد الوضع تعقيدًا. فقد طالت الضربات منشآت مدنية وبُنى تحتية حيوية، ما أسفر عن موجات نزوح داخلية، وانقطاعات في الكهرباء والوقود، وعودة مظاهر الاحتقان الشعبي. هذا الواقع يضع النظام الإيراني أمام معادلة صعبة: ضرورة الردّ حفاظًا على هيبته، مع تجنب الانزلاق نحو انهيار داخلي أو انفجار اجتماعي واسع.
على الصعيد الدولي، أعلنت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية دعمهاللكيان الصهيوني، معتبرة أن “التهديد الإيراني” بات يتجاوز حدود المقبول. في المقابل، دعت بعض الأطراف الدولية إلى ضبط النفس، محذّرة من أن استمرار التصعيد قد يهدد استقرار أسعار الطاقة، ويؤدي إلى اتساع دائرة الصراع لتشمل دولًا مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.
أما الموقف الروسي والصيني، فظلّ حذرًا ومقتصرًا على التعبير عن القلق من تفاقم الأزمة، دون تقديم دعم صريح لإيران، ما يسلّط الضوء على حدود نفوذ طهران في تحالفاتها الدولية، رغم سعيها المستمر لتعزيز علاقاتها مع الشرق.
The post الأزمة الإيرانية.. من “حرب الظل” إلى المواجهة المفتوحة appeared first on الجزائر الجديدة.