الجامعة الجزائرية.. واقع وآفاق
يأتي هذا الملف النوعي، ونحن في بداية موسم علمي ـ جامعي جديد، يُفترض أن يكون موسما أفضل من المواسم السابقة، في كل المجالات.. وقد رأينا أن يكون وقفة تقييمية وتقويمية نسبية، بيانا لما للجامعة الجزائرية وما عليها، وهذا أمر مطلوب ومحمود؛ لأنه بمعرفة النقائص يمكن تجاوزها إلى أفق أفضل وأكثر استجابة لمتطلبات القيّم التي تحكم …

يأتي هذا الملف النوعي، ونحن في بداية موسم علمي ـ جامعي جديد، يُفترض أن يكون موسما أفضل من المواسم السابقة، في كل المجالات.. وقد رأينا أن يكون وقفة تقييمية وتقويمية نسبية، بيانا لما للجامعة الجزائرية وما عليها، وهذا أمر مطلوب ومحمود؛ لأنه بمعرفة النقائص يمكن تجاوزها إلى أفق أفضل وأكثر استجابة لمتطلبات القيّم التي تحكم الفضاء الأكاديمي العلمي.
وحيث إن مفهوم الجامعة في الأذهان أنها صانعة النخب، ومنبع العلم والبحث، وقاطرة قطار المجتمع ـأي مجتمع ـ إلى النماء والتقدم والازدهار والتفوق، فقد أردنا أن نعرف ذلك من الفاعلين في المنظومة الجامعية ذاتها من أساتذة وأكاديميين وأهل علم ومعرفة وخبرة، وإن تنوعت آراؤهم وتباينت ـأحيانا ـ وجهات نظرهم فهم يقدمون عصارات فكرهم للجامعة.
يا ليتَ تتكون لدينا فضيلة الأخذ والاستيعاب، والاستفادة من كل الآراء والأفكار لتطوير أفكارنا وتحسين أعمالنا وتجويد أدائنا، فهذه الخلاصة المهمة المركزة إذا وجدت طريقها إلى المسؤولين في الوزارة الوصية، وأخضعتها للتحليل والمدارسة لا ريب أنها ستستفيد منها أيما استفادة، بالتعرف على مكامن الضعف والنقص، وأيضا مواطن القوة والاقتدار فتعمد إلى “تجفيف” ما يتعلق بالنقائص وحصرها، وتقوية جوانب القوة وتفعيلها والزيادة منها.
لقد رأينا أنه من واجبنا الاجتهاد في التحسين، وأيضا الاجتهاد في التعاون على ما فيه خير العلم والتعليم والمعرفة، والجامعة هي موطن ذلك كله، فتواصلنا مع العديد من الأفاضل والفاضلات الذين واللائي لديهن ولدين باع في مجال التعليم العالي، واستنفرناهم لإعطاء خلاصة تجربتهم وجميل نظرهم ومركز تفكريهم في المسألة، فجاءت مساهماتهم متنوعة ومتعددة النكهات، ولكنها تصب جميعها في خدمة الجامعة الجزائرية، وتنوير طريق العمل أمام القائمين على هذه الصروح الكبيرة المنتشرة في كل أنحاء الوطن.
وسنوصل العدد إلى بعض المسؤولين ونأمل الاستفادة منه بشكل منهجي وعلمي .ولعله يتوج لاحقا بمنتدى أو ملتقى علمي نوعي تنظمه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وتشرك فيه العاملين الجادين من الباحثين والعلماء والأكاديميين وأهل الخبرة في التسيير والإدارة لتكتمل الحلقة ببلورة مشروع تصور لتعزيز دور الجامعة الجزائرية، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ح. خليفة