الجزائر… حين يتكلم المجد
الكلمة التي ألقاها المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، في مواجهة ممثل الكيان الصهيوني لم تكن مجرّد ردٍّ بروتوكولي، بل أشبه بصوت التاريخ حين ينهض من مقعده ليذكّر العالم بمن تكون الجزائر. كلمةٌ واحدة لخّصت كل المعاني: “الجزائر لا تخاف”؛ عبارة ليست شعارًا يُرفع، بل سيرة وطنٍ ودماء أبطالٍ وذاكرة مقاومةٍ أوسع …

الكلمة التي ألقاها المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، في مواجهة ممثل الكيان الصهيوني لم تكن مجرّد ردٍّ بروتوكولي، بل أشبه بصوت التاريخ حين ينهض من مقعده ليذكّر العالم بمن تكون الجزائر. كلمةٌ واحدة لخّصت كل المعاني: “الجزائر لا تخاف”؛ عبارة ليست شعارًا يُرفع، بل سيرة وطنٍ ودماء أبطالٍ وذاكرة مقاومةٍ أوسع من الخرائط.
من على منبر مجلس الأمن ارتفع صوت المحروسة ليقول للكيان ومن وراءه: قبل أن تُخطئ في قراءة حاضرها، اقرأ ملحمة أرض الجبابرة، فالجزائر ليست مزرعة نفط تُدار بالتهديد، بل محراب كرامة ومصنع رجال تتجدّد فيهم الثورة كلما تجرّأ عليها متجبّر.
إسرائيل تعرف ذلك، وتعرف أن غضبة الجزائر غضبة تاريخ لا غضبة بيانات، وأن هذه البلاد إذا نهضت نهض معها المبدأ لا المصلحة، وما استشهاد بن جامع بموقف باكستان إلا إشارة إلى أن الدفاع عن الوطن لا يُحسم في قاعاتٍ مكيفة بل في ساحات الرجال، حيث الكلمة موقف، والموقف فعل.
بهكذا كلمات ومواقف، أعادت الجزائر تذكير من نسى أو تناسى حضورها، بأنها دولة لا تُقايض سيادتها، ولا تبيع ذاكرتها، فهي صوتٌ باق أبد الدهرليذكّر العالم بأن الكرامة قد تصمت طويلًا، لكنها إذا تكلّمت تصنع التاريخ.