الجمهورية ترافق نادي حبيباس في خرجة استكشافية من شاطئ كوراليس ...رحلة في عالم الغوص

وهران: رافقت الجمهورية نادي “حبيباس” رحلته الاستكشافية وخاضت معه فريدة من نوعها، لا تكتفي بإبهار البصر، بل تهزّ الداخل، وتعيد صياغة علاقتك بالعالم من حولك. كوراليس، هذا الشاطئ الواقع ببلدية بوسفر، لم يكن مجرّد نقطة انطلاق، بل بداية لتحوّل غير متوقّع. هناك، حيث يستقر نادي “حبيباس” للغوص، الذي تأسس عام 2019، تعرفنا إلى فريق شغوف بالبحر، لا يتعامل معه كمساحة ترفيهية، بل ككائن حي، يُعاش ويُحترم ويُكتشف. منذ اللحظة الأولى، مما جعل التردد يتراجع أمام الرغبة في الاكتشاف. ركبنا الباخرة في اتجاه موقع يُعرف باسم “منطقة 33”، جزيرة صخرية صغيرة تحيط بها مياه شفافة، تشي من بعيد بأنها تخبئ شيئًا مدهشًا في أعماقها. هناك، التقينا الغواص والمدرب الفيدرالي يوسف بن يحيى، رفقة الغوّاصة ابتسام وبقية الفريق، الذين بدؤوا بتحضيرنا نفسيًا وتقنيًا. تعلمنا إشارات التواصل تحت الماء، تلك اللغة البصرية الدقيقة التي تُغني عن الكلام في مكان لا يسمح للصوت بالمرور. في كل توجيه، فقال يوسف بثقة: “كل شيء محسوب علينا و كل شيئ تحت السيطرة… فقط تنفسوا”. استعددنا، وارتدينا معدات الغوص: البدلة، القناع، الزعانف، وخزان الهواء. لم تكن تلك المعدات مجرد أدوات، بل أشبه بمفتاح عبور نحو بُعد آخر. وقفنا على حافة الجزيرة، مستعدين للقفز نحو الأعماق. لم يكن الهبوط سهلاً، لكنه لم يكن مخيفًا كما تخيلنا. مع كل متر ننزل فيه، كان ضجيج الحياة اليومية يتلاشى تدريجيًا، كأنما ينسحب منّا برفق، ويُفسح المجال لسكينةٍ لم نعهدها. داخل الماء، تغيّر كل شيء. اللون، الإحساس، وحتى الزمن بدا أبطأ وأكثر اتساعًا. كأن البحر أوقف العالم مؤقتًا لنكتشف وجهًا آخر للوجود. المشهد كان مذهلًا: شعاب مرجانية تلوّن المشهد بالأحمر، الأزرق، الأخضر، وأصناف من الأسماك اللامعة تدور حولنا بفضول ووداعة. الماء كان نقيًا بشكل يكاد يكون خياليًا، حتى بدونا وكأننا نسبح في قطعة من البلور. وسط هذا الجمال، رفع الفريق العلم الجزائري تحت الماء، في لقطة مؤثرة امتزج فيها حبّ الوطن بهيبة الطبيعة. كانت لحظة صامتة، لكنها ناطقة بمعناها، التقطتها عدسات كاميرات مقاومة للماء زودنا بها النادي لتوثيق الرحلة. الغوص، كما يؤكد يوسف بن يحيى، ليس مجرد نشاط رياضي، بل تجربة ذاتية شاملة. النادي يقدم تكوينات على ثلاث درجات مختلفة الأولى تسمح بالغوص حتى عمق 20 مترًا، الثانية تصل إلى 30 مترًا، والثالثة إلى 40 مترًا، مع تدريبات في الغوص الحر دون قارورة أكسجين، وهو تخصص يتطلب تركيزًا ولياقة عالية. ويؤكد أن السن الأدنى للمشاركة هو 8 سنوات، بشرط مرافقة مدرب، ما يجعل التجربة آمنة ومتاحة للجميع. هذه الرحلة علمتنا أن الغوص لا يُدرَّس فقط في الكتب أو يمارس للترفيه. هو درس في الصبر، في الإنصات، في الثقة، وفي الانسجام مع الطبيعة. هو رياضة للقلب قبل الجسد، وعبور هادئ نحو الذات. ففي عالم ضاجٍ بالحركة والضوضاء، أحيانًا لا نحتاج إلا إلى أن نغوص… لنصغي لما لا يُقال على السطح

يوليو 30, 2025 - 13:12
 0
الجمهورية ترافق  نادي حبيباس  في خرجة  استكشافية من شاطئ كوراليس ...رحلة في عالم الغوص
وهران:
رافقت الجمهورية نادي “حبيباس” رحلته الاستكشافية وخاضت معه فريدة من نوعها، لا تكتفي بإبهار البصر، بل تهزّ الداخل، وتعيد صياغة علاقتك بالعالم من حولك. كوراليس، هذا الشاطئ الواقع ببلدية بوسفر، لم يكن مجرّد نقطة انطلاق، بل بداية لتحوّل غير متوقّع. هناك، حيث يستقر نادي “حبيباس” للغوص، الذي تأسس عام 2019، تعرفنا إلى فريق شغوف بالبحر، لا يتعامل معه كمساحة ترفيهية، بل ككائن حي، يُعاش ويُحترم ويُكتشف. منذ اللحظة الأولى، مما جعل التردد يتراجع أمام الرغبة في الاكتشاف. ركبنا الباخرة في اتجاه موقع يُعرف باسم “منطقة 33”، جزيرة صخرية صغيرة تحيط بها مياه شفافة، تشي من بعيد بأنها تخبئ شيئًا مدهشًا في أعماقها. هناك، التقينا الغواص والمدرب الفيدرالي يوسف بن يحيى، رفقة الغوّاصة ابتسام وبقية الفريق، الذين بدؤوا بتحضيرنا نفسيًا وتقنيًا. تعلمنا إشارات التواصل تحت الماء، تلك اللغة البصرية الدقيقة التي تُغني عن الكلام في مكان لا يسمح للصوت بالمرور. في كل توجيه، فقال يوسف بثقة: “كل شيء محسوب علينا و كل شيئ تحت السيطرة… فقط تنفسوا”. استعددنا، وارتدينا معدات الغوص: البدلة، القناع، الزعانف، وخزان الهواء. لم تكن تلك المعدات مجرد أدوات، بل أشبه بمفتاح عبور نحو بُعد آخر. وقفنا على حافة الجزيرة، مستعدين للقفز نحو الأعماق. لم يكن الهبوط سهلاً، لكنه لم يكن مخيفًا كما تخيلنا. مع كل متر ننزل فيه، كان ضجيج الحياة اليومية يتلاشى تدريجيًا، كأنما ينسحب منّا برفق، ويُفسح المجال لسكينةٍ لم نعهدها. داخل الماء، تغيّر كل شيء. اللون، الإحساس، وحتى الزمن بدا أبطأ وأكثر اتساعًا. كأن البحر أوقف العالم مؤقتًا لنكتشف وجهًا آخر للوجود. المشهد كان مذهلًا: شعاب مرجانية تلوّن المشهد بالأحمر، الأزرق، الأخضر، وأصناف من الأسماك اللامعة تدور حولنا بفضول ووداعة. الماء كان نقيًا بشكل يكاد يكون خياليًا، حتى بدونا وكأننا نسبح في قطعة من البلور. وسط هذا الجمال، رفع الفريق العلم الجزائري تحت الماء، في لقطة مؤثرة امتزج فيها حبّ الوطن بهيبة الطبيعة. كانت لحظة صامتة، لكنها ناطقة بمعناها، التقطتها عدسات كاميرات مقاومة للماء زودنا بها النادي لتوثيق الرحلة. الغوص، كما يؤكد يوسف بن يحيى، ليس مجرد نشاط رياضي، بل تجربة ذاتية شاملة. النادي يقدم تكوينات على ثلاث درجات مختلفة الأولى تسمح بالغوص حتى عمق 20 مترًا، الثانية تصل إلى 30 مترًا، والثالثة إلى 40 مترًا، مع تدريبات في الغوص الحر دون قارورة أكسجين، وهو تخصص يتطلب تركيزًا ولياقة عالية. ويؤكد أن السن الأدنى للمشاركة هو 8 سنوات، بشرط مرافقة مدرب، ما يجعل التجربة آمنة ومتاحة للجميع. هذه الرحلة علمتنا أن الغوص لا يُدرَّس فقط في الكتب أو يمارس للترفيه. هو درس في الصبر، في الإنصات، في الثقة، وفي الانسجام مع الطبيعة. هو رياضة للقلب قبل الجسد، وعبور هادئ نحو الذات. ففي عالم ضاجٍ بالحركة والضوضاء، أحيانًا لا نحتاج إلا إلى أن نغوص… لنصغي لما لا يُقال على السطح
الجمهورية ترافق  نادي حبيباس  في خرجة  استكشافية من شاطئ كوراليس ...رحلة في عالم الغوص