الذكرى السبعون لمعركة “الميم “

سبعون سنة انصرمت على معركة ليست كأحدٍ من المعارك، وهي ليست بين أعداء ولكنها كانت بين إخوة، وكان سلاحها اللسان وليس السنان، حيث لم يمتشق فيها حسام، ولم يسل فيها سيف، ولم يرم فيها سهم. كانت المعركة على “حرف”، فانقسم القوم إلى فريقين؛ فريق يدعو إلى هذا الحرف وينتصر له، ويتشبث به، ويجادل عنه، ولا […] The post الذكرى السبعون لمعركة “الميم “ appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 16, 2025 - 18:20
 0
الذكرى السبعون لمعركة “الميم “

سبعون سنة انصرمت على معركة ليست كأحدٍ من المعارك، وهي ليست بين أعداء ولكنها كانت بين إخوة، وكان سلاحها اللسان وليس السنان، حيث لم يمتشق فيها حسام، ولم يسل فيها سيف، ولم يرم فيها سهم.
كانت المعركة على “حرف”، فانقسم القوم إلى فريقين؛ فريق يدعو إلى هذا الحرف وينتصر له، ويتشبث به، ويجادل عنه، ولا يرى وجوده إلا في هذا الحرف، وفريق كان يدعو إلى نبذ هذا الحرف والتخلص منه، وعدم التقيد به… أتدرون ما هو هذا الحرف؟
إنه حرف “الميم” وهو الحرف الأول من كلمة “مسلم”، ويقابله في اللسان الفرنسي حرف “M” وهو الحرف الأول من كلمة musulman .
في مثل هذه الأيام من عام 1955 تنادى الطلبة الجزائريون إلى تأسيس تنظيم خاص بهم ليدافع – في الظاهر- عن مطالبهم الاجتماعية، وليناصر في الحقيقة شعبهم، وينخرط في جهاده المقدس ويسفه دعاية الأعداء الفرنسيين أن هذه الثورة من عمل من تسميهم “الخارجين عن القانون”، “قطاع الطرق”.
عقد الطلبة هنا في الجزائر وفي فرنسا عدة اجتماعات للموافقة على تسمية تنظيمهم، وإعداد القوانين المسيرة له.
اقترحت عدة تسميات، ولكن أكثرية الطلبة انحازوا إلى تسمية تنظيمهم “الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين”، رغم أن أكثرهم لم يكونوا ملتزمين بأداء شعائر الإسلام ولكن وعيهم دعاهم إلى التشبث بكلمة المسلمين، حتى لا يتسرب غير المسلمين إلى هذا الاتحاد، ويكون كـ”السوسة” التي تنخر هذا التنظيم من الداخل، وأما الأقلية من أولئك الطلبة (وهما اللائكيون، والشيوعيون) فكانوا يدعون إلى فتح أبواب التنظيم للطلبة الشيوعيين والنصارى واليهود – مما يفتح الباب إلى اختراقه من قبل الأعداء.
لا بد لهذا التنظيم من هيئة تدير شؤونه، ومن رئيس ينطق باسمه… وفي هذه الأثناء جاءت تعليمة من المجاهد رمضان عبان الذي كان يدير شؤون الثورة في مدينة الجزائر، محتوى هذه التعليمة هو أن لا يكون رئيس هذا الاتحاد الطلابي ميصاليا، اي من اتباع ميصالي الحاج، أو مركزيا أي من أتباع اللجنة المركزية المنشقة عن ميصالي، أو شيوعيا، أي من اتباع الحزب الشيوعي الجزائري أو الفرنسي فتوجهت الأنظار إلى الطالب أحمد طالب الإبراهيمي “العلمائي” (نسبة إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) فانتخب رئيسا لهذا التنظيم إلى ضم إلى قيادة الثورة في باريس ثم قبض عليه. وقد سمعت هذه الرواية مرتين من المجاهد أحمد دوم، الذي كان مسئولا عن الثورة في منطقة باريس. رحم الله شهداءنا الأبرار، وأمد في أعمار مجاهدينا الذين نقلوا الجهاد إلى عقر دار العدو، وثبتنا على نهجهم الوطني.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الذكرى السبعون لمعركة “الميم “ appeared first on الشروق أونلاين.