فارس الكلمة يترجل..

وري الثرى جثمان الإعلامي الراحل علي ذراع يوم أمس بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة ،والذي رحل عن عمر ناهز 78 عاما، إثر مرض عضال، أين حضر جنازة فقيد الجزائر عدد من الوزراء على رأسهم وزير الاتصال محمد مزيان،والعديد من الشخصيات السياسية والوطنية والإعلامية وغيرها من الإطارات من مختلف القطاعات التي جاءت لتودع القامة الإعلامية السامقة …

يوليو 16, 2025 - 22:12
 0
فارس الكلمة يترجل..


وري الثرى جثمان الإعلامي الراحل علي ذراع يوم أمس بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة ،والذي رحل عن عمر ناهز 78 عاما، إثر مرض عضال، أين حضر جنازة فقيد الجزائر عدد من الوزراء على رأسهم وزير الاتصال محمد مزيان،والعديد من الشخصيات السياسية والوطنية والإعلامية وغيرها من الإطارات من مختلف القطاعات التي جاءت لتودع القامة الإعلامية السامقة التي قدمت الكثير لعالم الصحافة الجزائرية وخدمتها بكل تفان وصدق.

تقلد الراحل علي ذراع عدة مناصب ومسؤوليات، خلال مساره المهني، من صحفي عبر عدد من الجرائد الوطنية والعناوين الإخبارية، إلى رئيس تحرير يومية “الشعب”، فمديرا عاما لمجلة “الوحدة”، وبعدها مديرا عاما ليومية المساء، ومستشارا إعلاميا بمجمع “الشروق”، كما شغل المرحوم مؤخرا، منصب الناطق الرسمي والمكلف بالإعلام بالسلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات.

وزير الاتصال محمد مزيان: علي ذراع مجاهد من مجاهدي أسرة الإعلام

أكد وزير الاتصال محمد مزيان، بأن المرحوم علي ذراع مجاهد من مجاهدي أسرة الإعلام الوطني ، أين أدى واجبه كاملا من خلال رسالة الإعلام النبيلة فكان عن جدارة واستحقاق من أدرع الأسرة الإعلامية، فالراحل كان من الإطارات السامية المخلصة لهذا الوطن ، حيث أنه كان متبعا بالقيم الوطنية التي استمدها من أسرته المجاهدة.

محمد بغداد: اسم علي ذراع ..أيقونة لن تنسى

قال الدكتور محمد بغداد في تصريح ليومية “الوسط “‪ ‬من نذر الأسى أن تحضر النخب في مواسم الأحزان، وتنتعش مناقبها في معابر الفراق، ومن عادة هذه المناسبات أن تتكاثر المناشير التعازي والمواساة وتتزاحم الذكريات التي لا تنجب سوى المزيد من اليأس والإحباط، و لعل الأستاذ علي ذراع توافق مصيره مع خواتم القدر، حيث أنه غادر المشهد الإعلامي خاصة والثقافي عامة، في ظروف تتميز بعدم الانسجام التاريخي مع تزايد سقف الضغوط والاضطراب، وقتامة التوقعات وتذبذب السيناريوهات‪.‬‬‬
وأشار الأكاديمي بغداد،إلى أن الأستاذ علي ذراع اختار منذ البداية أن ينتمي إلى جيل أثخنت ذاكرته بمشاهد المزاحمة المقاومة وعذوبة الانتصار اقتبسها من جيل الثورة التحريرية التي فتح عيونه على بريق بنادقه المكلل بالأمجاد، والمثقلة بالتضحيات والمشرئبة إلى آفاق مفتوحة على أشرعة مستقبل مفتوح وقد حرص الفقيد وجيله في أن يواجه خيبات انكسار الأحلام التي بشرت بها بوارق بنادق المقاومة والتحرير بمواريث روح الثوابت والتترس بجدران الوطنية وصوامع الانتماء للذات، فظل هذا الجيل متمسكا بتلك القواعد التي اعتبرها ذهبية وغير قابلة للتفاوض في ممارسته الإعلامية التي استعصم بجواهر التجربة الوطنية في ممارسة الإعلام ،معتبرا أن ذلك هو ديدان الأجيال الوارثة للاستقلال وعلى كاهلها تقع أوزار الحقيقة وتكاليف التنمية المتصورة، مشيرا إلى أن الجيل الذي ينتمي إليه علي ذراع يشعر اليوم بأن رحيل جثمان هذا الرجل إلى دار البقاء هو نذير بأن شيء كبيرا قد وقع وأن الألم لا يعني فقط غياب أحد الأسماء التي تزين جدارية الإنجاز الإعلامي لهذا الجيل، ولكنه في الوقت نفسه يشكل رحيل علي ذارع إعلان سابق لأوانه بهدير مزلزل ،لأن أوراق اعتماد هذه الجيل بحاجة شديدة إلى إعادة النظر والبحث في مواقع البحث عن مبررات الاعتماد، وشرعية البقاء والتأثير والمنافحة عن قيم الصوابية والاقتراب إلى حواف الحقيقة‪.‬‬
واعتبر الإعلامي بغداد محمد ،بأن رحيل الأستاذ علي ذراع بقدر ما هو فاجعة مؤلمة عبرت عنها تلك المشاعر والتعابير المحزنة التي انتشرت في الفضاء الافتراضي بسرعة البرق وسعة المنتهى المتجاوز لنطاق الذين لمسوا في الرجل دماثة الأخلاق وعلو الكعب وجودة الإقدام وجمالية الإنتاج الإعلامي، والتمرس في صفوف المجتمع والمرافعة للمصالح العليا للأمة، فقد استطاع الراحل أن يشكل تلك الحلقة المفقودة ويسد جزء مهم من الثلمة المتوسعة بين الأجيال المتعاقبة، وبالذات صناعة تلك الشبكة المترامية بين المناخات السياسية والثقافية والاجتماعية، من خلال التخفيف من تعقيدات التناقضات الصارخة المتصاعدة مع تقلب المستجدات، ليكون مع غيره مثالا يحتاج اليوم إلى تلك الوقفة التي تتجاوز مشاعر الحزن وسلوكات الألم، إلى الانتقال نحو استدراك ما فات من الفرص الضائعة.
‪ ‬‬
صالح عزوز: عمي علي شخصية ملهمة
‪ ‬‬
أوضح الصحفي صالح عزوز بمجلة “الشروق العربي”، في تصريح ليومية “الوسط” أننا نعزي أنفسنا وكل الأسرة الإعلامية والجزائر ككل، في وفاة منبرا إعلاميا كان وسوف يبقى كذلك، شخصية وطنية قبل أن يكون إعلاميا متمرسا، انتقل بين العديد من المؤسسات الإعلامية، وشهد له الجميع بتفانيه في خدمة الإعلام الهادف الذي يخدم الرسالة الإعلامية و الجزائر ككل. وترجله اليوم هو خسارته كشخصية ملهمة في الوسط الإعلامي، لا أقول أن الجزائر لن تلد بعدها أسماء في عالم الإعلام بنفس الوزن والثقل، لأن الجزائر ولادة دائما في كل المجالات، لكن مكانه سوف يبقى شاغرا أكيد، على الأقل في الفترة الحالية، لأن الإعلام لم يفقده كوجه إعلامي فحسب بل شخصية وإنسان، تلامس فيه الإنسانية قبل شيء آخر، وأرجع وأكرر التعزية لأهله ولكل محبيه وكذا الأسرة الإعلامية، التي أكيد سوف تبقى تتذكر ” عمي علي” كما يحلو للعديد منهم تسميته، وهي دلالة قربه من كل الأشخاص المحيطين به.
‪ ‬‬
‪ ‬‬
فاتح بوطبيق: الراحل نذر قلمهُ لخدمة الحقيقة
‪ ‬‬
أفاد رئيس حزب جبهة المستقبل فاتح بوطبيق، إلى أنه بقلوب خاشعة ونفُوس يعتصرها الألم،تلقّينا نبأ وفاة الإعلامي الكبير علي ذراع، الرجل الذي نذر قلمهُ لخدمة الحقيقة، وجعل من صوته منبرًا للوطن، وبرحيله، يفقد الإعلام الجزائري أحد أعمدته الصادقة، ورمزًا من رموز الكلمة الملتزمة فقد كان هذا الإعلامي المتميز والمتمرس والمناضل علي ذراع رجلا وطنيا، والحضور المهيب في جنازته يظهر مدى أهمية ومكانة هذا الرجل في قلوب الجزائريين.

أحمد ميزاب: منابر الإعلام خسرت أحد أعمدتها

نعى الخبير الأمني والإستراتيجي أحمد ميزاب، الراحل علي ذراع قائلا بقلوب يعتصرها الأسى، نودع قامة وطنية سامقة، ورجلاً من طينة الكبار،فهذا الأستاذ،الذي اختار الرحيل في صمت الكبار، بعد عمر قضاه في خدمة الكلمة الحرة، والوفاء للجزائر، فقد رحل من ظل طوال عقود يُعلّم معنى الثبات، ويزرع قيم النزاهة، ويُذَكِّر أنّ الصحافة رسالة لا مهنة،وأنّ الوطنية التزام لا شعار، منابر الإعلام خسرت أحد أعمدتها، والنخبة الوطنية ودّعت رجلاً قلّ أمثاله: حاضر البصيرة، صادق الموقف، نظيف اليد واللسان.

حكيم مالك