الشجاعة “مادلين”…
بعيدًا عن النتيجة المتوقعة التي كشفت وجه الكيان الصهيوني كقوة بطش وعدوان، وبعيدًا عن أن سفينة “مادلين” لم تصل إلى غزة المحاصرة كما كان مقررا؛ فإن رسالتها وصلت بوضوح إلى ضمير العالم، وإلى قلب غزة، حيث ينتظر الأطفال والنساء والشيوخ بصيص أمل. ”مادلين” لم تكن مجرد سفينة تحمل نشطاء، بل بيانًا إنسانيًا عابرًا للحدود. ورغم …

بعيدًا عن النتيجة المتوقعة التي كشفت وجه الكيان الصهيوني كقوة بطش وعدوان، وبعيدًا عن أن سفينة “مادلين” لم تصل إلى غزة المحاصرة كما كان مقررا؛ فإن رسالتها وصلت بوضوح إلى ضمير العالم، وإلى قلب غزة، حيث ينتظر الأطفال والنساء والشيوخ بصيص أمل.
”مادلين” لم تكن مجرد سفينة تحمل نشطاء، بل بيانًا إنسانيًا عابرًا للحدود. ورغم أن جيش الاحتلال أوقفها، فإنها ساهمت في كسر الحصار رمزيًا، وفضحت أمام العالم ازدواجية الخطاب الصهيوني، وأسقطت أقنعة طالما اختبأ خلفها الكيان تحت شعارات كاذبة مثل “الديمقراطية” و”حق الدفاع عن النفس”.
كما كشفت “مادلين” حجم الخذلان العربي، ووضعت العالم أمام مرآة قاسية: أن الوقوف في وجه الظلم، ولو رمزيًا، أشرف من الصمت.
ورطة الكيان لم تكن في اعتراض السفينة، بل في عجزه عن إخفاء الحقيقة، إذ أظهر جيشه، رغم ترسانته، أنه لا يواجه إلا بالقمع، لتكون الهزيمة إعلامية وأخلاقية.
الأهم، أن “مادلين” أعادت تعريف البطولة، وأثبتت أن الشعوب، لا الحكومات، تحمل شعلة الكرامة، مؤكدة أن الخوف من “إسرائيل” ليس قدرًا، بل صناعة يمكن كسرها والتمرد على وحشيتها…لقد نجحت مادلين فيما فشلت فيه دولا وأنظمة .