العدوان الصهيوني على إيران يؤسس لنظام جديد قائم على الفوضى

يشكل هجوم الكيان الغادر على إيران، تطورا خطيرا في مشهد السياسة الدولية يؤشر على ميلاد ممارسات جديدة من شأنها أن تدخل العالم حالة من الفوضى وتؤسس لنظام جديد قوامه سعي القوي إلى فرض منطقه على الضعيف مستغلا دعم وتواطؤ البعض من جهة، ولا مبالاة البعض الآخر من جهة أخرى. ولأول مرة في التاريخ الحديث ودون […] The post العدوان الصهيوني على إيران يؤسس لنظام جديد قائم على الفوضى appeared first on الجزائر الجديدة.

يونيو 15, 2025 - 16:47
 0
العدوان الصهيوني على إيران يؤسس لنظام جديد قائم على الفوضى

يشكل هجوم الكيان الغادر على إيران، تطورا خطيرا في مشهد السياسة الدولية يؤشر على ميلاد ممارسات جديدة من شأنها أن تدخل العالم حالة من الفوضى وتؤسس لنظام جديد قوامه سعي القوي إلى فرض منطقه على الضعيف مستغلا دعم وتواطؤ البعض من جهة، ولا مبالاة البعض الآخر من جهة أخرى.

ولأول مرة في التاريخ الحديث ودون سابق إنذار، يقوم كيان مارق بالاعتداء في أبشع صوره على دولة أخرى، بداعي حرمانها من تطوير تكنولوجيتها النووية للأغراض السلمية، وهو الذي يتوفر على المئات من القنابل النووية، ويرفض أيضا إخضاع برنامجه النووي للرقابة الدولية، ممثلة في الوكالة الدولية للطاقة.

ولم يكن ليحدث هذا العدوان الغادر وغير المبرر من الكيان الغاصب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لولا تواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، رغم ما ينطوي عليه هذا العدوان من مخاطر كبيرة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والسلام العالمي برمته، وكذا بالرغم من إدراك الإدارة الأمريكية أيضا، أن نتنياهو قام بهذا الهجوم العدائي، لأغراض سياسية لها علاقة بحسابات شخصية، من قبيل تأجيل محاكمته المرتقبة بسبب قضايا الفساد التي يتابع بسببها حاليا.

العدوان الذي قام به الكيان على إيران، سيؤسس لمرحلة جديدة في المشهد الدولي، لا تستند على الشرعية ولا الأعراف القانونية التي بني عليها النظام الدولي لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لأن ما قام به نتنياهو لا يستند لا إلى الأمم المتحدة ولا على أي مبرر آخر، كما كان الحال في السابق، عندما تم استهداف العراق وليبيا، والتي تم خلالهما “مسح السكين”، في الهيئة الأممية كما معلوم، بمبررات ثبت لاحقا أنها واهية، باعتراف مسؤولين أمريكيين معروفين، كما في حالة العراق، وبتورط الرئيس الفرنسي الأسبق الغارق في الفساد، نيكولا ساركوزي.

ومنذ الجمعة المنصرمة، يمكن القول إن العالم دخل حالة من الفوضى لها ما لها من مخاطر على مستقبل الإنسانية، أبرز مؤشراتها تفشي الحروب دون مبررات، وإرساء قاعدة مفادها أن القوي بإمكانه فرض منطقه على الضعيف، بكل السبل ولو تطلب الأمر استعمال قوة السلاح، مع ما يترتب عن ذلك من مآسي تدفع ثمنها الشعوب المستضعفة.

غير أنه والمقابل، إن كان من إيجابيات للوضع الجديد في ظل ما أفرزه العدوان الصهيوني الغاشم على دولة ذات سيادة، فقد يدفع الدول المستهدفة، وهي في عمومها دول عربية وإسلامية، إلى التكتل والتقارب، أكثر من أي وقت مضى، للدفاع عن نفسها في مواجهة غطرسة من يتربصون بها، وقد بدأت ملامح هذا التكتل تلوح في الأفق، في الموقف الباكستاني غير المسبوق، الذي حذر الكيان الصهيوني من استعمال السلاح النووي في حربه على إيران، وإلا دخلت إسلام آباد على خط المواجهة، وهو تطور لافت يجب التوقف عنده مطولا.

علي. ب

The post العدوان الصهيوني على إيران يؤسس لنظام جديد قائم على الفوضى appeared first on الجزائر الجديدة.