المرض ليس النهاية.. “نوفل” قصة نجاح تستحق التقدير

في يوم مميز من أيام شهر جويلية، حصل نوفل على شهادة البكالوريا، وهو الشاب الذي تحدى كل الصعاب ليصل إلى هذا اليوم، ويحقق إنجازًا يصعب على الكثيرين تحقيقه. قد تبدو قصته قصة عادية في ظاهرها، حيث يحقق أحدهم نجاحًا في شهادة البكالوريا، لكن الحقيقة أن القصة وراء هذا الإنجاز تستحق أن تُروى لأنها مليئة بالتحديات، [...] ظهرت المقالة المرض ليس النهاية.. “نوفل” قصة نجاح تستحق التقدير أولاً على الحياة.

يوليو 22, 2025 - 13:51
 0
المرض ليس النهاية.. “نوفل” قصة نجاح تستحق التقدير

في يوم مميز من أيام شهر جويلية، حصل نوفل على شهادة البكالوريا، وهو الشاب الذي تحدى كل الصعاب ليصل إلى هذا اليوم، ويحقق إنجازًا يصعب على الكثيرين تحقيقه. قد تبدو قصته قصة عادية في ظاهرها، حيث يحقق أحدهم نجاحًا في شهادة البكالوريا، لكن الحقيقة أن القصة وراء هذا الإنجاز تستحق أن تُروى لأنها مليئة بالتحديات، المعاناة، والصبر.

رحلة نوفل مع المرض

في عام 2016، عندما كان نوفل في سن التاسعة، خضع لعملية جراحية لتصحيح انحراف في العمود الفقري. العملية كانت مأساوية، حيث لم تنجح بالشكل المطلوب، وتسببت في شلل كامل لجسده. نوفل أصبح لا يقوى على الحركة، وكان بحاجة مستمرة إلى جهاز التنفس الاصطناعي لكي يعيش. هذه الحادثة جعلته يعيش في مستشفى “سطيف” لفترات طويلة في قسم الإنعاش الطبي.

لكن الحقيقة الصادمة في قصة نوفل هي أنه مرّ بتجربة أشبه بالمعجزة في إحدى المرات، توقّف قلبه عن النبض سبع مرات متتالية في أقل من ساعة، لكن فريق الإنعاش الطبي، الذي أصر على المضي قدمًا رغم الظروف الصعبة، تمكّن من إنعاشه وإعادته إلى الحياة، ليصبح نوفل أكثر إصرارًا على الاستمرار في التحدي.

معاناة وصبر

خلال سنوات من العلاج المكثف، كان نوفل يتنفس عبر فتحة في القصبة الهوائية، وهي عملية تُسمى “تراكيـوتومي” (trachéotomie)، وكان يدخل ويخرج من المستشفى باستمرار. وكان والده، هشام، المثل الأعلى في الصبر، حيث كان يتابع علاج ابنه في كل خطوة ويقف بجانبه في أصعب اللحظات.

رغم تلك المعاناة الجسدية والنفسية، لم يستسلم نوفل. بل كان يواصل دراسته، وكان متفوقًا في دروسه، ونجح في شهادة “البيام”، ليبدأ مرحلة جديدة من التحدي نحو البكالوريا.

البكالوريا: النهاية أم البداية؟

في هذا العام، حقق نوفل نجاحًا عظيمًا بحصوله على شهادة البكالوريا بتقدير ممتاز. لم يكن هذا النجاح مجرد علامة على تحصيله العلمي، بل كان رمزًا لإرادته وعزيمته التي لا تلين. نوفل أصبح اليوم نموذجًا للكثيرين، سواء في مجال الدراسة أو في الحياة بشكل عام، فهو يثبت أن الصبر والإصرار قادران على التغلب على أقوى التحديات.

يستحق نوفل اليوم التكريم مثلما يستحقه كل من اجتاز البكالوريا بامتياز. قصته هي قصة ملهمة لكل طالب، وكل شخص يواجه صعوبات في حياته. فإن نوفل يُظهر لنا أن لا شيء مستحيل إذا تمسكنا بالأمل، وأن النجاح الحقيقي لا يقاس فقط بالنقاط أو بالنتائج، بل بمقدار القوة والإرادة التي نبذلها لتحقيق أهدافنا.

ألف مبروك، نوفل! أنجزت ما لم ينجزه الكثيرون، وأنت اليوم قدوة يُحتذى بها في الصبر، المثابرة، والإرادة الصلبة.

ظهرت المقالة المرض ليس النهاية.. “نوفل” قصة نجاح تستحق التقدير أولاً على الحياة.