اليمين الفرنسي المتطرف يستعدي الاتحاد الأوربي ضد الجزائر

شهدت الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان) حملة هستيرية قادها نواب من اليمين واليمين المتطرف ضد الجزائر، مستغلين قضية الكاتب بوعلام صنصال في محاولة لفرض وصاية سياسية وقضائية على دولة ذات سيادة، من خلال سلسلة تعديلات صادمة على مشروع قرار يفترض أن يكون رمزيا، لكنه تحول إلى ورقة ضغط سياسية فجة. وجاء هذا السيل من […] The post اليمين الفرنسي المتطرف يستعدي الاتحاد الأوربي ضد الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 4, 2025 - 20:11
 0
اليمين الفرنسي المتطرف يستعدي الاتحاد الأوربي ضد الجزائر

شهدت الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان) حملة هستيرية قادها نواب من اليمين واليمين المتطرف ضد الجزائر، مستغلين قضية الكاتب بوعلام صنصال في محاولة لفرض وصاية سياسية وقضائية على دولة ذات سيادة، من خلال سلسلة تعديلات صادمة على مشروع قرار يفترض أن يكون رمزيا، لكنه تحول إلى ورقة ضغط سياسية فجة.
وجاء هذا السيل من الهذيان والحقد والتدخل السافر في شؤون الجزائر الداخلية، على اثر تعديلات قدمت الخميس 2 ماي 2025، اطلعت عليها “الشروق”، على نص للجنة الشؤون الخارجية كانت قد اعتمدته لجنة الشؤون الأوروبية بشأن الاقتراح المقدم من طرف النائب كونستانس لوغريب وأعضاء آخرين، بشأن قرار أوروبي يدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن بوعلام صنصال.
في هذا السياق، اقترح نواب من حزب “الجمهوريون” و”التجمع الوطني” تعديلات على نص المشروع، من بينها بند يدعو الحكومة الفرنسية إلى تعليق منح التأشيرات للمواطنين الجزائريين، ما لم يتم الإفراج عن صنصال، وهو ما يعكس توجها عقابيا جماعيا عنصريا يستهدف الجزائريين وخصوصا العائلات.
وجاء في نص التعديل “ندعو الحكومة الفرنسية إلى الحدّ بشكل كبير، بل إلى تعليق إصدار التأشيرات للجزائريين، طالما أن بوعلام صنصال لم يُفرج عنه”. كما لم يتورع مقدمو التعديلات عن مطالبة الحكومة الفرنسية بتعليق “المساعدات المزعومة”.
وتضمنت المرافعات المرافقة للتعديلات لغة استعلائية صادمة، إذ اتهم النواب السلطات الجزائرية بـ”الإذلال المتعمد لصنصال” و”ممارسة ضغط سياسي غير مبرر على فرنسا”، معتبرين أن موقف باريس تجاه القضية “ضعيف ومتواطئ”، ومطالبين بموقف حازم يتضمن “استخدام أدوات الضغط الدبلوماسي والمالي”.
كما تم اقتراح تغيير مضمون الفقرة الخاصة بالعلاقات الثنائية، من خلال حذف صيغة الشراكة واستبدالها بصيغة الاشتراط في استمرار التعاون المالي والتنفيذي بـ”تحقيق الجزائر التزاماتها” في ملفات مثل إعادة المرحلين الجزائريين من فرنسا، و”الإفراج الفوري عن صنصال”.
وفي تصعيد جديد يعكس ذهنية استعمارية متجددة، اقترح أصحاب التعديلات من اليمين واليمين المتطرف، إدخال تعديل سافر على مشروع القرار، يطالب بربط أي شراكة مالية مستقبلية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي باحترام شروط فرنسية محضة، في مقدمتها ملف إعادة المهاجرين الجزائريين الذين صدرت بحقهم قرارات إبعاد من التراب الفرنسي، وما يسمونه بـ”الإفراج الفوري” عن الكاتب بوعلام صنصال.
وسجّل التعديل المقترح أن الاتحاد الأوروبي منح الجزائر ما يقارب 213 مليون يورو بين 2021 و2024 في إطار ما يُعرف بـ”البرنامج المالي المتعدد السنوات”، ليتم لاحقًا استغلال هذا الرقم كأداة ابتزاز سياسي من قبل نواب فرنسيين يحاولون فرض شروط تعجيزية على الجزائر، وكأن الدعم الأوروبي منة مشروطة بولاء سياسي أو خضوع دبلوماسي.
هذا الخطاب اليميني المتطرف، لا يعكس فقط نفاق النخب الفرنسية اليمينية، بل يظهر مساعي محمومة لتحويل التمويلات الأوروبية إلى عصا استعمارية جديدة تُرفع في وجه الدول المستقلة، وفي مقدّمتها الجزائر التي رفضت، وما زالت ترفض، أن تكون تحت وصاية باريس مهما غيّرت أدوات الضغط أو تنكرت في عباءة أوروبا.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post اليمين الفرنسي المتطرف يستعدي الاتحاد الأوربي ضد الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.